الإغراء لمواصلة التجربة الحكومية

الجاذبية تستقطب أحزابا ووزراء من صفوف الحلفاء قبل الانتخابات نجح رئيس الحكومة إلى حد بعيد في تسويق تجربته الحكومية، على أوسع نطاق، لتمتد حتى داخل الأحزاب الأخرى، سواء الحليفة له، أو في بعض الأحزاب التي وجدت نفسها خارج الحكومة، بعد انتخابات 2009، مثل الاتحاد الدستوري أو التجمع الوطني للأحرار، أو التي اضطرت لأسباب سياسية، إلى مغادرة الحكومة، مثل الاستقلال.وشكلت الأزمة الحكومية التي تلت انسحاب وزراء الاستقلال من الحكومة، مناسبة لعبد الإله بنكيران، من أجل تجديد الاتصال بعدد من الأحزاب، قصد عرض إمكانية الالتحاق بالفريق الحكومي، وأبانت تلك الاتصالات، كيف أن عددا من الأحزاب كانت تنتظر الفرصة للتعبير عن استعدادها لمساندة تجربة الحكومة، والالتحاق بها، مثل التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، الذي خاب أمله، بعد حصول اتفاق مع صلاح الدين مزوار على الالتحاق بالحكومة الثانية لبنكيران.وفي هذا الصدد، وجب التذكير بموقف الاتحاد الدستوري، بعد فتح رئيس الحكومة، مشاوراته الرامية إلى تجديد الأغلبية الحكومية، حيث عبرت أصوات من داخل الحزب الدستوري عن تذمرها مما أسمته آنذاك حالة الالتباس التي خلفتها زيارة بنكيران لبيت محمد أبيض، الأمين العام السابق للحزب. وفي الوقت الذي كان الدستوريون ينتظرون إشارة من رئيس الحكومة للالتحاق بالأغلبية، فوجئوا بلقاء بروتوكولي لم يحمل معه بنكيران أي دعوة صريحة، كما فعل مع التجمع، الذي كان يرتبط هو أيضا مع الاتحاد الدستوري في تجربة "جي 8" إلى جانب الأصالة والمعاصرة.وخلف موقف زعيم العدالة والتنمية آنذاك تذمرا في أوساط الحزب الدستوري، الذي عانى الكثير في موقع المعارضة، ولم يتكيف معها ، بسبب ظروف النشأة والارتباط لسنوات عديدة بالأغلبيات الحكومية المختلفة، وطبيعة النخب التي تأسس عليها الحزب، والتي لم تستطع بناء مشروع حزبي يتكيف مع التموقعات المختلفة، حسب النتائج الانتخابية المتحصل عليها.والحديث عن جاذبية بنكيران، أو بالأحرى جاذبية تجربته الحكومية، لم يقتصر على الأحزاب كمؤسسات، بل اخترق قيادييها المشاركين في الحكومة، إذ بات عدد من الوزراء يرغبون في الاستمرار في ما أسماه أحد الحركيين، "الزواج بدون عقد" مع عبد الإله بنكيران، في إشارة إلى هرولة بعض أطر الحركة، وراء عبد الإله بنكيران، من أجل التعبير له عن "الزواج الكاتوليكي مع "بيجيدي"، بمعزل عن نتائج الانتخابات التشريعية لسابع أكتوبر المقبل، كما أكد ذلك الأمين العام للحركة في أكثر من مناسبة بشأن التحالفات المقبلة.وقالت مصادر "الصباح" إن اللقاء الأخير الذي جمع وزراء الحركة ورئيس الحكومة، بحضور الأمين العام للحركة الشعبية، كان الهدف منه، بالدرجة الأولى، نقل شكاية بعض الوزراء الحركيين إلى رئيس الحكومة، مما أسموه تهميشهم وإقصاءهم، من التشاور أو عدم الاهتمام بقطاعاتهم، بعد مغادرة امحند العنصر للحكومة، بعد انتخابه رئيسا لجهة فاس مكناس.وأوضحت المصادر ذاتها أن بعض الوزراء أرادوا توجيه إشارات قوية إلى رئيس الحكومة، وأمام الأمين العام لحزبهم، مفادها أنهم متشبثون بالتحالف مع "بيجيدي"، بل متحمسون للاستمرار في الفريق الحكومي لمواصلة الأوراش التي بدأتها الحكومة، وتحتاج إلى ولاية جديدة لمواكبتها، وإتمام ما تبقى من أهداف البرنامج الحكومي الذي صادقت عليه الأغلبية.برحو بوزياني

الإغراء لمواصلة التجربة الحكومية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حوادث السير الوهمية... البقرة الحلوب

عدوى المحاباة لم تستثن رفاق مزوار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات