محاربة أسباب الفشل

مغاربة يقصدون "الكوتش" بحثا عن السعادة وتحسين حياتهم العائلية وآخرون لتنمية قدراتهم المهنية ازداد الاهتمام، في السنوات الأخيرة، بسبل تطوير المهارات الذاتية وإنجاح التنمية الذاتية، إيمانا بالفكرة القائلة إن تغيير العالم يبدأ من داخلنا، التي يروج لها أشهر خبراء التنمية الذاتية، ما يفسر الإقبال المتنامي على مدربين "كوتش" مهمتهم، تحسين القدرات الذاتية ومساعدة من يقصدهم على تجاوز عثرات يعتبرونها أسبابا كافية لإعلان فشل الحياة وجعلها تتوشح بالسواد، معلنين الحداد، ليدخلوا بذلك رحلة يكتشفون من خلالها القوى الكامنة بداخلهم، ما يتيح لهم بالتالي الفرصة لإخراج هذه القوة واستعمالها في حياتهم.ورغم أن "الكوتشينغ" انطلق في الدول الغربية على رأسها، أمريكا، منذ أزيد من أربعة عقود، إلا أنه بالكاد بدأ يعرف مرحلة الانتشار، بالمغرب، رغم أن الإقبال على "عيادات"، المدربين، سيما في المدن الكبرى، يتم بوتيرة متنامية، تعكس تنوع مواضيع التدريب (الكوتشينغ)، التي تتباين بين التنمية الذاتية والقيادة والإدارة والتسويق وعلم النفس، وعلم الاجتماع وغيرها، التي بواسطة حصص منها يحدد عددها وكيفية إجرائها، الكوتش المسؤول عن التدريب، يمكن للمرء إحداث تغييرات صغيرة تتحول لتشكل رافعة قوية لإحداث تغييرات كبيرة في حياته.وبعد أن كان البحث عن "الكوتش"، في المغرب مرتبطا أساسا بالراغبين في إنقاص كيلوغرامات من أوزانهم بحثا عن رشاقة ولياقة بدنية، مستعينين في ذلك بالكوتش الرياضي، الذي يمكن القول إنه كان أول "التخصصات" التي اشتهرت بالمغرب، إلا أنه سرعان ما ظهرت تخصصات أخرى، فرضتها الحاجيات المترتبطة أساسا بالضغوطات النفسية، فارتفعت بذلك وتيرة زيارات الكوتش طلبا لاستشارات نفسية واجتماعية تمكن أصحابها من العودة إلى أوساطهم المهنية أو الأسرية بصحة نفسية أفضل وبتقنيات جديدة ترفع قابليتهم لاستيعاب أو مواجهة سلبية الآخرين، ما دام "الكوتش"، قادرا على منح الفرد فرصة للتوقّف وإعادة النظر في حياته العائلية والزوجية أو المهنية وغيرها، علاوة على تحديد السلوك والعادات والأفكار التي قد تعطل المرء وتؤخره، فيكون بذلك قادرا على تغييرها بسلوك وبعادات وأفكار جديدة تحقق السعادة والنجاح.وليس تحسين المهارات الذاتية بالدرجة التي تسمح لمن يقصد صالات الكوتشين، في التمتع بحياة سعيدة، داخل وسطه العائلي، وتقوية الروابط التي تجمعه بشريك الحياة، أو حتى تساعده في الكثير من المرات على الحصول عليه، ما يضمن تمتعه بجرعات كافية من السعادة، وحدها الغاية من الاستعانة بخدمات الكوتش، بل إن الكثير من الموظفين الإداريين يستخدمون كوتش تنفيذيين لزيادة كفاءتهم وتحسين مهاراتهم الإدارية وتلبية الأهداف الشخصية أو التنظيمية، فيما يستعين آخرون بهم لمساعدتهم على البحث عن وظيفة من خلال اكتساب مهارات وتقنيات جديدة تساعدهم على ولوج فضاءات الشغل.هجر المغلي

محاربة أسباب الفشل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تدبير "الجيب"... الحاجة أم الاختراع

إلهام: قلة التكوين وضعف الاحترافية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات