تدبير “الجيب”… الحاجة أم الاختراع

تأطير التدبير المالي للأسر والأفراد المجال الجديد للكوتش لم يعد "الكوتشينغ" مقتصرا على الجوانب المتعلقة بالتنمية الذاتية وصقل المهارات من أجل تحقيق الأهداف، بل إن هذا المفهوم الجديد على الثقافة المغربية يشمل كل مناحي الحياة بما فيها جوانب التدبير المالي للأفراد. وحظي هذا النوع من الكوتشينغ بإقبال ملحوظ، خلال سنتين فقط من الممارسة بالمغرب. وأوضح إدريس خدري، الدكتور المتخصص في المالية والكوتش المالي، أن التدبير المالي يكتسي أهمية خاصة في حياة الأسر. وأكد، في هذا الصدد، أن 67 % من حالات الطلاق تكون أسبابها مالية، ما يفرض، حسب "الكوتش المالي"، رفع جودة التدبير في البيوت. وأشار إلى أن هذه المعطيات دفعته إلى التفكير في نوع جديد من الدعم والكوتشينغ للأفراد والأسر من أجل رفع جودة التدبير المالي بالمجتمع. ومن أجل التعريف بهذا التخصص الجديد أعد برنامجا إذاعيا، يستقبل من خلاله تساؤلات المواطنين.وأشار إلى أنه من خلال الممارسة يتضح أن هناك اختلالات كثيرة تشوب تدبير الشأن الأسري داخل البيوت، من أبرزها، غياب محاسبة موثقة في البيوت، واللجوء العشوائي للمديونية، خاصة تلك المرتبطة بنفقات التسيير، كما أن الركض وراء المظاهر يخلق، في الغالب، فجوة بين ما في الجيب وما في الدماغ، وهناك اختلال، أيضا، بين المطبخ والسوق (بين من يتبضع ومن يطبخ)، إضافة إلى مجموعة من الاختلالات الأخرى التي تؤثر على نفقات الأسرة.وأوضح خدري أن الهندسة المالية للبيوت تقتضي اليقظة المالية، وقيام الزوجين بدورين، دور المدبر ودور المراقب، ما يعطي المصداقية لتوقعات الأزواج والأسر وهذا يتطلب التمييز بين "الميزانية المشتركة والميزانية الموحدة" بين "التوفير والادخار" وبين "الهشاشة والفقر". كما أن التخصص في "الكوتشنغ المالي" يتطلب التوفر على كفاءتين اثنتين، الأولى ترتبط بمجال المال وإدارة الأعمال، والثانية لها علاقة وطيدة بعلم النفس وسيكولوجية التدبير.ويهم "الكوتشينغ" المالي قضايا السياسة المالية للأسرة، مثل المديونية العائلية، ومسألة الميزانية، وتقنيات المحاسبة، والمخاطر المالية المحدقة بالأزواج، وأنواع و أنماط التنظيم المالي، والذكاء المالي والتربية والتنشئة على حسن التدبير. كما يتطرق الكوتش المالي، حسب خدري، إلى كيفية تدبير الميزانيات الظرفية للأسرة، من قبيل ميزانية العطل، والترفيه و الزفاف وميزانية رمضان. وأوصى "الكوتش" المالي بضرورة ربط المال بالوقت، والعمل على تربية الأبناء في مجال الذكاء المالي، وعدم المغامرة بالبيت من أجل المشاريع المتهورة وبإدراج مادة "الكوتشنيج المالي للأسرة" ضمن برامج التكوين في الثانويات و الجامعات.وتمكن الدكتور خدري، في ظرف وجيز، من إشاعة ثقافة جديدة في مجال تدبير ميزانية الأسر، إذ هناك عدد من الأشخاص الذين أصبحوا يحددون مواردهم ونفقاتهم وفق جداول محاسباتية وبناء على ترتيب الأولويات. عبد الواحد كنفاوي

تدبير “الجيب”… الحاجة أم الاختراع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وجه آخر للتحديث المجهض

محاربة أسباب الفشل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات