في الوقت الذي أدى شغف بعض العسكريين بالموسيقى إلى الانتقال إلى الفن، والاشتغال فيه بطريقة أو بأخرى، هناك فنانون قادوا هجرة معاكسة من الفن إلى العسكر منهم الملحن عزيز حسني.وخاض حسني، قبل سنوات، تجربة خاصة في مساره الفني، تمثلت في اضطلاعه بمهام تدريس الموسيقى العربية ومقاماتها بمعهد تابع للقيادة العامة للدرك الملكي بالرباط. الفكرة جاءت من أجل تقريب الموسيقيين والضباط من ذوي التكوين العسكري، من روح الموسيقى العربية، خاصة أن نوعية الأنغام السائدة بالثكنات العسكرية أو المراكز الكبرى للدرك الملكي تتميز باعتمادها في الغالب على المارشات العسكرية المستمدة من الموسيقى الغربية.ويقول عزيز حسني، في حديث مع «الصباح»، إن الفكرة لاقت استحسانا لدى القيادة العامة للدرك الملكي وكانت منطلقا لتجربة بدأها في 2005 واستمرت ثماني سنوات، وأثمرت عدة تجارب فنية رائدة، بعضها ظهر من خلال مشاركات في مهرجانات كبرى منها مهرجان فاس للموسيقى الروحية، كما أفرزت العديد من الأسماء التي تكونت في مجال الموسيقى.ويعتبر عزيز حسني واحدا من الملحنين الشباب الذين استطاعوا فرض اسمهم في الساحة الفنية ونجحوا في كسب رهان التعامل مع ثلة من الأسماء الفنية المتألقة التي غنت من ألحانه، منهم نعيمة سميح وعبد الهادي بلخياط ومحمود الإدريسي ولطيفة رأفت وآمال عبد القادر وسمية قيصر وحياة الإدريسي ونزهة الشعباوي وكريمة الصقلي وفؤاد الزبادي وأسماء لمنور وعبد المنعم الجامعي.وبالموازاة مع التلحين يشغل عزيز حسني العديد من المناصب، فهو مدير مؤسسة أنغام الحب للإنتاج والتوزيع الفني وعضو المجلس الأعلى للثقافة للمملكة المغربية ورئيس فرقة الأمل للموسيقى العربية.ويولي عزيز حسني اهتماما كبيرا لمجال التلحين ما جعل ريبرتواره غنيا بالأعمال التي تضمها خزانة الإذاعة الوطنية، والتي تتجاوز التسعين أغنية من توقيعه.ولم يقتصر اشتغال عزيز حسني في مجال التلحين على التعامل مع الفنانين المغاربة، إذ تعامل أيضا مع فرق موسيقية عالمية وعربية منها الفرقة السمفونية التابعة لقناة «بي بي سي»، والتي أدى رفقتها سمفونية «وردة الصحراء بقلعة آيت بنحدو»، وتعامل كذلك مع الفرقة المصرية الماسية وفرقة عمار الشريعي للموسيقى العربية والفرقة السمفونية لأذربيجان والفرقة السمفونية التابعة للدرك الملكي في 2006 والفرقة الموسيقية الوطنية التابعة للإذاعة والتلفزيون المغربي. ع م