حي “الفلوجة” ببوزنيقة يطيح بأمنيين

يدخل في حالة أشبه بحظر التجول ليلا بسبب تنامي الجريمة إنجاز: كمال الشمسي (بوزنيقة) ما أن تغيب الشمس عن حي السلام ببوزنقة، أو «الفلوجة» كما يحلو لسكان المدنية تسميته، حتى تغيب الحركة عنه، كأن يخضع لحظر التجول، لما يعرفه من ارتفاع واضح في معدلات الجريمة، كالسرقة والاعتداء على المواطنين، والسطو على المساكن والمحلات التجارية، بالإضافة إلى بعض جرائم القتل، ما جعله نقطة أمنية سوداء تؤرق السكان وأعفت مسؤولين أمنين من مهامهم. يعد حي السلام من الأحياء الجديدة ببوزنيقة، والذي أحدث من أجل إيواء الأسر المستفيدة من مشروع السلام لمحاربة دور الصفيح في أوائل سنة 2006، بعد أن تم التخلص من جميع المنازل القصديرية التي كانت منتشرة بتراب بلدية بوزنيقة، تفعيلا لشعار « بوزنيقة مدينة بدون صفيح»، غير أن الحي لم يعرف التنمية المنتظرة للإقلاع بالسكان وإدماجهم في محيط المدينة، في ظل غياب بنيات اجتماعية قادرة على استيعاب أزيد من 800 أسرة تسكن في الحي، ما أدى إلى انفلاتات أمنية، ووقوع جرائم اختلفت خطورتها، بالإضافة إلى مظاهر الانحراف وترويج المخدرات بشتى أصنافها، والخمور التي أصبحت في متناول الجميع، لوجود محل مخصص لبيعها بحي سكني شعبي (الرياض)، على بعد 300 متر من الحي. مواجهات وأحداث أخرى شهد الحي في احدى الليالي مواجهات عنيفة، بعد أن دخل شباب في عراك استعملت فيه السيوف والحجارة والكلاب المدربة، ورغم تدخل العناصر الأمنية التي عززت قواتها بعناصر أمنية بالزي المدني. لم تفلح في اعتقال الجناة، بل إن أحد رجال الأمن اضطر لإطلاق الرصاص من مسدسه دفاعا عن نفسه، بعد أن قام «المنحرفون» بمهاجمة العناصر الأمنية، وخلف الهجوم إصابة شرطي بحجر في رجله. الحي الذي مازال في طور البناء، شهد أحد منازله قتل موظف كان يشتغل بقيادة الصباح بعمالة الصخيرات تمارة، إذ تمت تصفيته بوحشية من قبل امرأة من الحي، قبل أن تضع جثته داخل أريكة، وترميها في الخلاء. قبل أن يتم اكتشاف أمرها عن طريق سوري مقيم بطريقة غير شرعية، بعد أن حاول استعمال الأريكة للنوم عليها قبل أن يكتشف الجثة ويبلغ السلطات الأمنية. كما تعرض صيدلاني بالحي للسرقة داخل صيدليته الموجودة بمسجد محمد السادس، إذ تعرض إلى هجوم مباغت كاد أن يفقده حياته، بعد أن داهمته عصابة إجرامية مكونة من ثلاثة أشخاص من أبناء الحي، مدججة بالأسلحة البيضاء من الحجم الكبير ، واعتدوا عليه، قبل أن ينهار من شدة الخوف بعدما هددوه بتصفيته إن عمد إلى الصراخ أو الاستغاثة بأحد الأشخاص ليسطو أفراد العصابة على مبالغ مالية بصندوق النقود. قلق وتنديد مظاهر الإجرام والسمعة السيئة للحي، أصبحت مصدر قلق واستياء لدى سكان المدينة على العموم، خصوصا وأنه على بعد أمتار من الحي توجد إحدى المؤسسات التعليمة الإعدادية في مكان خلاء ومنعزل، ما أصبح يولد لدى الآباء إحساسا بالخوف على ذويهم، سيما الفتيات والنساء اللواتي سبق تعرضهن للسرقة. شيماء في 15 من عمرها، غادرت أسوار المؤسسة في حدود السادسة مساء، حيث يصبح المكان غارقا في الظلام الدامس، قبل أن يفاجئها شخصان كانا على متن دراجة نارية من الخلف ويشهرا في وجهها سكينا، إذا حاولت الصراخ، ليعملا على سلبها هاتفها المحمول، وسلاسل ذهبية كانت ترتديها، قبل أن يلوذا بالفرار إلى منطقة الدرك الملكي باتجاه ابن سليمان والتي لا تتعدى 200 متر عن المؤسســــة. شيماء نموذج لعشرات الفتيات اللواتي يتعرضن يوميا للسرقة بالخطف تحت التهديد بالسلاح الأبيض. دائرة أمنية ضرورة ملحة نددت فعاليات المجتمع المدني بالحي، بتفشي عملية السرقة المنقطعة النظير والتي قالوا بشأنها إنها تتكرر بشكل يومي، وتتنوع بين سرقة ممتلكات المواطنين من نقود وهواتف محمولة، وسرقة المنازل والمقاهي، كان آخرها سرقة مقهى بالشارع العام. وأكدت الفعاليات الجمعوية، على غياب الدوريات الأمنية بشكل منتظم، وأنه حتى ولو وقعت جريمة وتم استدعاء الشرطة للتدخل، فان الدورية تأتي مشغلة أضواء التنبيه والمنبه الصوتي للنجدة، ما يعطي فرصة كبيرة للجناة للهرب. وأضاف جمعوي أنه على الرغم من طرح المشكل على رئيس مفوضية أمن بوزنيقة السابق الذي أعفي الأسبوع قبل الماضي، في اجتماع منتدى الأمن مع الجمعيات، فلا شيء من التوصيات تم العمل بها، مؤكدا على أن الكل أصبح يحجم عن التشكي، بعد أن تم الاتفاق على إنشاء مركز حراسة أمني بالحي ودعم قوي بالموارد البشرية والإمكانيات المادية واللوجستيكية. وأجمعت فعاليات جمعوية على ضرورة إنشاء دائرة أمنية بالحي للحد ولو جزئيا من ظاهرة الإجرام به، مؤكدين أن 70 في المائة من الجرائم ببوزنيقة ارتكبت في حي «الفلوجة». المديرية العامة تتدخل أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني، صباح الأربعاء قبل الماضي، قرارا يقضي بإعفاء خمسة مسؤولين أمنيين بمفوضية أمن بوزنيقة، من مهامهم. ويتعلق الأمر ب رئيس المفوضية ورئيس الضابطة القضائية بالمفوضية ذاتها، ومفتشي شرطة وضابط أمن. الكل أكد أن قضية إعفاء مسؤولي المفوضية ببوزنيقة، لها علاقة بتردد لجنة رفيعة المستوى من المديرية العامة للأمن الوطني ، على بوزنيقة من أجل التحقيق في مجموعة من الشكايات المجهولة والمعلومات والتقارير التي توصلت بها المفتشية العامة للأمن الوطني، نتيجة استفحال ترويج المخدرات والأقراص المهلوسة والسرقات. وهمت التحقيقات تجاوزات وعلاقات مشبوهة لأحد المسؤولين الأمنيين بمفوضية أمن بوزنيقة، وبعض المجرمين من مروجي المخدرات و»القرقوبي» خصوصا بالفلوجة.

حي “الفلوجة” ببوزنيقة يطيح بأمنيين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

16 مليونا مقابل علاج عين رضيعة

كاميرا تكشف سرقة مطلقة لبيت طليقها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات