تجارة الورود…”بيزنيس” الرومانسية

المغاربة استوردوا 425 مليون درهم من الورود وباقة الورد تصل إلى 1500 درهم في مناسبات مثل عيد الحب استورد المغرب، خلال السنة الماضية، أزيد من 425 مليون درهم من النباتات الحية والورود.وتعرف تجارة الورود تطورا، خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع تطور وسائل الاتصال وقنوات التسويق وتشرب المغاربة بعض الثقافات العالمية، مثل الاحتفال بعيد الحب "سان فالانتان". كما أن الإقبال على محلات بيع الورود يرتبط ببعض المناسبات، مثل الخطوبة أو الزواج، إذ أن الراغب في الخطبة يصحب معه باقة ورد خلال زيارته لبيت الخطيبة، وتؤثث باقة الورود، أيضا، حفلات الزفاف. لكن يظل الإقبال محدودا على بعض الفئات ولا يدخل اقتناء الورود في العادات اليومية للمجتمع. وكانت تجارة الورود مرتبطة أساسا بالأجانب. لذا، فإن متاجر الورود تظل منحصرة على بعض المدن الكبرى، في حين تختفي في المدن الصغرى والمتوسطة. إنجاز: عبد الواحد كنفاوي - تصوير: (أحمد جرفي) تعرف متاجر الورود بالبيضاء التي تنتشر في السوق المركزي وشارع الزرقطوني، وحي بوسيجور حركة غير معهودة مع اقتراب عيد الحب "سان فالانتان" الذي يصادف 14 فبراير من كل سنة. وعمدت هذه المحلات إلى جلب كميات كبيرةمن الورود التي يكثر عليها الطلب، خلال هذه المناسبة. الورود الحمراء رسائل الحب أكد أحمد أحد باعة الورود بحي بوسيجور لـ"الصباح" أن الإقبال يرتفع بشكل ملحوظ على الورود الحمراء اللون بمناسبة عيد الحب، وأوضح، وهو يرتب باقة من الورد ليسلمها لإحدى زبائنه، أن هذا النوع من الورود مرتبط بالمناسبات الرومانسية، لذا، فإن الطلب عليه يتجاوز في بعض الأحيان العرض، ما يجعل سعره يرتفع في مثل هذه اللحظات. وأكد أنه خلافا، للسنة الماضية، فإن هناك عرضا كافيا، خلال هذه السنة. من جهته اعتبر سعيد صاحب محل لبيع الورود بشارع الزرقطوني أن الورود تعتبر عربونا على المحبة، لذا فإنه لا يمكن تصور حفل خطوبة دون باقة الورد، كما أن العروسين يكونان في حفل الزفاف محاطان بالورود. وأشار إلى أن نشاطه غير مرتبط فقط بالمناسبات، بل هناك بعض الزيناء الأوفياء، الذين يقصدونه بشكل منتظم. ويمتهن سعيد هذا النشاط منذ أن كان طفلا، إذ كان يقصد محل والده، الذي كان يمتهن بدوره تجارة الورود، ليعمل على تصفيف باقة الورود تحت إشراف والده. ويحكي عن تلك الأوقات بحنين إلى الماضي، إذ كان الزبناء يتشكلون أساسا من الأجانب، لكن رغم تطور الأوضاع، فإن النشاط ظل مستمرا، رغم أنه يعرف بعض اللحظات الصعبة من حين إلى آخر. وأكد أن هناك تطورا ملحوظا في عادات المغاربة وتعاملهم مع الورود، إذ أصبح الاهتمام متزايدا بهذه النباتات الرومانسية. كما أن المقاولات والإدارات أصبحت من الزبائن الأوفياء لتجار الورود. كما أن هناك بعض الشباب والشابات الذين يقصدون هذه المتاجر من أجل اقتناء الورود وإعادة بيعها بالتقسيط في بعض الأماكن، مثل عين الذياب وفي المحلات التي تشتهر بوجود العشاق، إذ يقصد هؤلاء الباعة بالتقسيط الشاب الذي يكون مصحوبا بشابة من أجل عرض وردة عليه لتقديمها إلى عشيقته، وغالبا ما ينجحون في مهامهم. أسعار بالمناسبات أكد عبد الهادي أحد باعة الورود بالقرب من السوق المركزي بشارع محمد الخامس بالبيضاء أن الأسعار عند تجار الجملة لا تتجاوز 3 دراهم للوردة، وذلك في الأيام العادية، لكنها ترتفع في بعض المناسبات، مثل عيد الحب، لتصل إلى 8 دراهم، ما يجعل سعرها باهظا بالنسبة إلى تجار التقسيط، الذي يقتنون كميات حسب زبائنهم وإمكانياتهم المادية، على غرار عبد الهادي، الذي أكد أنه اقتنى، بالمناسبة، حوالي 5 آلاف وردة، حوالي 3 آلاف منها من الورود الحمراء. وأفاد أن السعر عند الشركات التي تبيع الباقة يمكن أن يصل إلى 800 درهم، بل يتجاوزه إلى 1400 درهم أو 1500 حسب شكل الباقة ونوعية الورود التي تحتويها. وأشار إلى أن الأسعار ترتفع، خلال هذه المناسبة، سواء عند المزارع بالمغرب، أو بالنسبة إلى الورود المستوردة. ورود من مصادر متفرقة أفاد عمر أن مصادر الورود التي تسوق في المحلات المختصة متنوعة، إذ هناك الورود من اصل مغربي التي يتم إنتاجها تحت البيوت البلاستيكية بمناطق بني ملال، وأكادير، ومراكش، وتيط مليل، وأزمور، كما أن هناك بعض الورود البرية التي تنبت في منطقة الريف ويتم جمعها من قبل سكان هذه المناطق لبيعها إلى تجار الجملة الذين يجلبونها إلـــــــــــى الــــدار البيضاء. كما أن هنـــــــاك أنـــــــــواعا أخرى من الورود التي يتم استيرادها من بلدان أوربية وأخرى من أمريكا اللاتينية، مثل الإكوادور وكولومبيا. وتمثل الورود المستوردة، حسب أحد المهنيين، 10 في المائة من الحجم الإجمـــــــــــــالي للــــــــــــورود المعروضة للبيع. ورود إلكترونية ساهم التطور الذي يعرفه سوق الورود بالمغرب إلى بروز قنوات للتجارة الإلكترونية للورود، إذ تخصصت بعض المواقع في هذا النوع من التجارة. وتقدم هذه المواقع كل أنواع الورود التي يمكن، من خلال الموقع، اختيار نوع الباقة وتحديد شكلها ونوعية الورود التي تشملها، لتصل إلى الزبون، بعد إتمام العملية التجارية، في العنوان الذي يدونه على الموقع التجاري. فهناك عشرات المواقع التي تتخصص في تجارة الورد فقط. ويقدم بعض هذه المواقع نصائح ومعلومات حول مختلف أنواع الورود بهدف إشاعة ثقافتها بالمجتمع. وأكدت مسؤولة تجارية بأحد هذه المواقع، أن المقاولات والمصحات وبعض المكاتب تمثل نسبة كبيرة من زبائن هذه المواقع، مضيفة أن في السنوات الأخيرة أصبح الأفراد بدورهم يقبلون عليها.

تجارة الورود…”بيزنيس” الرومانسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مصير معلق لعيادات الضمان الاجتماعي

"عمارة توماتيك" فوق مكتبي حصاد والرميد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات