السياسة أصل الهشاشة العقلية

الوردي حمل المسؤولية للإقصاء الاجتماعي وخرق حقوق الإنسان والتمييز الجنسي وشروط العمل لم يتردد الحسين الوردي، أشهرا قليلة بعد تحمله حقيبة وزارة الصحة في بداية النسخة الأولى من حكومة بنكيران، في تحميل مسؤولية الهشاشة العقلية عند المغاربة للسياسة والسياسيين، فقد علق حينئذ على أرقام لمنظمة الصحة العالمية كشفت في 2011 أن الاضطرابات العقلية العصبية بالمغرب تمثل 15.8 بالمائة من مجموع النسبة المرضية، عندما أرجع، في رسالة وجهها إلى المشاركين في لقاء نظمه الفريق التقدمي بمجلس النواب، ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض العقلية إلى التطورات السريعة التي يعرفها المجتمع المغربي وصعوبة شروط العمل والتمييز الجنسي، والإقصاء الاجتماعي وخرق حقوق الإنسان. ورغم دلالة كلام الوزير فقد زادت السياسة الحكومية في المجال الصحي من تفاقم الوضع، إذ استمر نزيف الإحصائيات الرسمية حول الأمراض النفسية ، خاصة بعد أن عجزت المؤسسات الصحية عن استيعاب العدد الهائل من الذين يعانون اضطرابات عقلية، إذ تؤكد الأرقام أن نصف المغاربة يعانون اضطرابات نفسية، وأن أكثر من الربع يعانون الاكتئاب.كما لم تتمكن المغربيات من تجاوز عتبة المناصفة في السجلات الحكومية، إلا في لوائح الخصاص الصحي، إذ تشير الدراسات إلى أن النساء هن الأكثر عرضة للاضطرابات العقلية، التي تتوزع بين 48.5 بالمائة للإناث، مقابل 34.3 بالمائة للذكور. وفي الوقت الذي تشبث وزير الصحة بتبريرات قرار إغلاق تجمعات المرضى في "بويا عمر" خلصت بعثة التقصي والبحث، التي أوفدها المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى مستشفيات الأمراض العقلية، إلى أن "معظم المرافق المخصصة لأصحاب الأمراض النفسية عبارة عن أماكن للعزل أكثر منها مستشفيات، كما لا تستجيب للحد الأدنى من المعايير ذات الصلة بأخلاقيات المهنة وطب الأمراض العقلية، وبالتالي لا تختلف كثيرا عما كان عليه الحالي في محيط الولي الصالح.الخطير في الأمر أن شبح التيه في الشارع لم يعد يقتصر على ضحايا الإقصاء الاجتماعي وخرق حقوق الإنسان والتمييز الجنسي وشروط العمل، بعد أن تسلل إلى المؤسسات التعليمية، ذلك أن دراسة رسمية تشير إلى أن خمس التلاميذ أصبحوا مهددين بالمصير نفسه، ذلك أن 6 في المائة منهم سبق لهم أن تناولوا مشروبات كحولية، و4 في المائة تعاطوا مواد مخدرة، وبلغت نسبة الذين حاولوا الانتحار، 14 في المائة.ياسين قُطيب

السياسة أصل الهشاشة العقلية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

علاج المختلين بـ"جلسات طويلة" في الشارع

السجون ملاذ المعتوهين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات