مرتادو “فيسبوك” يسكنون بيوتا من زجاج

عدم إلمام المستخدمين بإعدادات الخصوصية يجعل أسرارهم مشاعا وفرت الشبكات الرقمية للتواصل الاجتماعي، سيما "فيسبوك"، للمغاربة، مجالا جديدا "للتبركيك" والاستخبار عن المعارف، دون الحاجة إلى بذل مجهود، خصوصا إن كان الضحية، نفسه، مستعملا مبتدئا للشبكة ووسائل الحفاظ على الخصوصية فيها، أو غير مواكب للخدمات الجديدة التي أدمجت في الشبكة.وعلى سبيل المثال، على الإنسان، هذه الأيام، قبل أن يكذب على معارفه ويقول لهم أنا في الرباط، وهو في البيضاء، أن يتأكد أن ميزة "نيربي فراند"، التي تتيح معرفة أماكن وجود الأصدقاء على "فيسبوك"، غير مشغلة.ومن حسنات "فيسبوك"، أو ترجمته "كناش الوجوه"، على مستوى "التبركيك"، أنه يمكن من الاستخبار على كثير من المعارف القدامى، الذين انقطع الاتصال بهم، فيكفي رقن أسمائهم في خانة البحث، وإن كانت لهم حسابات في "فيسبوك"، ستلج إليها وتحصل على معلومات عامة، عن مهنهم الحالية والمدن التي يعيشون فيها، أو حتى الفضاءات التي يرتادونها، وحالتهم العاطفية، دون حاجة إلى أن يكونوا ضمن قائمة أصدقائك.وفي المغرب، كثيرا ما يعبر عدد من المستخدمين عن استيائهم من "البروفيلات الوهمية"، وهي فئة من الناس، يدخلون بأسماء مستعارة، وغالبا بفتح حساب باسم فتاة وإدراج صور ورود وأدعية وآيات قرآنية، فيطلبون صداقتك فتقبلهم، معتقدا أن الأمر يتعلق بفتاة محافظة لا تريد الكشف عن وجهها، في حين أنهم في الحقيقة، معارف أو أصدقاء لك، يريدون الاستخبار عنك.ولم يعد "فيسبوك" فضاء للاستخبار ونقل الوشاية بين الأصدقاء، فقط، بل يتيح الحصول على دلائل وإثباتات، ومن نماذج ذلك، ظاهرة يستمتع بها المرتادون المغاربة كثيرا، في الفترة الأخيرة، وهي ميزة "كابتور ديكرون".ومن ذلك، يحدث أن يتحدث صديقان على "فيسبوك" عبر ميزة الدردشة الفورية، فيحدث أن يتورط واحد منهما في الحديث بسوء عن شخص آخر، وإن أراد الصديق الإيقاع بينهما، فلا يحتاج إلا إلى إجراء نسخة للمحادثة بتقنية "كابتور ديكرون"، فيرسلها إلى ضحية النميمة، رجلا كان أو امرأة.وتعفي تلك التقنيـة "البركاك" والنمام بين الأصدقاء أو المعارف أو الأقارب، من إثبات صدقه بالقسم أو غيره، كما كان الحال قديما، كما أنها التقنية التي صارت توظفها مغربيات"فيسبوك" لفضح المعارف المتحرشين بهن جنسيا، عبر الدردشة في الخاص.وفي كل الأحوال، يبقى المتضرر أو ضحية "التبركيك" في شبكة التواصل الاجتماعي، هو من يتحمل مسؤولية ما يتعرض له، لأن تحصين نفسه وحياته الخاصة، من صميم مسؤوليته، بفضل تطبيقات وإعدادات الخصوصية التي يتيحها "فيسبوك".فعندما تنشر صورة شخصية، فأنت من يحدد إن أردت أن يراها "الجميع" أم "الأصدقاء" أو "أشخاص محددين"، ويبقى فقط، أن تكون متأكدا إن كان أصدقاؤك ليسوا بهواة نميمة، ولا ينزلون صورك للاحتفاظ بها عندهم لإرسالها إلى الأشخاص الذين لا تريد أن يطلعوا عليها، والعكس صحيح، لأنك مادمت ترتاد "فيسبوك" فأنت تسكن بيتا من زجاجا.امحمد خيي

مرتادو “فيسبوك” يسكنون بيوتا من زجاج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حرب المناصب السامية بين "بيجيدي" والداخلية

"الكَولسَة" في الأحزاب... قوة إخبارية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات