“تشكامت” رافقت المغاربة إلى المهجر

شرطي هولندي من أصل مغربي عوقب بـ240 ساعة من العمل التطوعي لأنه يتجسس على أبناء بلده في سنة 2010، وقعت السلطات الهولندية، على "بركاك" مغربي ينشط على أراضيها، ولأنه يحمل الجنسية الهولندية، ويعمل في سلك الشرطة، اعتقدت أنه "صيد ثمين" في إطار مكافحة التجسس والتخابر مع جهات أجنبية، غير أن التحقيقات، بينت في النهاية، أن المعلومات التي يجمعها، لا تهدد أمنها القومي ولا تعد تجسسا على دولتها، إذ أن "التبركيك" الذي يقوم به، مجرد معلومات بسيطة حول أنشطة وتحركات مريبة لمغاربة مستقرين في هولندا. ولأن النشاط التجسسي للشرطي الهولندي من أصل مغربي على بعض معارفه المغاربة، هي مجرد "تبركيك"، كالذي يقوم به "المقدم" و"حارس العمارة" و"بائع الديطاي" في المغرب، لم تتجاوز العقوبة التي صدرت في حقه، أداء 240 ساعة من العمل التطوعي لفائدة المجتمع، هو الذي كان مرشحا لأن يحاكم من أجل التخابر مع دولة أجنبية ضد مصالح بلاده. وصدر بشأنه الحكم المذكور، بعد أن وجد القاضي، بعد دراسته للملف والأدلة وخبرة تقييمية للمعلومات التي كان يجمعها الشرطي من أصل مغربي، أنها غير خطيرة ولا تصل إلى مستوى المعلومات الأمنية المصنفة "سري للغاية"، ولا تعد من أسرار الدولة الهولندية، التي من شأن حصول بلد أجنبي عليها، تهديد مصالح البلد. وكشفت تلك الواقعة، كيف أن هواية "التبركيك" و"تشكامت"، بشكل طوعي، تعد من العادات التي ترافق مغاربة كثيرين، أينما حلوا وارتحلوا، وتظهر تلك الهواية كأنها جين من الجينات الموروثة بيولوجيا عن الآباء والأجداد والأقارب، باعتبار أن الجينات الوراثية لها دور في تحديد الطباع الشخصية للإنسان. وعلى غرار هولندا، احتفى الفرنسيون كثيرا، بالمعلومات المغربية التي قادتهم، قبل أسابيع إلى اكتشاف الشقة التي لجأ إليها عبد الحميد أباعوض، العقل المدبر للهجمات الإرهابية لـ 13 نونبر الماضي بباريس، في وقت كانت فيه الأجهزة الفرنسية تعتقد أنه في سوريا، لكنهم، إلى اليوم، لا يعرفون تحديدا كيف حددت الأجهزة المغربية موقعه. وفي هذا الصدد، تتفق كافة تقارير الصحف الفرنسية حول الموضوع، أن الوصول إلى الشقة كان عبر نصيحة مغربية للأجهزة الفرنسية مضمونها أن عبد الحميد أباعوض موجود في فرنسا، وللوصول إليه، يجب التنصت على هاتف قريبته حسناء أيت بولحسن. ولما نجح الأمر وتمت مداهمة الشقة، تداول الإعلام الفرنسي فرضية أن "شهادات" (تيموانياج)، وبالمعنى المحلي: "إخباريات"، حصل عليها المغرب، كانت حاسمة في معرفة أن حسناء أيت بولحسن، قريبة لأباعوض، وكانت تنوي الزواج به، وهي التي توسطت لكراء الشقة التي سيختبئ بها في منطقة سان دوني الشعبية بباريس، حيث يعيش كثير من المغاربة. امحمد خيي

“تشكامت” رافقت المغاربة إلى المهجر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ميكروتروتوار

الزاكي لإسكات الشارع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات