الأحياء الهامشية … وجه واحد لعملة الإجرام

الدوائر الأمنية بمكناس تشكو ضعفا كبيرا في الموارد البشرية إعداد: خليل المنوني (مكناس) عين الشبيك وبرج مولاي عمر والتقدم (البرج المشقوق سابقا) وسيدي بابا ووجه عروس وسيدي بوزكري والفتح (الملاح القديم سابقا) وويسلان ومرجان... إنها الأحياء الهامشية المصنفة «نقطا أمنية سوداء»، تحتضنها جغرافية العاصمة الإسماعيلية، إذ تنشط بها جرائم السرقات والاعتداء بالأسلحة البيضاء (سيوف، سكاكين، مديات...) وترويج المخدرات بشتى أنواعها والمشروبات الكحولية، مع اختلاف طبعا في نسبة ونوعية الجرائم المرتكبة بين حي وآخر. ولم تحل جهود المصالح الأمنية بالمدينة دون تراجع الأفعال الإجرامية والسلوكات المشينة داخل هذه الأحياء، التي باتت تقض مضاجع السكان وتؤرق بال المسؤولين الأمنيين. أرجع فؤاد السقاط، أحد الفاعلين الجمعويين بمكناس، تنامي الأفعال الإجرامية بالأحياء الهامشية إلى افتقارها للمرافق العمومية والخدمات الاجتماعية(إدارية واجتماعية وثقافية وترفيهية ورياضية وتربوية ومساحات خضراء). وقال"عندما تغيب المرافق التربوية والثقافية والترفيهية والرياضية وسط هذه التجمعات السكنية، التي تتميز بكثافة جد مرتفعة، نتيجة للسياسة المعتمدة، التي تفتقد لرؤية موحدة ومنسجمة، وكذا غياب لسياسة رشيدة وبعد إستراتيجي، فلا غرابة إذن أن ترى انفلاتات أمنية، ووقوع جرائم قد تختلف خطورتها حسب نوع الجريمة المقترفة، والتي غالبا ما تكون جريمة جنائية أو جنحــــــة ضبطيـــــة أو جنحـــة تأديبية، ومظـــــاهر الانحلال الخلقي والانحراف والجريمة وآفة المخدرات بشتى أصنافها، والخمور التي أصبحت في متناول الجميع".وأكد الفاعل عينه، في حديث لـ"الصباح"، أنه كان من المفروض أن تواكب وتيرة التوسع العمراني الكبير، الذي تشهده مكناس على المستويين العمودي والأفقي، التفكير في إنشاء وتشييد منشآت رياضية بالقرب من عشرات التجمعات السكنية التي رأت النور في السنوات الأخيرة، دون أن ترى سكانها نور المرافق الموازية الأساسية، كالمراكز الصحية والمؤسسات التعليمية ودور الشباب والمساحات الخضراء والملاعب الرياضية، التي من شأنها أن تحتضن أطفال وشباب هذه الأحياء، الذين تتقاذفهم أمواج التيه والانحراف من كل جانب، على حد تعبيره. إلى ذلك، أبرز الفاعل ذاته أن الدوائر الأمنية بالمدينة تشكو ضعفا وخصاصا كبيرين في الموارد البشرية، ما يحول دون تغطية حاجيات جميع الأحياء التابعة لها، مضيفا أنه بات من الضروري دعم الدوائر الأمنية بالعنصر البشري، فضلا عن إحداث دوائر أمنية جديدة وتهييء أخرى في إطار الأمن الوقائي لاحتواء الجريمة بكل أشكالها والتخفيف من عبء عمل الموظفين الأمنيين، مع تكثيف الحملات التطهيرية بالنقط السوداء. "عين الشبيك" و"سيدي بابا"...الأكثر سوداوية يعتبر "عين الشبيك" و"سيدي بابا" من بين أقدم الأحياء الصفيحية بمكناس، التي تم استنباتها على عهد الحماية، قبل أن تتم إعادة هيكلتهما قبل عقود، بإعادة إسكان قاطنيهما. كما يعتبران من أصعب النقط الأمنية بسبب الهشاشة الاجتماعية، مثل انتشار ظواهر اجتماعية كالفقر والبطالة، زادت من حدتها الهجرة القروية التي تنامت بشكل كبير، شأنهما شأن مناطق أخرى من المدينة، وهو ما ساهم بشكل مباشر في استهلاك وترويج المخدرات والمشروبات الكحولية، وما يترتب عنها من ارتكاب الجريمة، إضافة إلى سوء الجوار والاعتداءات التي تحدث آناء الليل وأطراف النهار في مشاهد باتت مألوفة. ولعل ما يصعب من مهمة رجال الأمن بهذين الحيين هو انفتاحهما على بساتين وجنانات، ما يسهل على الجناة الفرار نحوها والاحتماء بها. كما أن عملية المطاردة الأمنية بهاتين النقطتين تعتبر مغامرة في حد ذاتها، إذ سبق أن تعرض عدد من رجال الأمن لحوادث أثناء قيامهم بمهامهم. ولعل الجميع يستحضر إصابة عنصرين من فرقة الصقور، التابعة لولائية الأمن بمكناس، بجروح بالغة أثناء مطاردتهما، على مستوى حي برج مولاي عمر، لمبحوث عنه في مجال ترويج المخدرات، الذي أبدى مقاومة عنيفة بمساعدة عدد من معاونيه ساعة محاصرته، قبل أن يشهر سيفا كان بحوزته في وجه الشرطيين متسببا لأحدهما في جروح غائرة في اليد، فيما أصيب الثاني بجروح بالغة وكسر بذراعه الأيمن، ما أجبر الأول على إطلاق عيارات نارية في الهواء، في محاولة لإجبار المعتدي على الاستسلام، لكن بدون جدوى، ساعتها قام أحدهما بإطلاق ثلاث رصاصات من سلاحه الوظيفي استقرت في الفخذ الأيسر للجاني، قبل أن يتم نقل الشرطيين إلى المستشفى العسكري مولاي اسماعيل بالمدينة، إذ بقيا هناك لعدة أيام تحت العناية الطبية المركزة.ومن جانبه، شكل حي سيدي بابا مسرحا لفصول فيلم «هيتشكوكي»، لعب بطولته أحد المجرمين المسجل خطرا، الملقب بـ»سميطة»، عندما عمد إلى إشهار سيف كبير في وجه أفراد فرقة محاربة المخدرات، مدعمين بعناصر من الدائرة الأمنية السادسة، لثنيهم عن إيقافه، بعدما كان موضوع مذكرة بحث وطنية على خلفية اتهامه بترويج المخدرات وعدم الامتثال والعصيان في حق القوة العمومية.

الأحياء الهامشية … وجه واحد لعملة الإجرام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فضائح نصب بالقنيطرة أمام القضاء

القري: امتهان التسول صفارة إنذار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات