قرية أولاد موسى… عتاد جديد لمواجهة الجريمة

الحي جرى ضمه إلى مفوضية سلا الجديدة للتغلب على الجنوح إنجاز:عبدالحليم لعريبي - تصوير عبد المجيد بزيوات حي قرية أولاد موسى من الأحياء المصنفة ضمن النقط السوداء بسلا، يواجه فيه رجال الأمن والمواطنون باستمرار عتاة المجرمين الذين كسبوا شهرة بالمنطقة، ويعتبر خزانا للمنحرفين وذوي السوابق، فتعالت الأصوات المنددة من داخله، وجرى ضمه إلى مفوضية أمن سلا الجديدة، بعدما كانت عناصر الدائرتين الأمنيتين السادسة والثالثة عشرة تشتغل داخله بموارد بشرية ضعيفة طيلة السنوات الماضية. «المخفي، ولد مليكة، ولد ميلفاي، رضى القرد، ولد البيضاوي، ولد الزعري...»، أسماء اشتهرت بإجرامها داخل حي قرية أولاد موسى، عرفوا بعدوانيتهم واحترافيتهم في تنفيذ الجرائم باستعمال الأسلحة البيضاء. قبل أسبوعين سقط منهم ثلاثة فيما سقط «ولد البيضاوي» في الشهور الماضية، ومازال البحث مستمرا عن «رضى القرد وولد الزعري»، بعدما غادرا الحي نتيجة تضييق الخناق عليهما.حي القرية اجتمع فيه ما تفرق في غيره، اكتظاظ سكاني نتيجة الهجرة القرية وانخفاض ثمن الكراء، فتكدست فيه المنازل التي بني بعضها بطرق غير قانونية، وأزقة ضيقة يصعب على الأمن اختراقها للاهتداء إلى المتورطين في قضايا الحق العام، فجعل منه تجار المخدرات والخمور واللصوص أوكارا لهم في أنشطتهم الإجرامية.عانى الحي، الذي يضم كثافة سكانية كبيرة في الشهور الماضية من تناسل أخبار الإجرام بين الفينة والأخرى، وتعالت أصوات المجتمع المدني ومواقع التواصل الاجتماعي بضرورة تكثيف الأمن بالمنطقة، فانتهت المشاورات داخل ولاية أمن الرباط والمنطقة الأمنية الإقليمية والمديرية العامة للأمن الوطني، إلى ضرورة إعادة فتح مفوضية أمن سلا الجديدة، بعدما أغلقت في السنوات الماضية، وألحقت بالأمن الإقليمي، فكان الحل حسب أصحاب القرار الأمني في عهد المدير العام للأمن الوطني الجديد إعادة ترميم المفوضية وتجهيزها بالعتاد والموارد البشرية اللازمة، كما جرى تقديم إحصائيات إلى الحاضرين عن الحيز الزمني الذي ستصل فيه عناصر الأمن الوطني إلى الأحياء التي تقع فيها الجرائم فور الإشعار. ونظرا للموقع الجغرافي للحي جعل منه عتاة الجرمين ملاذا آمنا للفرار منه إلى منطقة «الشعبية» ذات التضاريس الوعرة، وبات مرتكبو الجرائم يلجؤون إلى هذه المنطقة الغابوية تفاديا لإيقافهم والتحصن بها في انتظار أن يغادر رجال الأمن الحي، وكانت هذه المنطقة موقعا شاهدا على العديد من عمليات الاختطاف والاحتجاز والاغتصاب...، كما جعل منه مروجو المخدرات الملاذ الآمن لإعادة تقطيع الشيرا والكيف وجعله مسحوقا جاهزا للبيع. فيديوهات روعت الحي قبل شهرين تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية فيديوهات تظهر عصابة بالقطاع الرابع للحي، تعترض المواطنين وتسلبهم ما بحوزتهم تحت طائلة التهديد بالعنف، فكانت النتيجة إحداث الإحساس بانعدام الأمن، فتدخلت خلية التواصل بالمديرية العامة للأمن الوطني، وأوضحت أن الأمن اهتدى إلى أوصاف المتورطين، وأن البحث مستمرا عنهم، وظل رواد مواقع التواصل يطالبون بضرورة الرفع من الموارد البشرية للأمن وتكثيف الدوريات، أو تقسيم سلا إلى مناطق أمنية مستقلة أملا في التقليل من الجرائم المرتكبة.وبعد مرور شهر زف والي أمن الرباط إلى أهل سلا، خبر إحداث مفوضية للأمن بسلا، عبر حوار أجرته معه «الصباح»، أفاد فيه أن الولاية والمديرية العامة أنهتا اللمسات الأخيرة لإحداث مفوضية للشرطة، فكان يوم 22 فبراير الجاري تاريخيا لسكان أحياء القرية وسلا الجديدة، حينما جرى تدشين المفوضية التي استقدمت لها المديرية العامة عميدا ممتازا ذا تجربة في الميدان، ويتعلق الأمر بأحمد مشتاق القادم من المنطقة الأمنية الإقليمية بتمارة، وكذا العميد الزاوي الذي أسندت إليه رئاسة الفرقة المحلية للشرطة القضائية، قادما إليها من الدائرة الأمنية الرابعة عشرة بحي النهضة بالرباط. عتاد في مواجهة الجناة اختارت المنطقة الأمنية الإقليمية بسلا، أطرا أمنية شابة لها من الحماسة ما يكفي لمواجهة المجرمين خصوصا بحي قرية أولاد موسى الذي يعتبر خزانا للمنحرفين والمتعاطين للاتجار في الخمور من دون رخصة والاتجار بالمخدرات والكيف. ويقول يوسف بلحاج العميد الإقليمي رئيس المنطقة الأمنية الإقليمية بالمدينة، في كلمته التي تلاها أمام عامل المدينة ووالي أمن الرباط وباقي مسؤولي الإدارة الترابية والأمنية، أن المفوضية ستضم علاوة على سلا الجديدة، حي قرية أولاد موسى، الذي يعرف كثافـــــــــــــــــــة سكانية «ما سيشكل تخفيفا للأعباء الأمنية الإقليمية لسلا»، وأمام الوضع الجديد، يضيف المسؤول الأمني، ستضم المفوضية أربع دوائر أمنية إضافة إلى فرقة محلية للشرطة القضائية ومصلحة للاستعلامات العامة، وهيأة حضرية ومكتب لإنجاز بطاقة التعريف الوطنية، إضافة إلى العتاد اللازم من سيارات وتجهيزات مكتبية وأجهزة حاسوب وأجهزة اتصال، حتى يتسنى لهذه المفوضية الاستجابة للحاجيات الأمنية والخدماتية للمواطنين بالشكل المطلوب، يقول العميد الإقليمي القادم من أمن القصور الملكية. وحدة أمنية جديدة فور تعيين عبداللطيف الحموشي مديرا عاما للأمن الوطني في ماي الماضي، قام بإجراءات جديدة لإعادة الثقة إلى المواطن في الأمن، وضمن الوصفات التي قدمها إحداث وحدة أمنية جديدة تعمل على مدار الساعة في الشارع العام، وجربتها ولاية أمن الرباط بشوارع العاصمة، فأعطت أكلها.وأحدثت المفوضية هذه التجربة الجديدة بسلا الجديدة وقرية أولاد موسى، ويقول العميد بلحاج إن الوحدة المتنقلة لشرطة النجدة ستتكون من 83 عنصرا ما بين دراجين وعناصر النجدة «بعدما أثبتت التجربة نجاعتها من خلال مساهمتها بشكل فعال في انخفاض الجريمة بالعاصمة».وبالموازاة مع إحداث هذه الفرقة التي ستشتغل على مدار الساعة تعززت المفوضية يقول العميد الإقليمي بإحداث وحدة جديدة للأبحاث والتدخلات تتكون من 50 عنصرا متدربين على تقنية التدخل، وستصهر هذه الوحدة على تنفيذ مخطط ميداني يرتكز على تكثيف التدخلات الميدانية بالشارع العام للقطع النهائي مع مظاهر الانحراف والجنوح، وذلك من خلال تكثيف التدخلات الشعبية ومحيط المؤسسات التعليمية، والهدف «من هذه الفرقة تدعيم المقاربة الأمنية الزجرية عن طريق شن حملات تستهدف الأشخاص المبحوث عنهم موضوع جنايات وجنح مختلفة، وذلك لوضع حد لأنشطتهم الإجرامية».ويقول مصدر أمني آخر، على هامش تدشين مقر المفوضية الجديد إن فرقة الأبحاث والتدخلات التابعة للأمن العمومي، سيكون دورها «استباقيا» من خلال الحملات الأمنية ومداهمات المناطق المشتبه في إيوائها للمجرمين، مؤكدا أن هذه التدخلات ستمكن من الإيقاع بالمتورطين قبل ارتكاب الجرائم، وهذا هو الهدف الجديد للمقاربة الأمنية في تعاطيها مع الشأن الأمني، كما ستعيد بحسب رأيه الإحساس بالأمن إلى السكان من خلال استمرارية الحملات الأمنية خصوصا بحي قرية أولاد موسى الذي كانت به دائرتان أمنيتان فقط لا يكفي عناصرها لسد الخصاص، في ظل ارتفاع الكثافة السكانية للحي الذي فاق 250 ألف نسمة حسب الإحصائيات الرسمية الأخيرة، حسب قوله.

قرية أولاد موسى… عتاد جديد لمواجهة الجريمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

15 سنة لخلية جند الخلافة

النقابات تهدد بشل القطاعات الحيوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات