تستمر معاناة سلاليي قصر كردميت تنجداد بإقليم الرشيدية، الذين فوجئوا بأراضيهم تنتزع منهم، ويتم تفويتها لفائدة ودادية، يقولون إن صاحبها صدرت له رخصة بالبناء، وباشر الأشغال فعلا ضدا عن صرخة العشرات من ذوي الحقوق بالجماعة السلالية، الذين أنهكتهم المطالبة بإنصافهم، واسترجاع حقوقهم.يعود أصل المشكل إلى عشر سنوات خلت، تقول إحدى السلاليات، التي قدمت، بداية الأسبوع الماضي، من الرشيدية إلى الرباط، للاحتجاج، بمعية العشرات من نساء ورجال "قبيلتها"، بعدما سدت في وجههم كل الأبواب التي طرقوها، "أتينا من تينجداد، بإقليم الرشيدية، قدمنا للمطالبة بحقوقنا، بعدما أعيانا الانتظار، ولم نجد آذانا صاغية، ما كاين للي داها فينا عيينا مانهضرو على حقوقنا حتى واحد ما سمع لينا". تقول المتحدثة، إن أراضي القبيلة، التي تصل مساحتها إلى 7 هكتارات، تعود في الأصل إلى 200 عائلة بالقبيلة، تم الترامي عليها، من طرف أحد أصحاب النفوذ، "بيعت الأرض بأوراق مزورة، قبل عشر سنوات، واليوم حصل المشتري على رخصة للبناء، الذي انطلقت أشغاله فعلا، دون حسيــب ورقيب". تضيف المرأة الثلاثينية، وهي تتوسط عشرات النساء ممن حفر الزمان أخاديد على وجوههن التي لفحتها أشعة الشمس الحارقة، "للأسف نحن في هذه الوضعية لأن هاد العيالات راه عياو وما فجهدهومش، غير للي هضرو معاه كايخافو منو ويرجعو، أنا راني ما خايفة من حد هاديك المناطق كلها راها نيت مهمشة، وللي عندو شوية ديال الفلوس دار الناس كاملين تحت رجليه".ورغم أن السلاليين المتضررين طرقوا كل الأبواب، واستنجدوا بالسلطات المحلية، ودخلوا في حوارات مع مختلف المسؤولين الذين تناوبوا على الجماعة التابعين لها، إلا أن لا شيء تغير، فقبل سنتين، خرج باشا تنجداد ليخبر ذوي الحقوق بقصر كردميت أنه لم يتم تفويت أية بقعة أرضية لفائدة أية ودادية أو جمعية لإنشاء تجزئة سكنية، رغم أن أشغال البناء انطلقت فعلا، وفق تصريحات السلاليين، الذين سارعوا أيضا إلى رفع دعوى قضائية، كان مصير كافة جلساتها التأجيل.واليوم يصر ذوو الحقوق على مواصلة اعتصامهم الذي خاضوه منذ شهرين، رغم حر الطقس وحلول شهر الصيام ووهن العديد من رجال ونساء الجماعة الذين يشركون حتى أطفالهم في معتصمهم، وسط أوراش البناء، إلى حين الإنصاف. إنصاف يجزمون أنه لن يتأتي إلا بتدخل ملكي يرفع عنهم الظلم الذي تعرضوا له. هجر المغلي