لم يتحفظ حسن أوريد، الناطق الرسمي سابقا باسم القصر الملكي، في إبداء غضبه من الكيفية التي تعاملت بها الحكومة مع مقتل طالب أمازيغي بمراكش على يد طلبة انفصاليين، عندما كاد يتهمها، أخيرا، بالعنصرية، بإبدائه شكوكا في أن تكون الحكومة تعتبر القتيل "مواطنا من الدرجة الثانية"، بسبب انتمائه الإثني وتبنيه أفكار الحركة الأمازيغية.وجاء ذلك في سياق تنديد أوريد، بتصريحات لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، التي اعتبر فيها أن القتيل غير مسجل بالجامعة، واعتدي عليه خارج أسوارها، فاعتبر أوريد، ذلك تبريرات مرفوضة، ولا تعفي الحكومة من واجب العزاء والمساواة، كما فعلت العام الماضي، لمناسبة مقتل طالب ينتمي للعدالة والتنمية، في ظروف مشابهة.وفي هذا الصدد، قال حسن أوريد، الذي كان زميلا لجلالة الملك في المدرسة المولوية بالرباطـ: "إن الأسوأ في الحادث المخزي هو التبريرات التي صدرت من لدن مسؤولين، من قبيل أن عملية القتل لم تقع في الحرم الجامعي. وإذا كان ذلك صحيحا، فهل يجرد الضحية من صفته الإنسانية، ويحرمه من واجبات المواساة لأهله وذويه؟ أم أن الأفكار التي كان يحملها تجعله مواطنا من الدرجة الثانية، لا يبكي عليه أحد، ولا يواسي أهله أحد؟".ولم تكن الحكومة وحدها، التي شملها استياء الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، إذ وجه انتقادات إلى كل الأطياف السياسية بسبب القضية ذاتها، فقال: "كنت أود أن تعبر أطياف غير الحركة الأمازيغية، عن المواساة، مثلما فعلنا في حالة الطالب الحسناوي، وكمال العماري، وكريم لشقر"، لأن الضحايا، "هم أبناؤنا جميعا، وصفتهم كضحايا أسمى من كل الاعتبارات والتنظيمات التي كانوا ينشطون بها أثناء حياتهم، وهو ما لم يصدر للأسف الشديد، وما يحز في الفؤاد".ويعد ذلك الانتقاد، موجها أساسا إلى حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوي حركة التوحيد والإصلاح، وجماعة العدل والإحسان، وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، باعتبار أن الضحايا الذين أوردهم، حسن أوريد، أمثلة، ينتمون، على التوالي، إلى تلك التنظيمات.وأظهرت غضبة حسن أوريد، انتماءه الأمازيغي الراسخ وتعاطفه السياسي مع الحركة الأمازيغية بالمغرب، فدافع على مشروعية الاحتجاجات التي ينظمها الأمازيغيون للتنديد بوفاة الطالب عمر خالق في عدد من المدن والمناطق، داعيا في الوقت ذاته، إلى ضبط النفس والابتعاد عن ردود الأفعال، من قبيل الانتقام لمقتل الطالب عمر خالق، المعروف بـ"إزم" (الأسد).وفي هذا الصدد، قال المتحدث: "الحركة الأمازيغية عبرت عن غضبها، ومن حقها ذلك. عبرت عنه من خلال شجبها للتمييز الذي يخص به الطلبة، وعبرت عن ذلك من خلال من يصدرون من منطق الانتماء لفصائل وطوائف وعشائر ولا يرون في الدولة إلا أداة لفائدة طيف، أو أطياف، وليس عقدا جماعيا، ولم يجشموا أنفسهم التعبير عن واجب المواساة لضحية ولمواطن ولإنسان قتل غدرا وبأبشع الطرق والوسائل".امحمد خيي