عدوى المحاباة لم تستثن رفاق مزوار

أحد صقور الحرس القديم يمجد هجمات بنكيران على رئيس الحزب رغم أن منظرين "كبارا" في عالم السياسة، أجازوا ودافعوا عن شرعية توظيف "الانتهازية" في الحقل السياسي من أجل جني مكاسب، فإن بعض الأسماء الحزبية في بلادنا، بالغت وتبالغ كثيرا في تطبيق هذا السلوك، وذلك من أجل التقرب إلى رئيس الحكومة لأغراض لا يعلمها إلا أصحابها.وفي جميع الأحزاب المشاركة في الحكومة، نعثر على نماذج من هذه الطينة، نظير زوج الوزيرة المعلوم الذي ظل يدافع ويمجد عمه عبد الإله بنكيران، رغم أن الأخير، كال في العديد من المناسات اتهامات خطيرة لحزب التجمع الوطني للأحرار، واتهم قادته بأقدح النعوت، ووصفهم بأشياء نخجل من ذكرها. وعندما تبحث عن أسباب هذه "الهرولة"، لا تجد لها تفسيرا، سوى أن زوج الوزيرة، استطاع أن يفرضها في التشكيلة الحكومية في قطاع غريب عن تخصصها. وفي الوقت الذي انتفضت فيه أغلب قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، وردت على هجومات بنكيران وجيشه الإلكتروني، ارتد سلاح زوج الوزيرة إلى الخلف، ويا ليت الأمر ظل محصورا في حدود ذلك، بل انبرى للدفاع عن بنكيران وحزبه، محذرا من مغبة الخروج من الحكومة، لأن ذلك لن يخدم سوى الحزب المعلوم الذي يكن له كرها شديدا منذ أن أصبح إلياس العماري يقود أمانته العامة، خلفا لمصطفى الباكوري. وتفرج هذا القيادي المهرول صوب بنكيران الذي حاول أكثر من مرة التدخل في الشؤون الداخلية قبل أن يصده صلاح الدين مزوار، على صقور العدالة والتنمية، يهاجمون الحزب ورموزه، على رأسهم مزوار الذي وافق تحت الضغط ذات ليلة ممطرة على استوزار زوجة القيادي "المهرول" الذي تحول من خلال مواقف علنية وأخرى سرية إلى "خدوم" مطيع لرئيس الحكومة، ضدا على المصالح التنظيمية والحكومية الكبرى لحزبه. ولم يحرك هذا المهرول ساكنا عندما تحول عبد العزيز أفتاتي، القيادي المثير للجدل في حزب العدالة والتنمية، إلى متخصص في شؤون حزب "الحمامة"، إذ دأب في كل مناسبة على مهاجمة صلاح الدين مزوار، كبير التجمعيين، إذ أن آخر شيء بدر منه في هذا الإطار، هو قوله، إن ما يقوله صلاح الدين مزوار لا علاقة له بثقافة حزب التجمع الوطني للأحرار. ولم يكتف أفتاتي الذي غالبا ما لا يتحرك إلا عندما يشعر أن بنكيران في حاجة ماسة لمن يسنده في الهجوم على قادة الأحزاب، ولو كانوا من أسرة الأغلبية الحكومية، بهذا الانتقاد في حق مزوار، بل قال، إن رئيس الأحرار "دخيل على ثقافة الحزب، كما يعرف الجميع، وتصريحاته تتناغم والمشروع البامجي". مضيفا إن "اتهاماته لحزب العدالة والتنمية، غير صحيحة، ولا علاقة لها، بما هو حاصل على مستوى الواقع، بل مجرد افتراءات لا تعكس، حقيقة ما يؤمن به حزب العدالة والتنمية". تحذيرات من مغبة الفتنة السياسية إذا كان القيادي التجمعي المذكور قد راقه كثيرا، وفق ما تسرب من معلومات من مقربين منه، ما حدث لمزوار عندما حاول تجريب الهجوم على بنكيران، فإن قياديين تجمعيين، انبروا للدفاع عنه، حيث ردوا على بنكيران، وحذروه بلهجة شديدة من خطاب التخوين، مؤكدين أن المنطق الهيمني الذي أصبح رئيس الحكومة متخصصا فيه، يمكن أن يؤدي للفتنة، وهو منطق مناقض لروح الديمقراطية، لأن الديمقراطية لم توجد إلا للتجميع وليس للتفرقة والتقسيم على أسس سياسية ومذهبية، فالساحة السياسية فيها متنافسون وليس أعداء، يورد المدافعون عن مزوار في حربه مع بنكيران الذي انقلب من جديد 180 درجة، حيث عاد ليمجد قيادة الأحرار على مقربة من إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة المقرر عقدها في السابع من أكتوبر المقبل. وحتى عندما ردت رئاسة الحكومة أخيرا، وبشدة على وزير تجمعي مارس اختصاصاته التقنية، لم يتحرك القيادي "المهرول" من مكانه، وظل مؤمنا بقناعته الممجدة لكل ما يأتي به بنكيران في حق التجمع الوطني للأحرار ووزرائه. عبد الله الكوزي

عدوى المحاباة لم تستثن رفاق مزوار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإغراء لمواصلة التجربة الحكومية

المهرولون خلف بنكيران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات