يتذكر الرأي العام المحلي قصة شاب أربعيني طموح اختار الاستثمار بإقليم تاونات الفلاحي بامتياز، أملا في إقامة مشروع فريد في غرس نوع معين وجديد من الزيتون، قبل أن يباشر اتخاذ الإجراءات المسطرية اللازمة، للحصول على مساحة أرضية وغرسها بموقع إستراتيجي هام.لكن خيبته كبرت مع مرور الأيام وطرقه أبواب إدارات مركزيا ومحليا، ليجد نفسه غارقا في دوامة لامتناهية من المشاكل في غنى عنها، قبل أن يلملم ما تبقى من قوة تحمله، ويجمع وثائقه فارا إلى إسبانيا لإقامة مشروع واعد في بلد تحسن فيها المناخ العام للأعمال سيما الحرة منها. حالة الشاب استنسخت في تجارب لاحقة وسابقة، وجد فيها ذوو رساميل وطنية وأجنبية، أنفسهم في موقف لم يحسدوا عليه على غرار مستثمر بريطاني تداولت وسائل الإعلام قصته المثيرة ونزاله اللامتكافئ مع التعقيدات الإدارية التي لم تنفعه كل الوصفات السحرية، لتذويبها.اصطدم طموح المستثمر بتعقيدات وعقبات صعب القفز عليها للحصول على التراخيص اللازمة لإطلاق المشروع، قبل صدمته لطلب مسؤول بفاس دخوله شريكا في المشروع، التي جعلته يطير عائدا أدراجه بعدما فوت "المسؤول" على المدينة، مشروعا مفيدا لها ولشبابها العاطل.وليس هذا المستثمر استثناء بل تلوك الألسن قصصا أكثر مأساوية لزملاء له اختاروا الخيار نفسه هروبا من جشع سياسيين ورجال اقتصاد تحولوا إلى تماسيح راغبة في "الشراكة" أو "دهن السير يسير"، ممن راكموا ثروة خيالية في زمن قصير، دون أن يطولهم سؤال "من أين لك هذا؟".حميد الأبيض (فاس)