حرب أكتوبر بدأت في الحركة الشعبية

أعضاء المجلس الوطني أجمعوا على القطع مع منطق الزبونية الحزبية في اختيار المترشحين قبل حسم معركة "المعايير" التي حددت كيفية اختيار مترشحي حزب الحركة الشعبية، خلال اجتماع المجلس الوطني للحركة الشعبية المنعقد نهاية الأسبوع الماضي في بوزنيقة، من أجل القطع مع تزكيات الزبونية، اندلعت مواجهات قوية بين أنصار الوزيرين محمد مبديع، ولحسن حداد، وكادت أن تتطور إلى أشياء لا تحمد عقباها، لولا التدخل الحاسم للأمين العام للحركة الشعبية.وحاولت أسماء حركية مدفوعة، اختصار معركة التزكيات فقط في خريبكة التي يتحدر منها وزير السياحة، والمشرف تنظيميا عليها وزير الوظيفة العمومية، وتحويلها إلى بؤرة توتر تنظيمي، علما أن العديد من الدوائر الانتخابية تعرف صراعات وتطاحنات، ولم يتم الحسم في من سيترشح فيها ولم تعط لها الأهمية التي نالتها دائرة خريبكة، ما يعني أن الصراع بين مبديع وحداد يخفي بين طياته أسرارا لا يعلم بها إلا الراسخون في حبك المؤامرات والدسائس داخل حزب "السنبلة". ففي بني ملال هدد عزيز الشرايبي، عضو المكتب السياسي للحركة الذي استنفد عقوبة منعه من الترشح لولايتين بتهمة الفساد الانتخابي الذي أدين به سابقا، بمحاربة أي مرشح باسم الحركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، إذا لم يزكه الحزب. يل قال على هامش اجتماع المجلس الوطني للحزب الذي ينتمي إليه إنه "مستعد لبيع ستة هكتارات من الأراضي التي يملكها في بني ملال من أجل محاربة من يحاربه داخل الحزب". و سيحتدم الصراع في بني ملال بين عزيز الشرايبي المرفوض من طرف جل أعضاء مجلس بني ملال الذي يرأسه أحمد شادة، ومحمد الإبراهيمي الذي يعول كثيرا على بركة السيدة القوية، ومدعوما من طرف كبار الحركيين في المدينة نفسها، بقيادة "شدة" التي ارتفعت أسهمه الانتخابية بعدما تمكن من هزم حزب العدالة والتنمية في بني ملال، وهي المدينة "الكبيرة" التي لم يحقق فيها إخوان بنكيران اكتساحا انتخابيا. ولن يغفر شدة الذي عزز صفوف المكتب السياسي للحركة أخيرا، لعزيز الشرايبي محاولات الإطاحة به أثناء فترة السباق على رئاسة المجلس، عندما حاول دعم واحد من أبناء عائلة المكاوي من أجل تنصيبه رئيسا للمجلس، وهو القادم حديثا من حزب الاستقلال إلى حزب "السنبلة"، غير أن كل محاولاته باءت بالفشل. وفي دائرة خريبكة نفسها، لم تعد معركة التزكية منحصرة فقط عند حدود حداد، بل انتقلت إلى ثلاثة أسماء معروفة، حول من له الأسبقية في الحصول على التزكية، ضمنها وزير حالي في حكومة بنكيران، يتعلق الأمر بلحسن حداد، وزير السياحة الذي تحاصرة بعض الجهات النافذة داخل "السنبلة"، محاولة بكل الوسائل حرمانه من الترشح، لقطع الطريق عليه، وإضعافه تنظيميا حتى لا يفكر مستقبلا في التنافس على منصب الأمين العام للحزب في حال ما إذا تنحى امحند العنصر. وينافس حداد على التزكية في الدائرة نفسها، كل من عرفات عثمون الذي لن يرفع يده بسهولة، أو يستسلم كما يعتقد بعض الحركيين، ومحمد الحلافي، المستشار البرلماني السابق الذي يرأس إحدى الجماعات القروية، حيث دخل بدوره على الخط، ورفع مطلب الحصول على التزكية مهما كلفه الأمر. اشتعال جبهة الشرق سيشتد الصراع في دائرة كرسيف ما بين عبدالرحمان مكرود الهارب من التجمع الوطني للأحرار، وهو الذي سبق أن فاز باسمه في الانتخابات التشريعية ما قبل الأخيرة، ومولاي احمد السنوسي، رئيس جماعة هوارة، وعضو الفريق الحركي الحالي الذي تبقى حظوظة وافرة للحصول على التزكية، بسبب الدعم الكبير الذي يتلقاه من قيادة الحزب، إذ يعتبر من أبناء الحركة الحقيقيين الذين ترعرعوا في صفوفها، وليس من "الحراكة" الذين يغيرون معاطفهم الحزبية بسرعة البرق. وغاب السنوسي عن اجتماع المجلس الوطني، فيما حضر المكرود الذي لقي ترحيبا كبيرا من طرف صناع القرار داخل "السنبلة"، ما ينذر بقلب المعطيات، وترجيح كفته، وحصوله بكل سهولة على "التزكية المعلومة"، خصوصا بعدما تم اختياره منسقا جهويا للحزب في الجهة الشرقية. وفي دائرة صفرو تدور حروب طاحنة بين الحركيين، لمعرفة من سيفوز بالتزكية، سيما بعد ظهور عدة مترشحين عبروا عن رغبتهم في الترشح. وينتظر أن تعرف دائرة وجدة بدورها صراعات قوية، شأنها شأن دائرة طنجة أصيلا، ما بين واحد من عائلة آل أربعين وسمير برحو، القيادي الحركي الذي يحظى بعطف خاص من طرف امحند العنصر. عبد الله الكوزي

حرب أكتوبر بدأت في الحركة الشعبية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الغالي: هستيريا سياسية

الانتخابات البرلمانية... العد العكسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات