هكذا غيرت الألواح الشمسية حياة سكان “غسات”

"أكوا باور" انخرطت في برامج لتكوين الشباب وتدريب النساء وتنمية الفلاحة وتربية الماشية بالدواوير غيرت الألواح الشمسية حياة آلاف القرويين في جماعة "غسات" المنسية بورزازات. دواوير وقرى كانت إلى الأمس القريب خارج خريطة التنمية، ما يضطر شبابها إلى البحث عن مصدر رزقهم خارج هذا الفضاء الصحراوي القاحل، قبل أن ينطلق مشروع مركب "نور" للطاقة الشمسية، الذي استغل الظروف المناخية الصعبة للمنطقة، وحولها إلى محرك تنمية مستدامة، إذ استقطب المركب عددا مهما من اليد العاملة المحلية، وساهم في تكوين شباب وشابات آخرين، بما أحدث طفرة مجتمعية في هذه المنطقة الصحراوية، ورفع دخل الفرد فيها من 10 دراهم و12دراهما للساعة في أحسن الأحوال، إلى 25 درهما و30، وهو الأمر الذي يؤكد أهميته عنان بوعشيق، مدير المسؤولية الاجتماعية والبيئية في "أكوا باور" المغرب، معتبرا أن الشركة منخرطة في استثمار طويل الأمد بالمملكة، ما يلزمها بالمساهمة في تنمية محيطها، من خلال مخطط تدخل اجتماعي مسؤول، يرتكز على ثلاث دعائم، تهم التكوين والتشغيل (خلق القيمة المضافة)، وكذا تحسين شروط العيش، والتنمية على المدى البعيد، موضحا أن الشركة تحرص في كل تدخلاتها، على التنسيق مع السلطات المحلية والمصالح الخارجية المختصة، من أجل بلورة مشاريع ومبادرات تنموية مشتركة. إنجاز: بدر الدين عتيقي (موفد الصباح إلى ورزازات) مركب "نور"... الطاقة في خدمة التنمية منظر مهيب ذلك الذي يطالع زائر مركب "نور 1" للطاقة الشمسية للمرة الأولى. 537 ألفا و600 من المرايا المقوسة، المتراصة بانتظام جنبا إلى جنب بشكل أفقي، تلفحها الشمس الحارقة طيلة ساعات النهار، وتعكس نورا قويا، تجد العين المجردة صعوبة في مقاومته، كلما اقتربت أكثر من المرايا، التي أحدثت ثورة في مجال الطاقة، ووضعت المغرب في مصاف الدول المتقدمة في الطاقات المتجددة، على مقربة من استضافة قمة المناخ العالمية بمراكش "كوب 22"، فالمركب الذي انطلق تشغيله فعليا قبل أزيد من شهر، بطاقة إنتاجية تصل إلى 160 ميغاواط، يلبي حاجيات 700 ألف أسرة من الكهرباء، ذي الاستعمال المنزلي، أي حاجيات حوالي ثلاثة ملايين نسمة. هذه الأهمية والتأثير الكبيران، حملا مجموعة "أكوا باور" التي تمتلك 70 % من المشروع، مسؤولية كبيرة، حسب باديس دراجي، مدير عام "أكوا باور" المغرب، إذ انخرطت في الاستثمار في التنمية المحلية بالمنطقة، من أجل تثمين القيمة المضافة للمشروع، الذي أعطيت انطلاقة أشغال شطرين آخرين منه (نور 2 ونور 3) أخيرا، وهو الأمر الذي انعكس على أرض الواقع من خلال جهود تحسين تشغيل الموارد المحلية وتمكينها من امتلاك مهنة خلال بناء مركب الطاقة الشمسية، وذلك بشراكة مع الإدارة الجهوية لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بأكادير والجماعة القروية "غسات"، إذ تم تخصيص وحدة متنقلة للتكوين، تسمح بتنظيم دورات تكوينية في ثلاث مراحل لفائدة الشباب القاطن بالدواوير المجاورة للمركب، علما أن الفوج الأول، الذي ضم 21 شابا، تسلم شهاداته في 7 مارس من السنة الماضية، فيما استقبلت الدورة الثانية 24 مستفيدا، خضعوا للتكوين والتدريب العملي، بين فبراير ويوليوز من السنة الماضية، في حين انطلقت الدورة الثالثة التي همت 27 مستفيدا، منذ 19 أكتوبر الماضي. وتحدث مسؤولو التكوين بالمنطقة، في تصريحات لـ"الصباح"، عن خضوع المستفيدين لأربع ساعات تكوين في اليوم، طيلة خمسة أيام في الأسبوع، فيما تتحمل "أكوا باور" مصاريف النقل، من وإلى فضاءات التكوين الثابتة، إذ تم في إطار وحدة التكوين المتنقلة، تمكين المستفيدين من تكوين في ثلاثة أنواع من التلحيم، تحت إشراف أساتذة وأطر ومدربين، ذلك أن الهدف من هذه المبادرة يظل تكوين 80 مستفيدا و100مستفيد، ومواكبتهم عبر لجنة خاصة خلال الفترة المقبلة، في الوقت الذي امتدت إستراتيجية المجموعة في تدبير مسؤوليتها الاجتماعية، إلى أنشطة أخرى لا تتعلق بالضرورة، بحاجيات محطة الطاقة الشمسية، ذلك أنها دعمت مجموعة مبادرات في تكوين المرأة، وتمكينها من أنشطة مدرة للدخل. وبهذا الخصوص، تم توقيع اتفاقية مع وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تنص على تخصيص معهد الفنون التقليدية بورزازات، لتنظيم دورات تكوينية في أنشطة، مثل الخياطة والطرز والحياكة، لفائدة النساء القاطنات بالقرى الموجودة في محيط المركب الشمسي "نور"، مع مخططات لمساعدة المستفيدات على الانتظام في تعاونيات، وبالتالي تطوير أنشطة معيشية لفائدتهم. وفي الجانب الصحي، عمدت المجموعة الطاقية، بناء على تشخيص قام به خبير طبي خلال النصف الأول من السنة الجارية، إلى تحديد خطة عمل انطلقت في تطبيقها، من خلال أربعة أنشطة رئيسية، يتعلق الأمر بتمويل سيارة إسعاف ملائمة لطبيعة الطرقات، وكذا التكفل بتجهيز وصيانة المركز الصحي لجماعة "غسات"، خاصة ما يخص أجهزة الموجات فوق الصوتية، ومختبر علم الأحياء، وكذا تمويل الحاجيات السنوية للمجموعات البيولوجية، إلى جانب عقد شراكة مع المستشفى الإقليمي، عبر تخصيص شخص لعمليات تنظيم المواعد والإجراءات الإدارية بالنسبة إلى مرضى دواوير الجماعة، ناهيك عن تنظيم التشخيص المتنقل، والتكفل بإقامة النساء الحوامل من أجل تجنب النقل الاستعجالي، ووضع خطة دعم خاصة للمرضى الذين تستدعي حالتهم التنقل إلى المستشفى الإقليمي، زيادة على نشاط رابع يهم تنسيق دورة تكوينية في الإسعاف الطبي الاستعجالي. تأهيل أكثر من 10 آلاف نخلة استندت "أكوا باور" المغرب، حسب عنان بوعشيق، مدير المسؤولية الاجتماعية، على دراسة معمقة للميزات والإمكانيات الفلاحية للمنطقة، من أجل ضمان خطة تنموية ملائمة لفائدة سكان جماعة "غسات"، إذ سمحت هذه المقاربة التي تجمع بين التكوين والعمل الميداني، بإعادة تأهيل أكثر من عشرة آلاف شجرة نخيل. وبالنسبة إلى المناطق التي استعصى فيها النشاط الفلاحي، أعدت المجموعة حلولا بديلة، ذلك أنه تم توزيع 284 رأسا من الماعز و15 من خرفان "الدمان"، على 142 أسرة في قرى "تافكوست" وزاوية "تيدغست"، وكذا "إغرم أملال" و"تيفليت"، علما أن هذه الخرفان وجهت إلى التناسل، من أجل الرفع من عدد الماشية وتطويرها، بعد أن التزمت الأسر المستفيدة بعد بيع رؤوس الأغنام لمدة خمس سنوات، فيما تمت مواكبة العملية بتوزيع حصص من التبن ومواد غذائية مركبة، وكذا مكملات معدنية، ما يسمح بتغطية تغذية الماشية لمدة ثمانية أشهر، وتسلم المستفيدون الشهر الماضي حصصهم من توزيع ثان، سيسمح لهم بتلبية حاجيات ماشيتهم طيلة ثمانية أشهر المقبلة، مع مخططات لمصاحبة المستفيدين، من خلال تنظيمهم في تعاونيات لتربية المواشي. إنتاج "نور 1" يغطي حاجيات 700 ألف أسرة تمتد محطة (نور 1) على 750 هكتارا، ويتضمن المشروع 500 ألف مرآة بعلو يصل إلى 12 مترا، متراصة على 800 خط. وتم إنجاز الشطر الأول بغلاف مالي وصل إلى 634 مليون أورو، ما يناهز 6.2 ملايير درهم. وستمكن المحطة، التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 160 ميغاواط، من تغطية حاجيات 700 ألف أسرة. وتعتبر المحطة الشطر الأول من ضمن أربعة أشطر التي تشكل مركب الطاقة الشمسية لورزازات، الذي سيصل إنتاجه ما لا يقل عن 500 ميغاواط، ما يجعل المشروع ضمن أكبر المشاريع العالمية، إذ يصنف ضمن أكبر عشر محطات إنتاج الطاقة بواسطة الأشعة الشمسية، كما يعتبر المركز أكبر محطة تم إنجازها في المنطقة. وستتكفل بإنتاج الكهرباء شركة (SPC)، التي يمك الائتلاف، المكلف بإنجاز مركب الطاقة الشمسية، 75 في المائة من رأسمالها، في حين تملك شركة "مازين كابيتال"، الذراع المالي لوكالة الطاقة الشمسية 25 في المائة المتبقية. وتتولى الشركة تصميم وبناء وتمويل واستغلال وصيانة المحطة. وتعتبر محطة (نور 1) المرحلة الأولى من مخطط المغرب للطاقة الشمسية، الذي أعلن عنه أمام جلالة الملك بورزازات في نونبر 2009، وتم إنجاز الشطر الأول وفق الجدول الزمني الذي حدد سلفا، وذلك من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص، إذ أن وكالة الطاقة الشمسية "مازين"، المؤسسة العمومية، هي صاحبة المشروع، وتكفل ائتلاف من القطاع الخاص تحت قيادة المجموعة السعودية "أكوا باور" بتهيئة المحطة. وتم تجهيز المحطة من قبل أربع شركات تجهيز، كما شاركت في المشروع شركة هندسة دولية. كما ساهم في تمويل المشروع العديد من صناديق تمويل والشركاء الماليين الدوليين، مثل البنك الدولي للبناء وإعادة التعمير، والبنك الأوروبي للاستثمار، والبنك الإفريقي للتنمية والاتحاد الأوربي والبنك الألماني (Kfw)... وشرعت المجموعة السعودية "أكوا باور" في إنجاز الشطر الثاني من المشروع، بعد فوزها بطلب العروض، الذي أعلنت عنه الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، المتعلق بإنجاز مشروعي "نور 2" و "نور 3" بورزازات. وسترتفع القدرة الإنتاجية لهذا المركب، بعد إتمام المشروعين إلى 510 ميغاواط، ما سيجعله من بين أكبر مركبات للطاقة الشمسية في العالم. كرونولوجيا - 2009 تقديم مخطط الطاقة الشمسية - 2010 إنشاء وكالة الطاقة الشمسية (مازين) والتوقيع على الاتفاقيات الإطار لمخطط المغرب للطاقة الشمسية - 2012 التوقيع على اتفاقية التمويل ووثائق المناقصة المتعلقة بنور 1 - 2013 انطلاق أشغال بناء محطة نور 1 - فبراير 2016 التدشين الملكي للمرحلة الأولى من المشروع (محطة نور 1) انطلاق أشغال بناء محطتي (نور 2) و(نور 3) - 2020 الانتهاء من إنجاز مركب الطاقة الشمسية بورزازات بطاقة إنتاجية تصل إلى 2000 ميغاواط

هكذا غيرت الألواح الشمسية حياة سكان “غسات”

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختصرات

‎ست شركات تزاحم "سهام" على تأمين الجفاف

مقالات ذات صلة