مدينة زناتة…مشروع بيئي واعد

قيمته الاستثمارية تناهز 21 مليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار درهم ويخصص 470 هكتارا من الفضاءات الخضراء أنهت شركة التهيئة زناتة، فرع صندوق الإيداع والتدبير، الأشغال الأولية للبنيات التحتية الخاصة بالمدينة البيئية زناتة. وأفاد محمد أمين الهجهوج، المدير العام لشركة التهيئة، أن المشروع، الذي سينجز على مساحة 1830 هكتارا، سيكلف 21 مليار درهم، مضيفا أن الشركة أنهت الأشغال بمجمع الصرف الصحي العام الخاص بمنطقة التنمية الأولى، التي تبلغ مساحتها 800 هكتار، إضافة إلى مد الطريق السيار، الذي يعتبر البوابة الرئيسية للمدينة. وأضاف أنه تم ربط مجمع الصرف الصحي بالحاصر المانع للتلوث التابع لشركة التدبير المفوض "ليدك"، واعتبر أن المجمع يعتبر بنية تحتية أساسية لتجهيز المنطقة الأولى للتنمية. وأكد أن الأشغال تسير وفق البرنامج الزمني المحدد لها، مضيفا أن هيأة تتبع المشروع وافقت، خلال شتنبر 2015، على مخطط التهيئة القطاعي، الذي تصل مساحته إلى 800 هكتار من مجموع مساحة يناهز 1630 كيلومترا.واعتبر الهجهوج أن المشروع يمثل نموذجا للمدينة البيئية، إذ اعتمدت الشركة المشرفة عليه تهيئة حضرية مبتكرة، ويتمحور المفهوم الحضري الشامل للمدينة حول ثلاثة محاور أساسية، تتمثل في المفهوم اللبيئي، من خلال مقاربة ترتكز على مبادئ مسؤولة بيئيا، تحترم المعاير الدولية في هذا المجال. وهكذا ستتوفر المدينة على نظام تهوية شامل، يمكن المنطقة من الاستفادة من المزايا الطبيعية، وذلك في إطار الاستغلال التام للموارد، إذ تم وضع نموذج للنظام وفق اتجاه الرياح السائدة، ما سمكن من خفض الحرارة المحيطة بحوالي درجتين مائويتين، خلال فصل الصيف. ويتيح تصميم تصريف مياه الأمطار بالمدينة مرورها في أحواض والاحتفاظ بها، قبل التخلص منها في البحر، ما يمكن من تقليل الضغط على أنابيب مياه الأمطار الموجودة تحتد الأرض، تجديد المياه الجوفية. وتتميز المدينة الجديدة، أيضا في ما يتعلق بالبعد البيئي، بالمساحات الخضراء، إذ تقرر تخصيص 470 هكتارا، ما يعادل ثلث مساحة المدينة، ستقسم على محاور رئيسية تنطلق من الطريق السيار الحضري، الرابط بين البيضاء والرباط، نحو الساحل، ويمتد أول محور رئيسي على طول 3 كيلومترات تغطي مساحتها 40 هكتارا، بعرض يتراوح بين 50 مترا و 200 متر.وفي السياق ذاته صمم المشرفون على مدينة زناتة مخططا للتنقل لنقل الجماعي "الهادئ"، من خلال تخصيص مجالات للراجلين، على طول 12 كيلومترا، كما يهدف التصميم إلى التحفيز على استعمال الدراجات الهوائية، وذلك بهدف تقليص استخدام السيارات في التنقلات، ويتضمن مخطط التنقل الجماعي إنشاء محطة متعددة الاستعمالات تجمع مختلف وسائل النقل من قطارات، وترامواي، وحافلات، وسيارات أجرة. وأفاد الهجهوج أن المدينة البيئية زناتة، التي ستؤوي 300 ألف ساكن، ستضم ثلاثة أقطاب خدماتية ، تتمثل في قطب التعليم، الذي سيشمل على مركب جامعي بمعايير دولية، من شأنه تكوين الطلبة حول مهن أساسية تلبي حاجيات تطوير المدينة والجهة والمغرب بشكل عام، ووقع شركة تهيئة المدينة اتفاقية، خلال 2013، مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر بهذا الصدد. وستتوفر المدينة على قطب الصحة، الذي سيضم وحدة علاج رئيسية بمجموعة من التخصصات الدقيقة، إضافة إلى مركز للتكوين، وآخر خاص بالعيادات الطبية وفندقا، وتم التوقيع، بهذا الصدد، على اتفاقية شراكة بين شركة تهيئة زناتة ووزارة الصحة في يناير 2014، وأطلق طلب عروض دولي في الشهر الموالي لاختيار مستثمر ومسير للقطب الصحي. وستضم المدينة قطبا تجاريا سيضم مجموعة من المنتوجات والعلامات التجارية الوطنية والدولية، وتم فتح المرحلة الأولى من هذا القطب في وجه العموم، بافتتاح العلامة التجارية العالمية "إيكيا".وستمثل المدينة البيئية الجديدة نموذجا سيقدمه المغرب بالمؤتمر الدولي للتغيرات المناخية الذي ستحتضنه مراكش في نونبر المقبل بمراكش، علما أن هناك ممولين دوليين يساهمون في تمويل تنفيذ المشروع، إذ هناك تمويل متعاقد عليه بقيمة 300 مليون أورو، 150 مليون أورو من الوكالة الفرنسية للتنمية، ومبلغ مماثل من البنك الأوربي للاستثمار، إضافة إلى 4 ملايين أورو من الدعم من قبل الهيأة الأوربية لتسهيل الاستثمار بدول الجوار.عبد الواحد كنفاوي

مدينة زناتة…مشروع بيئي واعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طالب: أصبنا بالغرور

الدول المتقدمة تمتص 82% من مصادر التمويل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات