الولادة الطبيعية… الألم “اللذيذ”

مختصون يحددون مزايا الإنجاب الطبيعي ويحذرون من مضاعفات الولادة القيصرية تواجه المرأة في آخر أيام الحمل ، بعض الصعوبات في وضع حملها، لما له من ثقل في بطنها، وترغب في التخلص منه بأسرع وقت ممكن،وبأفضل الطرق، دون أن تخسر وليدها ، فدائماً تسعى للبحث في كيفية رعاية حملها وولادة طفلها بطرق سليمة وسريعة، وإنجاب طبيعي مسهل وميسر عليها، وغاية كل أم تريد الولادة في آخر حملها . النساء الجديدات في عملية الولادة يصبن بقلق كبير في الآونة الأخيرة ، إذ تواجههن الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهانهن عن عملية الولادة. في هذا الملف تتوقف "الصباح" عند خصائص الولادة الطبيعية ومزاياها، كما تنبه إلى مخاطرها والطرق الكفيلة بمرورها في أحسن الظروف والأحوال. 70 % من الو لادات يجب أن تكون عادية الصفريوي كشف عن حالات يستحيل معها إجراء الولادة الطبيعية وعدد مضاعفاتها نبه البروفيسور عمر الصفريوي، مختص في أمراض النساء والتوليد، أن الولادة الطبيعية يجب أن تكون الخيار الأول والأساسي، سيما إذا كانت كل الظروف ملائمة لإجرائها، مشيرا في المقابل إلى أنها لا تخلو هي الأخرى من مضاعفات، تظل أقل مقارنة مع الولادة القيصرية. تفاصيل أكثر في الحوار التالي: < ما هي أهمية الولادة الطبيعية؟ < أهميتها تنطلق أولا من أنها تجنبنا الخضوع إلى العملية القيصرية، التي تبقى في حد ذاتها عملية، علما أن مقاربة عملية الولادة بصفة عامة، تجعل من الصعب تحديد مزايا الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية، لأنه اليوم الهدف من الطب هو الوصول إلى مبتغى المريض أو المريضة عموما بأقل ما يمكن من السلبيات والمضاعفات، وهو ينطبق على الحمل بصفة عامة. لكن يجب أن تظل الولادة الطبيعية هي الخيار الأول والأساسي، لأن العملية القيصرية لها مضاعفات جانبية أكثر من الولادة الطبيعية، كما أن المرأة في غالب الأحيان ترغب في أن تعيش فترة ولادتها بشكل طبيعي، لاتشعر خلالها بنوع من الألم، وإن كان اليوم هناك مضادات له. ورغم القيل والقال حول الولادة القيصرية، وارتفاع نسبة اللجوء إليها، وهو أمر حقيقي، لا يمكن نفيه، لكن يجب معرفة أن المنظمة العالمية للصحة راجعت أرقامها. في السابق، كنا نتحدث في السياسات العمومية للصحة، عن ضرورة إجراء 80 إلى 85 في المائة من الولادات بشكل طبيعي، اليوم صرنا نتحدث عن 70 في المائة من الولادات الطبيعة، وهذا راجع لعدة عوامل، أبرزها الحمل في سن متأخرة الذي ينطوي على العديد من العواقب التي ترفع احتمال الخضوع إلى العملية القيصرية، فالمرأة الحامل للمرة الأولى في سن 35 سنة، تكون إمكانيتها للخضوع إلى العملية القيصرية أكبر من المرأة التي لا يتجاوز سنها 25 أو 26 سنة. < ما هي الحالات التي يستعصي معها الخضوع إلى ولادة طبيعية؟ < هناك عدة حالات من بينها عندما يكون حوض المرأة ضيقا ويحول دون خروج الجنين، وإن تم التماطل في هذه الحالة أو الانتظار تكون لهما عدة مضاعفات على الجنين والأم على حد سواء، فضلا عن وضعية الجنين غير المناسبة أحيانا والتي تفرض اللجوء إلى العملية القيصرية لأن مضاعفات ذلك قد لا تظهر إلا بعد أن يبلغ المولود ست سنوات، وهناك الوزن الثقيل للجنين، الذي يتجاوز 4,5 كيلوغرامات إما لإصابة الأم بالسكري أو لطبيعته، في هذه الحالة تصعب الولادة الطبيعية وقد تكون عواقبها وخيمة على الجنين. تنضاف إلى ذلك حالة انخفاض أو هبوط المشيمة، إذ عند قرب الولادة، تعاني المرأة نزيفا، وهي عموما أغلب حالات الوفيات في الوسط القروي. ولا يمكن إجراء الولادة الطبيعية في حال ما إذا كانت المرأة تعاني بعض الأمراض، مثل ارتفاع الضغط الدموي الذي يؤثر على الجنين ولا يجعله قادرا على تحمل مغص المخاض وتنخفض دقات قلبه، أو المرأة التي خضعت للولادة القيصرية لمرتين.. < يعني أنه ليس بالضرورة أن تجبر المرأة الحامل على إجراء العملية القيصرية إذا ما خضعت لها فقط في ولادتها الأولى؟ < لا، في الولادة الثانية، وحتى تلد المرأة بطريقة طبيعية، يشترط أن تكون كل الظروف طبيعية، أي وزن الجنين ملائم، وأن تكون مؤشرات المخاض جيدة، طبعا مع أخذ بعض الاحتياطات، بالنظر إلى وجود ندب الجرح من العملية القيصرية الأولى، حتى لا يتمزق. < ما الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية، علما أنه يروج أن للثانية مضاعفات أكثر؟ كل نوع من الولادات إلا وله سلبياته. بالنسبة إلى العملية القيصرية، فهي كأي عملية، أي أن هناك مشكل التخدير أولا، وإن كنا اليوم نتحدث عن مضاعفات أقل للتخدير الموضعي للنصف السفلي للمرأة، فضلا عن النزيف الذي قد يصل إلى لتر من الدماء في حالة الولادة القيصرية، بالإضافة إلى أخطار الجراحة، أي تضرر الجهاز البولي (النبولة)، أو التعفنات، أو انسداد الشرايين الدموية، إذا لم نتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة، لكن اليوم مع التطور الطبي وسبل الوقاية خلال وبعد العمليات خفض نسبة المضاعفات وهذا النوع من الأخطار. < ماذا عن مضاعفات الولادة العادية؟ < في هذه الحالة من الضروري إخضاع المرأة الحامل إلى فحص مؤشرات المخاض (partogram) ومراقبة قلب الجنين وانقباضات المخاض طيلة مدة الولادة تفاديا لوقوع مشاكل من قبيل تأثير هذه الانقباضات على قلب الجنين، وقد تجبرنا على إيقاف الولادة الطبيعية. ومن المضاعفات أيضا، تمزق الرحم، فضلا عن أن طول فترة المخاض قد تؤثر على الرحم. وعموما اليوم تتخوف النساء أكثر من تمزق عضلة المهبل، سواء بإجراء عملية توسيع المهبل عبر إجراء فتحة في الجزء الأسفل منه، لمساعدة الجنين على الخروج بطريقة أسهل، التي تقي فقط من التمزقات الكبيرة ولا تمنع مضاعفات هشاشة عضلة المهبل، التي قد تعرض المرأة إلى التبول اللاإرادي، فضلا عن الانعكاسات السلبية على الحياة الحميمية، وعموما هي أمور يمكن تجاوزها عبر حصص ترويض في الشهور الأولى التي تلي الولادة. < ما هي مضاعفات مسكنات الألم التي تخضع لها المرأة؟ < في غالب الأحيان، سواء بالنسبة إلى الولادة القيصرية أو الطبيعية، أثبتت هذه التقنية نجاعتها واستطاعت أن تخفض نسبة الخطر الناجم عنها، علما أنه لا توجد أي تقنية طبية لا تنطوي على مضاعفات، حتى أدوية معالجة الألم أو الصداع، ما يجب فعله هو مقارنة الإيجابيات مع السلبيات، وفي حالة إبرة الظهر، إيجابيتها أكثر، لأنها تساعد في تسهيل حالة الولادة العادية وتجنب الآلام الشديدة للمخاض، وبالنسبة إلي، الولادة بدون ألم ثورة حقيقية في القرن الواحد العشرين، لم تعد "un luxe». أدوية الوجع الاصطناعي < ماذا عن مضاعفات الوجع الاصطناعي؟ < للأسف هذا مشكل كبير في المغرب، انطلاقا منه ترتفع مشاكل العملية القيصرية، فحاليا لا توجد أدوية خاصة بالولادة الاصطناعية عندما لا تكون ظروف الولادة جيدة، مثلا عندما تتجاوز مدة الحمل 41 أسبوعا يكون عنق الرحم مغلقا، في هذه الحالة نحتاج إلى مواد تساعد على إنضاج عنق الرحم، التي لا توجد بالمغرب. هناك بعض الأدوية، لكن لا يحق للأطباء استخدامها، ذلك أن الوجع الاصطناعي لا نلجأ إليه في المغرب إلا بعد أن يكون عنق الرحم ناضجا. في سطور: - أستاذ مبرز في أمراض النساء والتوليد - طبيب ملحق سابقا بمستشفيات باريس - حاصل على شهادة التأطير ببالتيمور بالولايات المتحدة الأمريكية - مختص في جراحة أمراض النساء والسرطان والفحص بالمنظار والفحص بالصدى - مختص في علاج العقم (التلقيح الباطني والإخصاب الخارجي) أجرت الحوار: هجر المغلي

الولادة الطبيعية… الألم “اللذيذ”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تمارين رياضية لتسهيل الوضع

أم تتبرع بكليتها لابنها

مقالات ذات صلة