تحول "الكوتشينغ" أو المرافقة إلى موضة يلاحقها الأفراد والشركات، لتحجز هذه الخدمة مكانا في أجندة برامج تدبير الموارد البشرية، ومفكرة كل طالب للنجاح وباحث عن التفوق، فالكل يريد الاستفادة من هذه الخدمة، التي أثمرت نتائج إيجابية في الدول المتقدمة. يتعلق الأمر بخدمة نوعية تركز على مساعدة الأشخاص من أجل بلوغ الحلول، وبالتالي فهي ليست علاجا أو استشارة طبية، حسب جيهان لبيب، رئيسة جمعية "مغرب مرافقة"، التابعة للفدرالية الدولية لـ"الكوتشينغ".في شارع عبد المومن بالبيضاء، الذي تحول إلى نقطة تركز المكاتب ومقرات الشركات، اقتطعت أنشطة "الكوتشينغ" مساحة لها. بمكتب صغير وتجهيزات محدودة، يشبه الفضاء أحد مكاتب المحاماة، تجلس امرأتان وطفل صغير، الأولى تشتغل مسيرة لمقاولة، فيما الثانية ربة بيت، قصدت المكتب لمساعدة ابنها، المتعثر في مساره الدراسي، في الوقت الذي انشغلت عاملة الاستقبال في معالجة المكالمات الهاتفية والملفات المتراصة جنبا إلى جنب داخل غرفة مجاورة.تحكي حنان، مسيرة مقاولة، كيف أن توليها منصبا جديدا في إحدى شركات التأمينات، أرق حياتها المهنية، إذ تواجه مشاكل في تدبير العاملين في مصلحتها، ومعالجة الخلافات التي تنشب معهم، موضحة بالقول، إن "أغلب الموظفين الذين أعمل معهم، يتعاملون معي وفق أحكام مسبقة، الأمر الذي يصعب عملية التواصل معهم، ويؤثر سلبا على المردودية، التي أتحمل مسؤوليتها أمام المجلس الإداري". هذه المرأة نموذج لحالة تستدعي تدخل نوع معين من "الكوتشينغ"، يتعلق الأمر بـ"المرافقة المهنية"، التي تقوم على مساعدة الشخص عبر طرح مجموعة من الأسئلة عليه، بما يساعده على اكتشاف جوانب مختلفة من مشاكله، ويمكنه من بلوغ حلول لها.وتوضح لبيب، أن "الكوتشينغ" يركز على الحاضر لبناء المستقبل، بخلاف العلاج النفسي، الذي يستند إلى الماضي، فيما تتيح حصص المرافقة التي لا يجب أن تتعدى، حسب المعايير العالمية، 12 حصة، تمكين الشخص من الاستقلال والتعرف على مؤهلاته، من أجل حل مشاكله، علما أن الحلول تكمن دائما، في قوة الأسئلة التي يطرحها "الكوتش". أما زينب، ربة بيت، فأـنهكها التجول بين عيادات الطب النفسي، بحثا عن علاج لابنها، الذي يواجه مشاكل في التحصيل الدراسي، مؤكدة أن بعض الأصدقاء نصحوها بطرق باب "الكوتشينغ"، من أجل تحفيز طفلها على الدراسة، عبر فهم مشاكله وطرح الأسئلة الصعبة عليه.بدر الدين عتيقي