التحقيق في وضعية فرنسي بسجن برشيد

رسائل خطية وصلت إلى السفارة تسرد أشكال التعذيب ووزارة الرميد تدخل على الخط انتقل القنصل الفرنسي بالبيضاء، أول أمس (الأربعاء)، مرفوقا بمساعدة اجتماعية إلى السجن المحلي ببرشيد، بناء على مجموعة رسائل وشكايات توصل بها من سجين يحمل الجنسية الفرنسية «تسرد أشكال التعذيب الجســــــــــــــــدي والنفســــــــي الــــــــــذي تعرض له، ومازال، على يد موظفين».وقال مصدر من السجن المحلي إن خروج هذه الرسائل، وما تضمنته من معطيات، أحدث ضجة كبيرة وصلت أصداؤها إلى السفارة الفرنسية بالرباط التي أعطت توجيهاتها بالتحقيق في الموضوع، كما وصلت إلى وزارة العدل والحريات والمندوبية العامة للسجون ومنظمات حقوقية دولية، ضمنها «أمنستي».وقال أحد أقرباء السجين عادل القاسمي (33 سنة)، إن انتقال القنصل الفرنسي إلى برشيد جاء بعد اتصالات قام بها محام فرنسي نبه إلى خطورة الوضع الذي يعيشه السجين منذ التحاقه بهذا السجن قادما من السجن المحلي لوادي زم.وأكد المصدر أن قريبه يتعرض لمسلسل ممنهج من الانتقام من قبل موظفين لمجرد أنه يحمل الجنسية الفرنسية. وقال إن قريبه السجين أخبره، في مكالمات هاتفية، أن موظفين يذكرونه في كل مرة أنه فرنسي متعجرف ينبغي أن يدفع كي يعيش في سلام في السجن، أو يوضع في "الكاشو".وقال القريب إن السجين يخوض إضرابا عن الطعام منذ 22 مارس الماضي، احتجاجا على أساليب التضييق عليه وتعذيبه من أجل إرغامه على دفع رشاو للاستفادة من خدمات يخولها له القانون، مثل الحصول على سرير للنوم، والفسحة والزيارة المنتظمة والأكل الصحي.وحسب رسائل وشكايات توصل بها وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ببرشيد وإدارة السجون ووزارة العدل والقنصلية الفرنسية بالبيضاء، قال السجين عادل القاسمي إن مدة الإضراب عن الطعام وأساليب التعذيب النفسي والجسدي الممارسة ضده أثرت كثيرا على وضعه الصحي، إذ فقد 8 كيلوغرامات في ظرف أقل من شهرين، ملتمسا فتح تحقيق في الموضوع، والاستماع إليه في محضر رسمي وتقديم حجج ودلائل كلامه، كما لديه شهود من السجن حضروا وقائع الاعتداء عليه ومستعدين للإدلاء بشهاداتهم.ويتهم السجين (رقم الاعتقال 33224) موظفا بالاسم يداوم على ابتزازه في مبالغ مالية تتراوح بين 3 و5 آلاف درهم من أجل الحصول على خدمات إضافية، مثل هاتف محمول بسيط، سرعان ما استعاده الموظف ليبيعه له من جديد بالسعر نفسه.وقال السجين إنه لا يعرف أصلا كيف وصل إلى السجن المحلي ببرشيد ولم يطلب انتقالا إلى هذا المكان، مؤكدا أنه رحل من المركب السجني عكاشة إلى السجن المحلي وادي زم الذي مكث به مدة، قبل أن يطلب العودة إلى سجن البيضاء لقربه من أفراده عائلته، ما وافق عليه مدير سجن وادي زم، الذي تكلف بتحرير طلب انتقال باللغة العربية (السجين لا يعرف الكتابة بهذه اللغة)، لكن فوجئ أن الطلب يتضمن في خانة المكان «برشيد» وليس عكاشة، ما تؤكده مندوبية السجون لدى استفسارها في الموضوع.ويسرد السجين ما يسميه فظاعات يعيشها السجناء بهذه النقطة السوداء، حيث لا شيء يعلو على شعار «الدفع مقابل الخدمة»، أو الموت بالتقسيط في زنازين ضيقة تتكسر وسطها أضلع 40 سجينا يعانون أنواعا الأمراض التنفسية والجلدية المعدية، وقال إنه أصيب هو الآخر بمرض جلدي في الرأس.وقال مصدر من أسرة السجين، الذي يقضي عقوبة سجنية مدتها 5 سنوات، إن الهواتف تحركت بين وزارة العدل والحريات ومندوبية السجون، إذ جرى ربط الاتصال بشقيق السجين وأخبره موظفون بالمؤسستين إنهم بصدد فتح تحقيق في الموضوع بالمكان، لمعرفة حيثيات الملف وإصدار قرارات بهذا الشأن.قبل ذلك، قامت المساعدة الاجتماعية بالقنصلية الفرنسية بعدة زيارات إلى السجن واستمعت إلى السجين والإدارة وأعدت تقريرا رفع إلى القنصل الذي قرر زيارة المكان بنفسه، كما يهدد محامي السجين ورفع دعوى قضائية بفرنسا، بعد إخطار منظمات حقوقية دولية.يوسف الساكت

التحقيق في وضعية فرنسي بسجن برشيد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختلاس 250 مليونا من مجلس صيادلة الجنوب

ليس في الأحزاب "حكومة ظل"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات