“راجلي يضربني وما يخلي حد يضربني”

مغربيات يضعن مبررات للتنازل عن حقوقهن يصرخن ويبكين حظهن والصدفة التي جمعتهن برجال "يديهم سابقاهم". يكشفن تفاصيل ما تعرضن له من عنف على يد شركاء حياتهن، والكدمات التي مازالت على أجسادهن للمقربات منهن، قبل أن يهددن بالانتقام منهم والتوجه إلى الجمعيات التي تدافع عن المعنفات والأمن لينصفهن. يتوقفن كثيرا عند العنف الذي مورس عليهن، وكيف تحول الزوج إلى وحش، وانهال عليها بالضرب، مخلفا آثارا جسدية ونفسية. يحاولن وصف حالتهن في اللحظة التي رفع فيها الزوج صوته قبل العصا في وجوههن. لكن قبل ختم قصصهن مع العنف الجسدي النفسي يقلن بكل بساطة "الصراحة راجلي يضربني وما يخلي حد يضربني" لتنتهي بعد ذلك القصة، ويضعن نقطة النهاية، وتتبخر كل تلك التهديدات. إنهن نساء مغربيات يكرسن العنف الذي يمارس عليهن، يرفضن في بادئ الأمر، تلك التصرفات، وفي نهاية المطاف يقبلن بها كأن شيئا لم يكن. ومن بين هؤلاء خولة المرأة التي "شرملها" زوجها بمراكش، بعدما وصلت المشاكل بينهما إلى حد طلب الطلاق. وبعدما دخلت الجمعيات الحقوقية والنسائية على الخط ليأخذ الزوج الجزاء الذي يستحقه، سيما أنه تسبب لها في أضرار اجتماعية ونفسية كبيرة، خرجت الزوجة لتؤكد أنها تتنازل عن مقاضاته، والأكثر من ذلك، هددت بالانتحار إذا لم يطلق سراحه، إذ قالت بالحرف " طلقـــــــــو راجلي ولا غادا نقتل راسي". المرأة التي تعاطف معها الكثير من المغاربة، وطالبوا بمعاقبة الزوج، قالت في تصريحات صادمة وغير مسبوقة إنها غفرت له بدافع الحب الذي يجمعهما !هناك "خولات" كثيرات، فرغم كل ما يمارس ضدهن من عنف، يسامحن أزواجهن. وإذا كانت خولة بنت مراكش، اتخذت هذا القرار تحت مبرر الحب الذي يجمعها بزوجها، فمغربيات أخريات، يتنازلن عن متابعة أزاوجهن، بسبب أطفالهن، من بينهن حليمة، تعود إلى بيت الزوجية بعدما تغادره مجبرة هربا من زوجها الذي يعنفها لأتفه الأسباب، "خوفا على أطفالها"، على حد تعبيرها. تعود إلى جهنم، لأنها لا تريد أن يعيش أطفالها بعيدين عن والدهم، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على حياتهم مستقبلا. تقبل أن "تظل تحت "الصباط" حتى لا يقال إنها "مطلقة"، سيما أن المجتمع ينظر إلى هذه الفئة من المغربيات، نظرة احتقار. وبعيدا عن الحب والأطفال، تضطر الكثير من المغربيات إلى تكريس العنف ضد المرأة، واحتقار أنفسهن، والعودة إلى بيت الزوجية، لظروف أخرى اجتماعية. ظروف قاهرة تجعلهن يتحملن "ذلا" من الرجل، وحتى من عائلته، ويصبرن "على العصا"، لأنهن لا يستطعن إعالة أطفالهن ولا حتى أنفسن، مؤمنات بأن "الحياة قاسية، ولابد للرجل، كيفما كان، أن يكون فيها"، وعلى حد تعبير المصريين "ظل راجل ولا ظل حيطة". إيمان رضيف

“راجلي يضربني وما يخلي حد يضربني”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تكريم نساء متميزات بالبيضاء

التمييز الإيجابي لتجاوز التمييز السلبي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات