الأحزاب تستدعي الحراك

الحسابات الانتخابية تطلق سباق الأغلبية والمعارضة استعدادا لانبعاث "20 فبراير" من رمادها لم تتردد الأحزاب في توجيه دعوات متوالية للحراك الاجتماعي بالتزامن مع الإعلان عن تاريخ إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، وذلك سعيا منها إلى إدراج رقم 20 فبراير في معادلة حسابات الربح والخسارة في الاستحقاقات البرلمانية التي تقرر إجراؤها نهاية الصيف المقبل. وبدأ حزب العدالة والتنمية سلسلة الدعوات بوصف انتخاب إلياس العماري على رأس الأصالة والمعاصرة على أنه شبيه بما كان يقع في مؤتمرات أحزاب بنعلي ومبارك، في إشارة إلى نظام الحزب الوحيد الذي كان يتحكم في تونس ومصر قبل الربيع العربي، إذ شدد سليمان العمراني، نائب أمين عام الحزب والذراع الأيمن لعبد الإله بنكيران، في كلمة نشرت ساعات قليلة بعد نهاية المؤتمر الوطني الثالث لـ"البام" على الموقع الرسمي لـ "بيجيدي" تحت عنوان "حزب التحكم، أزمة نموذج"، على ضرورة أن "يفهم الجميع أن كل المراهانات السابقة للضبط والتحكم في الحياة السياسية لم ولن تجدي نفعا، لأن طريق بلادنا نحو الانتقال الديمقراطي الحقيقي وسبيلها للالتحاق بركب الدول الصاعدة سالكتان اليوم"، مخاطبا من وصفهم بالمراهنين على بقاء النهج التحكمي بعد انهياره في تونس ومصر، بأنهم "يستثمرون في تهديد استقرار وفي استدعاء عودة الربيع العربي".وفي الاتجاه نفسه ذهب محمد يتيم، زميل العمراني في الحزب، عندما وصف إلياس العماري غداة انتخابه بـ "العراب الأكبر للتحكم" الذي "اقتربت نهايته"، بعد أن سار بالبلاد في اتجاه الكارثة من خلال السعي إلى بسط هيمنته باستخدام الرأسمال الرمزي للدولة والإيحاء بالقرب من مراكز القرار، والتصرف بمنطق من يملك النفوذ، فتدخل بشكل سافر في حياة الأحزاب السياسية وساق بعضها سوقا لتحالفات هجينة ووحدات اندماجية مفروضة أو بشروط مجحفة لا تترك مجالا لحوار أو اختلاف، بل ذهب الكاتب العام السابق لنقابة الإسلاميين إلى حد القول بأن عرابي "البام" تدخلوا بشكل سافر لإفساد العملية الانتخابية خلال 2009 وفي تركيب اللوائح وصناعة خريطة الترشيحات، وفي تزكية ممارسات فاسدة في الحياة السياسية من قبيل الترحال السياسي، مسجلا أن النفوذ بلغ أوجه قبيل حراك 2011 وصار العراب يصدر الأوامر ويحرك المتابعات ويلفق التهم، لكنه لاذ بالفرار وانجلى الغبار عندما جاء حراك 20 فبراير.من جهته رد العماري على خرجات إخوان بنكيران بإعلان وقوف الحزب في صف كل أنواع الاحتجاجات، إذ خرج أعضاء المكتب السياسي الجديد في أول اجتماع بعد المؤتمر بـ"قرار التضامن مع الأساتذة المتدربين الذين يخوضون حربا مفتوحة مع الحكومة"، مؤكدين في بلاغ رسمي دعم الحزب لنضالات مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، وتضامنه مع الأساتذة المتدربين والأطر العليا العاطلة، ووقوفه إلى جانب مطالب الشغيلة المغربية، في إشارة مفادها أن "البام" يعول في المرحلة المقبلة على جبهة الحراك الشعبي من أجل الإطاحة ببنكيران من رئاسة الحكومة في استحقاقات أكتوبر التشريعية.ياسين قُطيب

الوادي: الرجاء في الاتجاه الصحيح

مارشان: ثمانية محليين يستحقون المنتخب الأول

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات