الناظور تخطف جائزة نوبل

لم ينم سكان الناظور، مساء أول أمس (الاثنين)، هادئين مستمتعين بنسيم بحيرة مارتشكا، بل غزا مساءها ضيوف من عالم الفن والسياسة والأدب، للمشاركة في المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة والاحتفال ب»المتوسط ذاكرة للعالم».بدأت ليالي المهرجان بمائدة مستديرة حول «الدرس الإسباني من خلال تحولات المتوسط» ترأستها «ماريا تريزا فرناديز دو لا فيكا»، نائبة رئيس الوزراء الإسباني السابق، ورئيسة مؤسسة «نساء من أجل إفريقيا»، فأكدت أن التحولات التي تعيشها دول البحر الأبيض المتوسط ساهمت في تشكيل المجتمعات، ووشم ذاكرتها ورسم ملامح شخصيتها، سيما أن هذه الدول تتمتع بشخصية مزدوجة تشكل محور الذاكرة، فهناك الوطنية والمشتركة والتي يجب أن تكون موضوع نقاش مستمر هادف وبناء.وقالت ماريا تريزا، بحضور عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل ورئيس المهرجان، إن المتغيرات التاريخية تفرض على الجميع الاعتراف بأن المتوسط فضاء بصيغة الجمع، وهو اعتراف يجسده بالدرجة الأولى الحوار بين كل الأطراف باعتباره وسيلة لتقاسم التجارب المشتركة في مجالي حقوق الإنسان واحترام التعددية.وأعلنت ماريا تريزا أنها ستفتح مركزا تابعا لمؤسسة «نساء من أجل إفريقيا» بالناظور، تلك المدينة التي تجمعها بها علاقة إنسانية، وذلك لالتزامها تجاه القضايا ذات الصلة بالديمقراطية وموقفها الداعم لانخراط المرأة في العمل السياسي.واستشهدت المتدخلة بعدد من كبار المفكرين للدفاع عن قضايا المرأة، فقالت إن الباحثة المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي ركزت على «أن نجاح المرأة مرتبط بالمعرفة، ولهذا السبب لم تُقتل شهرزاد لأنها كانت تقصد المكتبة من أجل الاطلاع على القصص لتحكيها، فنجت من الموت».وفي السياق نفسه، أوضح عبد السلام الصديقي، رئيس المهرجان والرئيس الشرفي لمركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، أن المهرجان أطفأ شمعته الخامسة، رغم أن لا أحد كان يراهن، في بداياته، على استمراره وتطوره، لكن النجاح الذي راكمه من دورة إلى أخرى والتوفيق الذي لازمه فاق كل التوقعات.أما عبد السلام بوطيب، مدير المهرجان، فقد أكد أن «مسوغات اختيار الشعار ترتبط بما يفرضه سياق التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يعرفها العالم، والتي تحتاج إلى استحضار أجوبة الذاكرة العميقة التي قدمت المثال على ترسيخ ثقافة العيش المشترك في ظل الاقتناع بأن التعدد لا يتم خارج الاختلاف، وأن الأخير لا يكون منتجا إلا في ظل الانسجام.وفي السياق نفسه شهد افتتاح المهرجان حضور شخصيات عربية وإسبانية إلى جانب عدد من الفنانين والمخرجين المغاربة، إذ تم تكريم التونسي الحسين العباسي، رئيس رباعية الحوار الوطني التونسي الحائزة على جائزة نوبل 2015 للسلام، الذي لم يخف انبهاره بحفاوة الاستقبال، سيما حين منحت له الجائزة الدولية «الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم». وقال بتأثر:»إن الأحاسيس التي انتابتني لحظة نيلي الجائزة، فاقت ما شعرت به لحظة تسلمي جائزة نوبل للسلام». خالد العطاوي

الناظور تخطف جائزة نوبل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الثمار "قايدة" في "حديدان في جيليز"

المغرب يسوق للحكم الذاتي بالأمم المتحدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات