"عاونوني الله يرحم الوالدين... غادي يجرو علينا من الدار ما عنديش باش نخلص الكراء"، بهذه الكلمات قد توجه بعض الأسر نداءها إلى المحسنين، للحصول على مساعدات مادية. وبكلمات أخرى لا تختلف عن الأولى، يخدعونهم ويتسولون بشكل غير مباشر، واضعين مبررات لمد أيديهم للغير.وجوههم شاحبة تغطيها ملامح الحزن والتوسل، لا يترددون في سرد معاناة، يتخيلون تفاصيلها، بهدف الحصول على المساعدة. إنهم متسولون المغاربة، لا يهمهم الحصول على بعض الدراهم، إنما على مبالغ مهمة، يمكن أن يسددوا بها، على حد تعبيرهم، الديون التي على عاتقهم من أجل الاستمرار في العيش تحت سقف منزل لن يهددهم صاحبه بالطرد إلى الشارع، ومن أجل تحقيق الهدف، يمكن أن تذرف الدموع. يجوب المتسولون الذين اختاروا الاختباء خلف مشكل "الطرد من المنزل"، الشوارع، حاملين أوراقا مهترئة من بينها وصل للكراء ممزق من بعض الجوانب، فيما آخرون يجلسون القرفصاء في أحد زوايا الأزقة، وقربهم يضعون أمتعة وأفرشة بالية وأدوات منزلية وأشياء أخرى، للتمويه المارة بأنهم اضطروا إلى وضعها في الشارع بعدما طردوا من منزلهم، دون أن يغفلوا عن وضع ورقة كتب عليها " إخواننا المحسنين تعاونوا مع هاد اليتامى بالكراء"، قبل أن يشدوا الرحال في اليوم الموالي إلى حي آخر، للعب الدور ذاته. اختارت امرأة في الخمسينات من عمرها مكانا آخر، إذ تقصد ركاب حافلات النقل العمومي، لتحقيق هدفها، وفي غفلة منهم تضع ورقة بين أيديهم كتب عليها "أنا أختك أرملةّ، أعين أطفالا ووالدتي المريضة، أكتري غرفة ب500 درهم في الشهر، لكن لا أقوى على تسديد المبلغ، المرجو مساعدتي". للأطفال دور كبير بالنسبة إلى بعض الأسر، إذ غالبا ما يتم الاستعانة بهم من أجل تأكيد الدور، معتبرين أنهم مهددون بالتشرد بعدما يتم طرد العائلة من المنزل، وأن عدم توفير مستحقات الكراء، يعني تشردهم وحرمانهم من أبسط الحقوق. متسولون يدعون طردهم من منازلهم للحصول على المساعدة، وكسب تعاطف المحسنين، وهي طريقة وجدوا فيها الحل المناسب، للحصول على "أموال سهلة"، دون تعب، وطريقة تبعد عنهم شبهة استغلال "سخاوة" بعض المغاربة، وإيمانهم بضرورة الصدقة في سبيل الله، سيما أنها فعالة ولها نتائج إيجابية. إيمان رضيف