خيرية الناظور…ماكياج فوق بشاعة

اتهامات للرئيس بتزيين الواجهة لتغطية الاختلالات الإدارية والمالية وفضائح الاعتداءات الجنسية تعيش دار الأطفال بالناظور، منذ ستة أشهر، على إيقاع جيل جديد من الاختلالات المالية والتجاوزات الإدارية وأخطاء جسيمة في التدبير، تعيد إلى الأذهان ذكريات ماض سيىء لم تندمل جراحه إلى الساعة، وتضع مصير أزيد من 160 نزيلا ونزيلة (من مختلف الأعمار)، مجددا، في كف عفريت. فما الذي يجري بالمؤسسة الإحسانية الوحيدة بإقليم الناظور؟ وهل يعكس 160 نزيلا العدد الحقيقي للمحتاجين واليتامى والمتخلى عنهم؟ وما تخفيه، بالضبط، عمليات الإصلاح والترميم وأشغال الصباغة والتجهيز والمساحيق الخارجية؟ وما سر الاتهامات التي تلاحق رئيسها الجديد، وهو يستعمل فعلا المؤسسة واجهة لقضاء مصالحه الشخصية، وحصنا لحماية نفسه من الملاحقات القضائية؟ لسبب ما، لا "تكتمل" زيارتك إلى الناظور دون "الحج" إلى الخيرية الإسلامية، بل لا يمكنها أن تبدأ أصلا دون أن تطأ قدماك البناية العتيقة المطلقة على كورنيش مارتشيكا التي تجر خلفها تاريخا مديدا يحمل بصمات المغفور له محمد الخامس، حين وضع حجرها الأساس في 10 غشت 1958 في أولى زياراته الرسمية إلى منطقة الريف، وأوصى بتخصيص جزء من المساعدات وأموال المحسنين للاهتمام باليتامى والأطفال المتخلى عنهم واحتضانهم من مختلف قرى ومناطق الإقليم.هذه الزيارة التاريخية أعاد حفيده الملك محمد السادس إحياءها خلال زيارته في 2008 إلى منطقة الريف، فأصر على دخول هذه المؤسسة الخيرية والإطلاع على مرافقها وبناياتها الآيلة للسقوط والاستماع إلى شروحات حولها والمشاكل التي تمر منها، فأمر، على الفور، بإعادة هيكلتها عبر مشروع مندرج ومتكامل ممول من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.وليست هذه الحظوة الملكية ما تشتهر به خيرية الناظور، ولا أسماء الشخصيات والمسؤولين والأطر العليا التي مرت يوما من هنا، بل تشتهر كذلك، بـ"سمعتها" السابقة، وفضائحها التي جابت أرجاء الوطن، حين كانت الصحافة المحلية والوطنية تنقل أخبارا طازجة عن الاعتداءات الجنسية التي كان تتعرض لها نزيلات ونزلاء على يد مؤطرين و"مربين"، وأموالها التي كانت تحول إلى الجيوب والمشاريع الخاصة، ومطعمها الذي كان يقدم مواد غذائية منتهية الصلاحية مهربة من مليلية، ومرافقها ومراقدها المهترئة التي تحولت إلى أوكار للدعارة وشرب الخمر وتناول الحشيش، وملعبها الذي أضحى مطرحا للنفايات والمتلاشيات تطلب إفراغه 3 أيام من العمل المتواصل بواسطة جرافتين.فضائح من أخرى، أخرجت عددا من النزلاء إلى الشارع، وتحولت المؤسسة إلى بؤرة للاحتجاج، انضمت إليها فعاليات من المجتمع المدني والحقوقي ومسؤولون غيورون بالمدينة طالبوا بإسقاط العقد "البالي"، وتقديم المسيرين الأساسيين إلى المحاكمة واسترجاع أموال المحاجير واليتامى. واستمر الاحتجاج أياما، ورفعت مطالب "الرحيل" في وجه الرئيس السابق أياما وأسابيع، انتهت بعقد جمع عام استثنائي للجمعية الخيرية الإسلامية وانتخاب مكتب مسير عهد إليه وضع برنامج استعجالي للإنقاذ، واختار الأعضاء على رأسه شابا (قادم من عالم التجارة والأعمال الحرة والعقار) دون سوابق تدبيرية لقيادة التجربة الحالية، وفق دفتر مهام متفق عليه. مراقد ومرافق أنيقة كانت هذه الخلفية "الفضائحية" ترافقنا، زوال الخميس ما قبل الماضي، ونحن ندخل بناية الخيرية التي لا تبعد إلا بأمتار عن كورنيش مارتشيكا، قبالة الجدار الأيمن لضريح سيدي علي، وغير بعيدة عن مبنى الدائرة الأمنية الثانية المتفرعة عن شارع محمد الخامس ومقاهيه وبناياته التي تقاوم الزمن دون أدنى عناية من المسؤولين، وذلك من عشرات السنين.تفتح البوابة الكبيرة على فضاء من البنايات تشطرها نصفين طريق معبدة على طرفها حديقتان صغيرتان، وتمتد في خط مستقيم إلى حدود جدار يطل على البناية الجديدة لمحطة السكك الحديدية، ويمينها مسجد متوسط حديث البناء.ندخل الخيرية دون موعد سابق تقريبا، حيث نطلب مقابلة مسؤولين بالجمعية، فيدلنا حارس أمن خاص على مكتب الرئيس في الطابق الأول من بناية تبدو من واجهتها أنها حديثة البناء تتوزع طابقها السفلي مجموعة من المرافق (مطبخ، مطعمان، مكتبة، مركز للإعلاميات..).أمام الدرج، يستقبلنا شاب في مقتبل العمر بلحية مشذبة ونظارة طبية يضعها فوق رأسه، يلقي علينا التحية ويقدم نفسه بصفته رئيسا للجمعية، ثم يطلب من حارس أمن آخر أن يصحبنا في جولة داخل مراقد الأطفال، ثم اليافعين، ومراقد الفتيات، في انتظار انتهائه من عمل كان بصدد إنجازه. مرافق تبدو من الوهلة الأولى أنيقة، حيث حرص مكتب الجمعية على اختيار صباغات بألوان جذابة بلون أخضر وأحمر وبرتقالي لطلاء الجدران التي تتوسطها رسوم لشخصيات كارتونية مشهورة.على جنبات الجناج المخصص للأطفال من 5 إلى 8 سنوات، وزعت غرف صغيرة تتوسطها أربعة أسرة مرتبة على نحو جيد بملاءات نظيفة، وفي طرف كل غرفة خزانة للملابس مقسمة إلى أربع طبقات، تضع فيها كل نزيل ملابسه وكتبه وغطاءاته وحاجياته الخاصة.لا يكتفي حارس الأمن بمرافقتنا في جولة تفقدية، بل يصر على التنويه بالمجهودات التي يقوم بها الرئيس الجديد وأفضاله وأياديه البيضاء على المؤسسة منذ انتخابه قبل نهاية السنة الماضية.- "انظروا إلى دورة المياه، إنها نظيفة، والعاملات المنظفات يحرصن على نظافتها على مدار الساعة، خصوصا بجناح الصغار".ينتقل حارس الأمن وسط الغرف مثل نحلة، قبل أن ينهره صوت من الخلف، معاتبا إياه على التسامح مع أحد اليافعين بالنوم في سريره وقت الدراسة. ينسل حارس الأمن بهدوء، ويواصل المسؤول التربوي الحديث بلا انقطاع، متحدثا عن "التحولات الجذرية" التي عرفتها المؤسسة خلال سنة من اشتغال المكتب المسير الجديد، وقبل أن ينتظر منا رد فعل أو استفسار عن سبب هذا "التحول الجذري"، يهرول إلى الجدار القريب الذي علقت عليه ست صور بشكل متواز، ثلاث منها تعكس الحالة التي كانت عليها المراقد في الفترة السابقة، والثلاث الأخرى تصورها في وضعها الحالي.-"شوف الماطلات والنموسيات كيف كانو..شوف هاد الشوهة ديال الوسخ وسراق الزيت لي كان معشش هنا..شوف هاد الحالة، وقارنها مع الوضع الحالي".قال المسؤول التربوي إن المؤسسة كانت تشبه مطرحا للأزبال يعيش وسطه أكثر من 450 نزيلا، يتكدسون في غرف صغيرة ينام فيها عشرون منهم، بينما لا تتجاوز الطاقة الاستيعابية للواحدة منها 4 أو5 نزلاء. حرب الصور والتاريخ يستمر في لعبة المقارنات، ويطلب منا أن نستشف التغيير من الصور المعلقة على الجدار والواقع الحالي للمرافق الذي قال إنه يحرص شخصيا على مستوى النظافة بها ويختار مواد التنظيف بنفسه، ويكون قاسيا جدا مع المنظفات إذا بدا منهن أي كسل أو تهاون، خصوصا في دورات المياه والمراحيض.طيلة الجولة يستمر المسؤول في استدعاء مجموعات أخرى من الصور القديمة، ومقارنتها بأخرى حديثة التقطت بعد عمليات الإصلاح والترميم والتجهيز، والاستشهاد بها دليلا قاطعا على فظاعات العهد "البالي"..صور من المطبخ والمطعم ودورات المياه والملعب الرياضي والإدارة والبنايات.في الطابق السفلي، يلتحق بنا محمد الغانمي، مدير المؤسسة، أو هكذا قدم نفسه. رجل في الستينات من عمره بلحية غزاها الشيب، ألقى التحية، ودعانا إلى زيارة إلى غرفتي الأكل المخصصتين للإناث والذكور، ثم المطبخ الذي قال إنه خضع إلى عملية ترميم كلي، كما تم تجديد جميع تجهيزاته وأواني المطبخ الأساسية، وإحداث تغيير في نظام الأكل ونوعية الأطباق والأكلات بعد استقدام طاه جديد.بعد ساعة تقريبا، التحق بنا رئيس الجمعية الذي بدا مطمئنا لعدد من الإنجازات المحققة في عهد المكتب المسير الحالي، وتحمس أكثر، حين دعانا إلى زيارة إلى الملعب الخلفي للخيرية الذي قال إنه كان عبارة عن مطرح للأزبال، ثم عرج بنا على قاعة الفنون الحربية المزينة بصور النزلاء المشاركين والمتوجين في ملتقيات جهوية ووطنية في رياضة الكراطي، بعد قبول الجمعية الخيرية عضوا منخرطا في الجامعة.محمد لزعر، الرئيس، قال إن المؤسسة خضعت إلى تغيير جذري، وحازت المشاريع المنجزة (مكتبة وسائطية، مركز للمعلوميات، مسجد مجهز بطابقين، فضاءات خضراء) ثقة الجهات المانحة (التعاون الوطني، المجلس البلدي، المجلس الإقليمي، المحسنين) والمسؤولين الإقليميين، لكنها "بالتأكيد لن تعجب الحاقدين والمتربصين بالتجربة والمسخرين والمشوشين على التجربة لأسباب سياسية وحزبية"، يقول الرئيس، وحين نسأله عن هويات هؤلاء يطلب منا أن نبحث عنهم. اعتداءات جنسية لم تطل رحلة بحثنا كثيرا عن هؤلاء "الحاقدين والمتربصين بالتجربة والمسخرين والمشوشين على التجربة لأسباب سياسية وحزبية"، فقد وجدنا من يتصل بنا على الهاتف المحمول، ويطلب منا لقاء عاجلا في مقهى وسط المدينة لمدنا بملف متكامل عما أسماه فضائح المسؤول الأول عن الجمعية، وحين واجهته بما التقطناه من مجهودات مهمة داخل المؤسسة وتنظيم إداري وتدبيري محكم، قال لنا إن الأمر لا يعدو واجهة وشجرة تخفي غابة من الاختلالات التي يجري التستر عليها بهذه الطـــــــريقة..كيف؟ سنرى.بعد نصف ساعة، نلتقي بمحمد النجوم الملقب بالشرقاوي، أحد أعضاء المكتب المسير، الذي قال إن الرئيس الحالي يعتبر أكثر "ممثل" على الإطلاق يقف فوق خشبة مسرحية كبيرة لإيهام الصحافة والرأي العام، مؤكدا أن ما يشاهده زوار المؤسسة مجرد "زواق من برا"، بينما يوجد "الخنز" في الداخل.الشرقاوي طلب الحديث بوجه مكشوف وقال إنه يتحمل مسؤولية كلامه، مؤكدا أن الاختلالات المالية والاختلاسات من أموال المحسنين والمساعدات حاليا، لم تشهدها أي فترة، متسائلا عن مبلغ 134 مليون سنتيم التي تركها الرئيس السابق ميمون البالي قبل رحيله، بينما لا توجد في حوزة الجمعية اليوم إلا 10 ملايين كأبعد تقدير.وقال الشرقاوي إن النزلاء الحقيقيين (يتامى وفقراء ومعوزون ومتخلى عنهم...) يوجدون في مكان آخر غير الخيرية التي تحولت إلى فضاء لمجموعة من الآباء والأمهات لإيداع أبنائهم خلال أيام الأسبوع وتسلمهم يومي السبت والأحد، متسائلا" واش هادي خيرية أم دار لحضانة"، وقال إنه لا يعقل أن تصرف كل هذه الأموال وتفتح مؤسسة من أجل 160 نزيلا ونزيلة بعضهم حصلوا على "الباك" ومازالوا يأكلون وينامون هناك.واعتبر الشرقاوي أن تعيين مدير للمؤسسة (محمد الغانمي) أكبر فضيحة على الإطلاق، لأن الرجل غير متعلم، وكان سباكا (كيصاوب لقوادس على حد تعبيره)، مطالبا بإيفاد لجنة للتحقيق في جميع الخروقات، ومنها اعتداءات جنسية على نزيلات، إحداهن عمرها 15 سنة قررت الهروب من جحيم التحرش الجنسي بها من قبل إطار تربوي معروف. تهرب من الضمان الاجتماعي يستمر مسلسل "التشويق"، حين يلتحق بنا مصطفى بن الجيلالي، العضو السابق المستقيل، ومزيان الخولالي الكاتب العام للجمعية الذي كان يحمل بين يديه ورقة حصل عليها للتو من صندوق الضمان الاجتماعي. قال إن الجمعية مدينة له بمبلغ خيالي تراكم خلال سنوات بلغ 344 مليون سنتيم، كما أن إدارتها لم تصرح بالعمال خلال ستة الأشهر الأخيرة. هذا السؤال حملناه فورا إلى محمد لزعر، رئيس الجمعية، الذي نفى ذلك، مؤكدا أن المبلغ كان لا يتجاوز 101 مليون سنتيم سابقا وتمت تسويته مع الصندوق.