قال أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إنه لن يسمح لأي وزير مهما علا شأنه بالتدخل في شؤون وزارته التي عينه فيها جلالة الملك محمد السادس من أجل ممارسة كل اختصاصاته الدستورية والحكومية.وأكد الوزير التجمعي في حوار مع "الصباح" ينشر لاحقا، أنه وحده الذي يملك الحق في ممارسة اختصاصات الوزارة التي يقود حقيبتها، باعتباره الرجل الأول فيها، ويتحمل مسؤوليته داخلها، معلنا بصوت مسموع أنه لا يحق لغيره من الوزراء التدخل في مجال اشتغاله. وزاد شارحا بخصوص هذا الموضوع الذي إثار جدلا واسعا داخل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة المنعقد الأسبوع الماضي "أعتقد أنه بدوري ليس لدي الحق، أن ألتقي مع الصناع التقليديين، لأن الأمر من اختصاص وزيرة الصناعة التقليدية، وليس من اختصاص الوزير المكلف بشؤون الجالية المغربية والهجرة، أو وزير المالية، أو التجارة الخارجية". ورفض أنيس بيرو، الذي عاد أخيرا من رحلة طويلة قادته إلى العديد من الولايات الأمريكية، إعطاء تفاصيل أكثر حول ما راج داخل اجتماع المجلس الحكومي بخصوص الاحتجاجات التي عبر عنها في حضرة رئيس الحكومة، وبعض الوزراء من "بيجيدي" الذين يستغلون سفرياتهم إلى الخارج من أجل عقد لقاءات تواصلية مع أفراد الجالية المغربية، مستغلين دعم بعض القناصلة لهم، خوفا من غضب بنكيران الذي قد يطيح بهم. وقال بيرو، "إن هذا الموضوع انتهى، وكما تعرفون بطبيعة الحال، أن المداولات في المجلس الحكومي تكون سرية، لذلك فلا مجال للرجوع للحديث عنه، مضيفا بلغة خالية من الهجوم أو الغضب على الوزراء المتهمين باستغلال سفرياتهم إلى الخارج، والسطو على اختصاصات الوزير المكلف بأفراد الجالية المغربية وشؤون الهجرة، بعدما تدخل رئيس الحكومة بخيط أبيض، قال أنيس بيرو "رب ضارة نافعة، أظن أن ما قام به بعض الزملاء كان مجرد اجتهادات من طرفهم، ورغبة منهم في ملاقاة أبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج". قبل أن يستدرك ليقول "لمزيد من الوضوح، على كل وزير في الحكومة أن يتحمل مسؤوليته، وبالتالي كان ضروريا أن أوضح بعض الأشياء، وذلك احتراما وتقديرا أولا وأخيرا لجميع زملائي الوزراء". وقال المصدر نفسه، رغم كل ماحدث إننا "نشتغل في إطار علاقات طيبة، يسودها الاحترام التام، إذ يبقى الهاجس الأول والأخير، هو المصلحة العليا للوطن، وبالتالي عندما لا نتفق على شيء، من مسؤوليتي أن أطرحها أمام جميع الزملاء في احترام وتقدير، ويتقبلونها باحترام وتقدير كذلك، وذاك ما حدث، حيث طوينا الموضوع، وانتهى كل شيء". ورفض بيرو الكشف عن أسماء وزراء "بيجيدي" الذين اتهمهم بالتطاول على اختصاصات وزارته، حيث اكتفى بالقول "لا يمكن أن أدقق في التفاصيل، لقد تكلمت بصفة عامة حتى أتجاوزهذا الموضوع، ولن أخوض فيه من جديد، لدي احترام للجميع وتقدير للجميع وأحس بالاحترام والتقدير المتبادل". ورفض بيرو الجواب عن سؤال يتعلق برفض سفير المملكة المغربية في المنامة أخيرا، التجاوب مع طلب تقدم به وزير في حكومة بنكيران، يقضي بإحضار أفراد الجالية المغربية المقيمين في البحرين من أجل التواصل معهم عبر لقاء مفتوح، إذ قال "هذا السؤال يجب أن يطرح على السفير وليس لدي جواب".عبد الله الكوزي