الاستجداء الإلكتروني… ثروات في دقائق

حملات لالتماس الإحسان العمومي في الأنترنت تفلت من الرقابة تحولت منتديات الأنترنت، سيما شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى ميدان جديد، لالتماس الإحسان العمومي وجمع التبرعات، بشكل يسمح بتحصيل الملايين من السنتيمات بأسرع وقت ممكن، وخارج رقابة الأمانة العامة للحكومة، التي اشترط المشرع، ترخيصا منها لذلك النوع من حملات استدرار العطف.ويختار محترفو "التسول" الإلكتروني، بشكل دقيق صفحات ومجموعات "الفيسبوك" التي سيستدرون عطف مرتاديها، فيدقون أبواب تلك التي تعنى بالسخرية أو نشر "الفيديوهات" المضحكة، لأن كل الشرائح الاجتماعية ترتادها، ويديرها أفراد عاديون لهم سوء تقدير للظاهرة، ولا يدخلون في التفاصيل حول حقيقة الحاجة، وبحسن نية، ينشرون طلب المساعدة، ومعه الحساب البنكي الخاص به.وتشير بعض المتابعات التي حظيت بها حالات إنسانية خلقت جدلا على شبكة التواصل الاجتماعي، إلى حصد عطايا وإكراميات، منها شقق تبرع بها محسنون أثرت فيهم نداءات المساعدة والصور المرفقة بها، زيادة على ملايين السنتيمات في الحساب البنكي.ولعل ما يفسر ارتفاع حجم الأموال التي تحصدها حملات جمع التبرعات والتسول الإلكتروني، أن المحسنين والمتبرعين، لا يحتاجون إلى التنقل إلى البنوك للقيام بعمليات التحويل، أو الاتصال والسفر لتسليم الأموال، يدا بيد، إذ تتيح لهم الخدمات البنكية الإلكترونية، تحويل الأموال إلى حساب المتسول، من مكان وجودهم وعبر الحاسوب.ولم يسبق للسلطات، أو الأمانة العامة للحكومة، أن أعلنت نيتها وقف فوضى الحملات العشوائية لجمع التبرعات واستدرار العطف عبر الأنترنت، رغم أن للظاهرة مخاطر كثيرة، ومنها أن المرتادين، الذين لا يترددون في المساهمة، بحسن نية، قد تصل إليهم يد القانون والمساءلة، إذا ضبط من يستعمل تلك الأموال لغرض جرمي أو عمل تخريبي.ومع ذلك، ليست كل حملات جمع التبرعات عبر الأنترنت، شرا يستدعي الحيطة، إذ توجد مواقع مختصصة في هذه العمليات، وتحرص على احترام القانون، إذ لا تنشر إلا طلبات المساعدة التي تأتي من جمعيات، وإعلانات التماس الإحسان العمومي التي حصلت على ترخيص من السلطات العمومية.وبالنسبة إلى الحالات التي لا تتوفر على الترخيص، تقترح عليها تلك المواقع صيغة تسهيلية، إذ تنظم الحملات لفائدتها، لكن لا تمكنها من الأموال المتحصل عليها نقدا، بل تعوضها بقسائم شراء للحاجيات التي نظمت من أجلها الحملة، درءا لأي سقوط في استعمال الأموال المحصلة في عمل تخريبي، يعرض أصحاب تلك المواقع المتخصصة للمساءلة الجنائية.امحمد خيي "طلابة" ينتحلون صفة جماهير الكرة بعض الجماهير تجاوزت ظروفها الصعبة بابتكار طرق لجمع المال من أجل متابعة فرقها أينما حلت تعرف ملاعب كرة القدم الوطنية، ظاهرة غريبة من المتسولين، ينتمون لجماهير بعض الأندية الوطنية، همهم الوحيد متابعة فريقهم أينما حل وارتحل، من أجل تشجيعه في كل المدن وأثناء كل المباريات.ورغم ضعف إمكانياتهم المالية وصعوبة ظروفهم الاجتماعية، غير أن البعض منهم يلجأ إلى التسول من أجل جمع المال، لضمان مرافقة فريقه في كل مباريات البطولة.وابتكر هؤلاء طرقا لجمع المال، عبر التسول في القطارات والحافلات، إذ يفصح الواحد منهم عن اسمه وانتمائه لفريق ما، طالبا بعض "الدريهمات" من أجل جمع المال، للسفر إلى مدينة ما لمساندة فريقه المفضل. ويستغل هؤلاء حب بعض الجماهير لفرقهم، من أجل استمالتهم وطلب المال منهم، عبر كلمات تحفيزية من قبيل "عاون الفريق" أو "بغينا نتبعو الفريق الفلاني" أو "عطيني باش تربح فرقتك" وغيرها من الطرق.وتمكن هؤلاء من كسب تعاطف العديد من جماهير الأندية الوطنية، إذ أصبحوا يستغلون الملاعب وبعض الأماكن العمومية لطلب المال، بحكم أن غرضهم الأول والأخير مناصرة فريقهم بشكل متواصل.وعاينت "الصباح" قاصرين وشبابا يحاولون جمع المال قبل مباريات نهاية الأسبوع، وذلك من أجل ضمان تنقلهم إلى مدينة ما من أجل تشجيع فريقهم. ويستعينون بشعارات النوادي التي يحبونها، ثم بصور اللاعبين النجوم الذين يحملون قميص الفرق الوطنية.وتنظم "الإلترات" تنقلات أسبوعية للجماهير إلى المدن المغربية لتشجيع فريقها، إذ يتراوح ثمن المساهمة بين 200 إلى 600 درهم، حسب بعد المسافة.العقيد درغام

كراء الأطفال

فواتير بـ 11 مليونا للماء والكهرباء بالبيضاء

مقالات ذات صلة