أن تعمل إلى جانب أشخاص مقربين من وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري، في تسعينيات القرن الماضي، فذلك يعني شيئين لا ثالث لهما، إما أنك ضمن الأشخاص المنعم عليهم، أو ستدخل كما يقال "عش الدبابير"، الداخل إليه مفقود حتما وليس له مخرج. محمد وهيب المستثمر العراقي، الذي عشق المغرب واستقر فيه إلى جانب بعض أفراد عائلته، قرر أن يدخل غمار الاستثمار في المغرب، وبدأت تفتح أمامه أبواب الثروة التي لم تطل كثيرا، بعدما تعرف على مستثمر أجنبي آخر يدعى جون فيكتور لوفاط، الذي سيقوده إلى عش الدبابير، وإلى استثمارات في مشاريع لن يجني من ورائها سوى السجن وضياع أمواله، خاصة أن تلك المشاريع كانت تحت حماية رجال البصري، وتخص صفقات عمومية وأخرى خاصة، ليجد نفسه متابعا بتواطؤ ممن أوقع بهم مشروعا أولاد زيان والحسن الثاني، ويدخل متاهات المحاكم، والمساطر المعقدة، بين محاكم البيضاء وأكادير، وفي كل مرة يعتقد أنه استطاع التخلص من الكابوس، سيجد نفسه دخل متاهة جديدة. رغم السنين لم يفقد وهيب أمله في استرجاع أمواله وحقوقه التي يؤمن أنها أخذت منه غصبا، ودون وجه حق، وجه مراسلات عدة للجهات المسؤولة، وأشار بأصابع الاتهام إلى كل من كان يعتبرهم شركاء في ضياع أمواله، ولم يسلم من اتهاماته حتى بعض القضاة، الذين اعتبر أن قراراتهم كانت سببا في ما آل إليه ملفه بسبب ما اعتبره تدخلا لفائدة جهات معينة.بعد كل تلك المحاولات التي لم تأت بأكلها، قرر وهيب مغادرة المغرب، إلا أنه ظل متشبثا بحقوقه بعدما راسل الجهات المسؤولة السنة الماضية يعلمها بأنه قرر نشر قضيته دوليا. قصة وهيب شبيهة بقصص عدد من المستثمرين الأجانب الذين فضلوا الرحيل بعد أن سدت في وجوههم الأبواب، وانقلب حلم الاستثمار في المغرب بالنسبة إليهم إلى جحيم.كريمة مصلي