عبرت هيلاري كلينتون المرشحة الأولى لحكم البيت الأبيض خلفا لباراك أوباما الرئيس الأمريكي الحالي، عن رغبتها في بقاء عبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة في ولاية ثانية بعد الانتخابات التشريعية التي ستجري في الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل.وكشفت مصادر دبلوماسية أن مرشحة الحزب الديمقراطي اعتبرت أن الحكومة المغربية التي يقودها حزب إسلامي معتدل، تمثل نموذجا ناجحا في المنطقة يجب دعمه لجعله قدوة للدول التي فشلت في إدماج الإسلاميين في الحكم بعد حراك الربيع العربي. من جهتها كشفت دراسة أنجزها المعهد المتوسطي للدراسات الإستراتيجية أن حزب العدالة والتنمية مرشح فوق العادة للعودة إلى رئاسة الحكومة، ليس فقط بفضل شعبية أمينه العام، ولكن كذلك بالدعم الذي يمكن أن يتلقاه من الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوربي.وأكد التقرير، الصادر بحر الأسبوع الجاري تحت عنوان "لماذا سينتصر العدالة والتنمية في 2016؟"، أن هيلاري كلينتون تدعم بقاء الإسلاميين في الحكم، على اعتبار أن الإدارة الأمريكية في حال تسلمها زمام الرئاسة ستراهن على الإسلاميين المعتدلين في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.وأوضح التقرير أن "بيجيدي" سيستفيد كذلك من دعم تيار جديد في اللجنة الأوربية يتبنى الطرح، الذي تتحدث عنه المرشحة الأوفر حظا للظفر برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، مشددا على ضرورة أن يحصل الإسلاميين على مكان في المشهد السياسي للبلدان العربية.وفي سياق متصل أكدت فيديريكا موغيريني، المفوضة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي، أن الدين يلعب دورا أساسيا في السياسة شريطة الاحتكام للآليات الديمقراطية، معتبرة أن المغرب، الذي يقود حكومته حزب إسلامي شريك مفضل للاتحاد، خاصة في مجال محاربة الإرهاب.وذكرت المفوضة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي في لقاء سابق مع صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية، أن منطقة البحر المتوسط أصعب فضاء في العالم خلال الوقت الحالي، لذلك وجب التركيز على ملفات الأمن والاستقرار والحد من تنامي ظاهرة النزاعات المسلحة والهجرة، كاشفة أن الاتحاد الأوربي والمغرب توصلا إلى اتفاق لتسيير الأزمات بشكل مشترك، وأن الاتفاق يتعلق بالقيام بعمليات مدنية مشتركة لحل الأزمات وليس له أي علاقة بالقيام بعمليات عسكرية، دون تقديم تفاصيل أخرى عن هذا الاتفاق وكيفية تطبيقه. وقد شددت مسؤولة الاتحاد الأوربي على أن الثقة هي حجر الزاوية في العلاقات بين الطرفين.ومن جهتها التزمت الحكومة يونيو الماضي في شخص مزوار بالقيام بجميع الجهود الرامية إلى إقرار السلام في المنطقة، وجعل حصيلة العمل المشترك إيجابية وناجحة، ترتكز على الثقة والمسؤولية. ياسين قُطيب