من بطل دولي إلى مشرد !

بعد أن كان واحدا من أبرز الرياضيين المغاربة، بل الأبطال الذين ذاع صيتهم في المحافل الدولية، بداية السبعينات من القرن الماضي، وحمل الراية المغربية في عدة ملتقيات رياضية، أزاح أبطالا دوليين وعالميين، من عرشها، وجد التهامي كريمي، ذلك الملاكم السابق، الذي كثيرا ما أنهى جولاته بالضربة القاضية، نفسه اليوم، فريسة الفقر والعوز، ومهددا بالتشرد هو وأسرته إلى الشارع.يحكي التهامي، الذي تجاوز عمره خمس وستين سنة، والأب لابنين، الكبرى، حصلت على الإجازة، قبل سنوات، دون أن تمكنها من تحقيق حلم الأسرة في أن تحظى بعمل، والأصغر، سيجتاز هو الآخر هذه السنة امتحانات الإجازة، فيما مشاكل زوجته الصحية لا تنتهي، اختلط فيها العضوي بالنفسي: "لم تكن الحياة يوما وردية، كنت ذلك الفتى القادم من القنيطرة، كثير الخجل، وقوي البنية، لم يكن هناك من كان قادرا على مجابهتي داخل الحلبة، التي كنت أسعد بنظرات الفخر في عيون كل من أتى لمتابعة إحدى مقابلاتي، تلك اللحظات كانت كافية لجعلي أشعر بأنني من أغنى المخلوقات".يقول ابن القنيطرة، إنه كان معروفا من لدن الجميع بلقب "الملاكم طوكيو"، حاز على جائزة الحسن الثاني للملاكمة التي نظمت بإفران بداية السبعينات، لما كان في بداية مساره الرياضي، قبل أن يفوز بعدة جوائز، توجته بطلا دوليا للملاكمة، التي ستتحول أيضا إلى مصدر عيشه الوحيد، إذ سيختار أن يكون مدربا لفرق صغرى بالرباط، منذ 1970، مقابل أجور زهيدة، لم تكن تكفيه وزوجته وابنته البكر آنذاك. قصد وزارة الشباب والرياضة في الثمانينات، عله يجد مخرجا لوضعه المتردي. "تفاجأت بالحفاوة التي استقبلت بها، الكل سارع للسلام على الملاكم طوكيو "للي فرحهم"، وهو ما شجعني للحديث إلى بعض المسؤولين عن وضعي، وطلبت منهم إعانتي وتمكيني من وظيفة تمنع الفقر عن عائلتي"، يقول التهامي مضيفا، "لا أدري إن كان من حسن حظي أو سوئه، أن تكون الوظيفة الوحيدة الشاغرة، حارسا بالوزارة، التي قبلت بها فورا".ظل الملاكم طوكيو حارسا بالوزارة، لمدة قاربت عشرين سنة إلى أن أحيل على التقاعد. تمكن خلال تلك المدة من أن يستفيد من سكن وظيفي تابع لدار الشباب بالقنيطرة نقل إليه عائلته، دون أن يحسن ذلك من وضعه، "تراكمت علي الديون، كنت بحاجة إلى الاقتراض من أجل تلبية حاجات عائلتي، كنت كانقول لولادي، غير قراو، أنا ندير الكريدي، ونتوما قراو باش تخدمو.. واليوم، فعلا بلغ ابناي الإجازة، لكن بدون عمل، وأنا غرقت كريدي، ومؤسسات القروض حجزت على معاش تقاعدي، ورفعت دعوى ضدي".هجر المغلي

من بطل دولي إلى مشرد !

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"أميج" تستنكر تشغيل الطفلات القاصرات

الرميد يحكم على حصاد بالإفراغ

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات