المغرب يعيد النظر في التعاون الأمني مع واشنطن

التوجه المكيافيلي للبعض يهدد بتقويض مسلسل التعاطي مع الإرهاب حملت كلمة المغرب، التي ألقاها عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمخابرات المدنية، في المؤتمر الدولي المنظم تحت إشراف مجلس الأمن القومي الروسي بالعاصمة الشيشانية غروزني، رسائل سياسية واضحة تنذر بإعادة النظر في التعاون الأمني مع أطراف تستعمل الحرب على الإرهاب لقضاء مآرب أخرى، وذلك في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.وقال الحموشي مخاطبا ممثلين عن 80 دولة "إن مكافحة الإرهاب تفرض أن يكون وازعها الوحيد والأوحد هو منطق دحر الإرهاب، غير أننا وللأسف الشديد نلاحظ أن هذا الأمر أصبح رهينا بتوجهات بعض الدول التي تربط مكافحة الإرهاب بأجندة سياسية"، مشددا على أن" هذا التوجه الماكياڤيلي يتعارض في العمق مع الالتزام الصادق والطوعي الضروري للمواجهة الشاملة للإرهاب، ويهدد بتقويض مسلسل التعاطي مع إشكالية الإرهاب".وأوضح الحموشي أن الدولة المغربية ووعيا منها أن التطرف العنيف هو قبل كل شيء إيديولوجية ومعتقدات مبنية على فهم متشدد لمبادئ الإسلام، انخرطت مبكرا منذ بداية سنوات الألفين في مسلسل تحييد الفكر الجهادي عن طريق تأهيل الحقل الديني وإعادة الإعتبار لأماكن العبادة كمجالات لنشر الإسلام الأصيل، المتسامح والسلمي، وأنها سعت إلى دحر الخطاب المتطرف بنشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة وإحداث مجالس جهوية للعلماء وإنشاء معهد وطني لتكوين الأئمة والدعاة، واعتماد المجلس الأعلى للعلماء كجهة وحيدة مختصة بإصدار الفتاوى، وأن مؤسسات القرب الدينية لعبت دورا أساسيا في نشر خطاب ديني يبشر بالإعتدال والتسامح من خلال حلقات للنقاش ومحاضرات وتظاهرات تحسيسية حول مبادئ الإسلام موجهة إلى الفئات الاجتماعية التي يستهدفها دعاة الإسلام الراديكالي.وإيمانا منه بأن المقاربة الأمنية ليست كافية لوحدها، مهما كانت درجة فعاليتها، في محاربة الإرهاب، فإن المغرب انخرط في دينامية شاملة من أجل القضاء النهائي على مسببات تنامي التدين العنيف الذي ينهل من الهشاشة والتهميش الاجتماعي، يقول المدير العام للأمن الوطني والمخابرات المدنية، كاشفا أن نشطاء الاستقطاب بمنظمة "الدولة الإسلامية" يستهدفون أساسا فئة الشباب المتحدرين من الأوساط الفقيرة الذين يتم تجييشهم في صفوف هذه المنظمة الإرهابية، مقابل رواتب تتراوح بين 150 و1500 دولار، حسب مؤهلات كل مقاتل، مسجلا رصد حركة نقل أموال من طرف مقاتلي "داعش" لفائدة ذويهم في المغرب.وفيما يتعلق بالجبهة الاجتماعية في الحرب على الإرهاب أوضح الحموشي أن المغرب حقق قفزة مزدوجة على المستوى النوعي و كذلك الكمي لفائدة التنمية السوسيــو اقتصــادية للفئــات الأكثــــر تضررا، وخصوصا عن طريق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطى انطلاقتها عاهل البلاد سنة 2005، واصفا إياها بالمشروع المجتمعي الحقيقي، الذي "ترمي فلسفته إلى التأهيل والنهوض بالعمل التشاركي ذي الوقع الإيجابي الكبير على التنمية البشرية في مختلف ربوع التراب الوطني، إذ مكن بشكل كبير من الوقاية من التطرف في صفوف الفئات الهشة والمهمشة".ياسين قُطيب

المغرب يعيد النظر في التعاون الأمني مع واشنطن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بيجيدي" يعبد الطريق لبنكيران لولاية جديدة

بودريقة يقطع الطريق على الناصري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات