ميكروتروتوار

نعيمة أولحاج خصلة قديمة في الواقع،" التبركيك" ليس بالأمر المستجد في المغرب، بل هي خصلة قديمة جدا لازمت طبع المغاربة، وطبعت الوسط المغربي، بمختلف فئاته، فالغريب أنه لا يفرق بين الطبقات الاجتماعية، ولا يستثني أيا منها. كما لا يستثني أي فضاء، في المنزل، وفي الشارع وفي مقر العمل، أو في المدرسة، فضلا عن أنه أيضا لا يميز بين ذكر وأنثى، أو بين صغير أو كبير. الجميع صار للأسف يراقب الجميع، ويحقق في أدق التفاصيل، التي هي في واقع الأمر لا تعنيه لا من بعيد أو قريب، ولا تمس إلا صاحبها. أتمنى فقط أن يتم تجاوز هذه الظاهرة، ويعود المغاربة إلى جادة الصواب و"كل واحد فينا يديها فسوق راسو"، ويلتفت إلى مشاكله ومشاغله الخاصة. لحسن بوزارز التلصص متجذر فينا ظاهرة التبركيك في المجتمع المغربي، أضحت شيئا معهودا وطبيعيا جدا، لدرجة أن الغريب هو أن تجد مغربيا لا يهتم بمعرفة أدق التفاصيل واستراق السمع إلى شخص آخر شاءت الصدفة أن تجمعه به في تلك اللحظة والتلصص عليه، سواء في الشارع، أو في المقهى، أو في أحد وسائل النقل العمومي، علما أن مثل هاته السلوكات ليست وليدة اللحظة، بل هي متجذرة في المغاربة. وشخصيا لا أعرف صراحة ما هي الأسباب أو المتعة التي يجدها البعض في "التبركيك". الغريب أيضا أن "التبركيك" يتم زرعه في المواطن المغربي منذ نعومة أظافره، كأنه مكون أساسي من مكونات الشخصية المتوازنة، ذلك أن الطفل يتربى على نقل أدق تفاصيل ما جرى في غياب والديه، أو أستاذه. عبد المجيد العزيزي "الحضية" رياضة مغربية «التبركيك» سلوك يتداوله جميع المغاربة. ربما البيئة والمحيط الذي نعيش فيه يساعدان على انتشار هذه السلوكات، التي كنت شخصيا موضوعا دسما لها لعدة شهور، كنت خلالها أعي أنني الشغل الشاغل لجميع من حولي، بسبب أنني بعد أن عملت سنة أستاذا لسد الخصاص، ووجدت نفسي في السنة التي تليها أواجه العطالة، أصبحت "حديث السواني"، الجميع يراقب حركاتي وسكناتي. لكن عموما "الحضية" و"التبركيك" منتشران بشكل كبير لدرجة يمكن القول معها إن جميع المغاربة صاروا "بركاكة" بامتياز، "كل واحد حاضي فقنت أو في مقهى، في الشارع، يراقب تحركات فلانة ويسأل عما يفعله فلان، تزوج أم لا"، أتمنى أن نتجاوزها كمجتمع، وأن يهتم كل منا بأغراضه وشؤونه الخاصة. محمد مزيان المغرب كلو غادي بـ"البركاكة" أستطيع الجزم بأن المغاربة ليسو فقط "بركاكة"، بل إن "المغرب كلو غادي بالتبركيك"، انطلاقا من ملاحظة بسيطة، هو أن جميع مسؤولي إقليم تاونات الذي أتحدر منه، لا يقيمون به، بل هم مقيمون بمدينة فاس، وكل الأمور بألف خير، ما دامت موكولة للمقدمين وأعوانهم، الذين يملكون عيونا في جميع الأحياء، وتصلهم "الشادة والفادة"، ويبلغونها في آنها إلى المسؤولين ليتم اتخاذ الإجراءات الملائمة. وأعتقد أن ممارسة "التبركيك"، عامة، إذ قد تجد جارك على دراية بالقميص الداخلي الذي تلبسه، لأن زوجتك أو ابنتك نشرته مع غسيل الأسبوع مثلا، وقد تفاجأ بقدرات جارتك على منحك أدق التفاصيل عن أي من أفراد الحي إذا سألتها إن صادفته". استقتها: هجر المغلي - تصوير: (عبد المجيد بزيوات)

ميكروتروتوار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المنتخبات الصغرى تخذل جامعة الكرة

"تشكامت" رافقت المغاربة إلى المهجر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات