شاءت الأقدار أن تقضي الرضيعة سلمى الخدازي، التي لم يتجاوز عمرها سنة ونصف السنة، ساعات وأيام ما بين المستشفيات للولوج إلى العلاج.الأقدار ذاتها، حالت دون أن تقوى على أن تبصر بسمة والديها، ولا دموعهما في الوقت الذي أخبرهما فيه الطبيب أنها تعاني سرطانا في عينيها سيحرمها من أن ترى النور طيلة حياتها. هي اليوم تعيش ظلمة فرضت عليها، ولا أمل في أن ترى شكل ألعابها ولا ألوانها ولا الشخصيات الكرتونية المفضلة لديها. يصلها صوت عائلة مقداد على قناة طيور الجنة، وهي تغني للأقصى، وتسخر من "الحرامي"، دون أن تقوى على مشاهدة عصومي ووليد ، وأختهما جنى وهم يرقصون على إيقاع موسيقى الأطفال، التي تصير في الكثير من الأوقات مملة. "خرج ليها بحال العدسات في عينيها، قلنا ما كاين باس، لكن بعدما تدهورت حالتها، أخذناها عند الطبيب فأخبرنا أنها تعاني السرطان، كان وقع الصدمة كبيرا"، يقول إبراهيم والد الطفلة، مشيرا في حديثه مع "الصباح"، إلى أن حياة الأسرة انقلبت رأسا على عقب، بعدما دخلوا دوامة البحث عن العلاج.ستخضع الرضيعة سلمى، بعد حصص من العلاج الكيميائي، دون أن تكون لها نتيجة، لعملية جراحية، خلال الأيام المقبلة، ليس لتبصر الذين حولها، وأن تكون شاهدة على فرحة والدتها، لكن فقط "باش ما تبقاش عينيها خاوية"، حسب ما أكده والدها بحسرة كبيرة، قبل أن يحمد الله على هذا الابتلاء، مؤكدا أنه خلال العملية الجراحية، سيتم زرع عينين اصطناعيتن لرضيعته بعدما اقتلعتا من مكانهما، بسبب السرطان. والأكثر من ذلك، أكد الأب، أنه بعد سنتين، لابد من تغيير العينين الاصطناعيتين، باعتبار أن إبقاءهما، مدة طويلة يمكن أن يسبب مشاكل صحية أخرى. وبالنسبة إلى مصاريف العملية، قال الأب إن محسنين تكلفوا بتكاليف العملية التي ستجرى لها، قريبا، علما أن تكلفة عين واحدة اصطناعية، تقدر بـ 160 ألف درهم، آملا في أن يتمكن من الحصول على المبلغ بعد سنتين، في الوقت الذي يضطر فيه الأطباء إلى تغيير العين. وفي انتظار ذلك، ستبقى سلمى، في ظلمة، لن تقوى على التخلص منها، فيما عائلتها ستبقى في معاناة من نوع آخر.إيمان رضيف