نعود إلى الخولالي الذي قال إن الفضل يعود إليه وبعض أصدقائه في استقطاب الرئيس الحالي (يملك محلا باسم والده لصرف العملة ومقاول عقاري)، بسبب نظافة يده وعدم وجود سوابق في سيرته، قبل أن "ينقلب علينا ويطلع منه العجب وينحاز إلى بعض السماسرة والمشوشين ومسؤولي مراكز الإعلام غير القانونية الذين يزينون له شر أفعاله، ويسيرون به إلى السجن".وأكد الخولالي أنه بعد انعقاد الجمع العام الاستثنائي وانتخاب المكتب المسير الجديد انطلق العمل بشكل جماعي في تجهيز وهيكلة الخيرية وحل المشاكل العالقة (احتلال المكان من قبل نزلاء وعائلات)، لكن في لحظة فارقة، بدأ الرئيس يناور ويهيئ لطرد موظفين (خمسة طردوا ووصلت قضايا بعضهم إلى المحاكم) أعضاء المكتب للاستفراد بالتسيير بإيعاز من أحد الأشخاص ودعم من مسؤولين في المدينة. أجور خيالية وأشباح قال الخولالي إن أول خطوة قام بها الرئيس التحايل على القانون لتعيين مقتصد الخيرية (موظف) في منصب أمين المال، وفيه حالة تناف واضحة، بل إن الشخص نفسه الذي يتقاضى 8 آلاف درهم من أموال الجمعية شهريا، "وليس هذا فقط، فإن أمين المال والمقتصد هو نفسه المحاسب المالي للجمعية، "أي خيرنا ما يديه غيرنا".الكاتب العام للجمعية قال إن الرئيس غارق في الديون والشيكات دون رصيد، ولهذا السبب فقط يختبئ في جمعية الخيرية ويتلاعب بأموالها لأغراض شخصية، ولا يتردد في طرد كل من يشتم فيه رائحة عدم مسايرة مخططه.وأكد المصدر نفسه، الذي حمل لنا ملفا يتضمن عددا من الوثائق والشكايات واحدة لجمعية حقوقية تحقق فيها الفرقة الوطنية للجرائم المالية، أن الرئيس السابق ورغم خروقاته كان أفضل بكثير من الحالي الذي اتضح في ما بعد ألا شغل له غير تشغيل أقربائه داخل الخيرية بمبالغ خيالية استنزفت ميزانية المؤسسة، رغم أن ما وصلت إليه من إفلاس مالي لم تصل إليه منذ تأسيسها.وزاد المصدر ذاته أن الرئيس الذي تمكن من البقاء لوحده داخل تشكيلة المكتب وبإبعاد كافة الموظفين المزعجين له، أحدث وظيفة لا توجد في أي مؤسسة خيرية في المغرب، وهي وظيفة الكاتبة الخاصة للرئيس، براتب شهري يبلغ 4 آلاف درهم شهريا، مع أداء مستحقات الضمان الاجتماعي، وهي الكاتبة الخاصة التي تعد من أقربائه، كما أنه قام بتشغيل زوجها داخل المؤسسة دون مهمة (عدا إيصال أبنائه إلى المدرسة بسيارة الجمعية) بمبلغ 5500 درهم، وآخر بـ8 آلاف درهـم.وقال الخولالي إن الأفظع من ذلك وجود موظفين مسجلين بصندوق الضمان الاجتماعي ويتقاضيان أجرتهما (3500 و3400 درهم) لكنهما موظفان شبحان على أرض الواقع، إذ لم يسبق لهما أن اشتغلا في الخيرية رغم تقاضيهما أجرا.المتحدث طالب المسؤولين المحليين والمركزيين بفتح تحقيق مالي وقضائي في الموضوع والاستماع إلى جميع الأطراف والشهود، خوفا من انفجار الوضع من جديد والعودة سنوات إلى الوراء. إعداد يوسف الساكت وتصوير عبد اللطيف مفيق (موفدا الصباح إلى الناظور)

خيرية الناظور…ماكياج فوق بشاعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انتعـاش أنشطـة سـوق الغـش

مراكش... الجريمة تربط المحيط بالوسط

مقالات ذات صلة