الأمين العام لـ "البام" يخرج عن صمته ويرد على خصومه السياسيين وجه إلياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، رسالة شديدة اللهجة للمعسكر المناهض لحزبه (الأصالة والمعاصرة)، بعد أن تعرض، في الفترة الأخيرة، لانتقادات بسبب توقيعه اتفاقيات دولية لتمويل مشاريع تنموية بالجهة الشمالية، التي اعتبرها معارضوه "ادعاءات لا أساس لها من الصحة"، و"مجرد وهم" يوزع على المواطنين خدمة لأجندة سياسية.وأعرب العماري، في ندوة صحافية عقدها أول أمس (الثلاثاء) بطنجة، عن انزعاجه وغضبه من الحملة التي شنت عليه من قبل خصومه السياسيين وبعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين شككوا في مصداقية المشاريع التي كان العماري طرفا فيها، خاصة بعد ظهوره مع الوفد المغربي الرسمي المرافق لجلالة الملك في زيارته الأخيرة للصين، وتوقيعه اتفاقية بين الجهة التي يرأسها وشركة صينية عملاقة، ستقيم بموجبها مشروعا استثماريا ضخما بمنطقة ملوسة في ضواحي طنجة، سيوفر 300 ألف منصب شغل لأبناء المنطقة.وقال العماري، الذي أجاب على سؤال طرحته "الصباح"، إني "أستغرب لحملة شنت ضد مشروع تنموي وقع أمام جلالة الملك والرئيس الصيني حول إنشاء منطقة صناعية وسكنية بطنجة، التي تعتبر تفعيلا لشراكة واقعية بين قطاع عمومي وخصوصي، وبداية لمرحلة جديدة من العمل والنزول إلى الميدان بحثا عن آفاق وفرص استثمارية جديدة، بدل الجلوس داخل المكاتب والخوض في ملاسنات ساقطة لا تجلب للمغاربة إلا الضجيج".وأضاف أنه "كان حريا بهذه الجهات أن تتساءل عن مضمون الاتفاقية والجهات المتدخلة وطريقة التنفيذ والمكان المخصص لها وغيرها من الأمور الهامة، بدل الخوض في مناقشة الصور التي بثتها القنوات التلفزيونية، والضرب في مصداقية مشروع جاء في إطار الرؤية الصائبة لجلالة الملك، الذي يسعى إلى تطوير إمكانيات المنطقة الحرة لميناء "طنجة ميد".وأكد العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن مجلس الجهة وفر كل الإمكانات المادية واللوجستيكية لتنزيل هذه المشاريع التنموية، مؤكدا أن المجلس أخذ على عاتقه إشراك الخبرة الوطنية والدولية ومؤسسات البحث العلمي في إعداد هذه المشاريع.أما بخصوص مجموعة "بيل غيتس" وشريكها البنك الإسلامي للتنمية، التي من المنتظر أن تخصص لجهة طنجة تطوان الحسيمة 100 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية تهم الصحة والفلاحة والماء والكهرباء وفك العزلة عن العالم القروي، فذكر العماري أن حضوره وانخراطه في هذه العملية يأتي في إطار الدور الجديد المنوط بالجهات، الذي يجعل منها شريكا أساسيا في التنمية، وهو ما استدعى القيام بمبادرات ملموسة لتوفير البنيات اللازمة في بعض مناطق الجهة التي عانت الهشاشة، وفق مقاربات اقتصادية واجتماعية وفكرية قابلة للتطبيق وتتجاوب مع انتظارات السكان.وخلص العماري، في ختام الندوة، التي خصصت لتقديم حصيلة عمل مجلس الجهة خلال الشهور الأخيرة، إلى أن موقع المنطقة المتميز، جسرا بين أوربا وإفريقيا، وتوفرها على ميناء بمواصفات عالمية لا يبعد عن أوربا إلا بحوالي 14 كيلومترا، يجعل منها محط اهتمام عدد من المستثمرين.المختار الرمشي (طنجة)