كرة القدم… حروب قبل المباريات وبعدها

عنف وتهديدات قبل المواجهات تترجم بأفعال إجرامية تعيش مباريات كرة القدم في البطولة الوطنية، أقوى مظاهر "التعصب" لدى بعض المواطنين المغاربة، الذين باتوا يولون أهمية أكبر لانتمائهم لفريق معين أو مدينة محددة. سجلت جل مباريات كرة القدم في بطولات النخبة والهواة، في الفترة الأخيرة أحداث شغب خطيرة، أصيب إثرها المئات، فيما فقد البعض حياته جراء بعض الأفعال الإجرامية، التي تترجم في الحقيقة تهديدات ومواجهات عن بعد، تحدث قبل المباريات بأيام. التهديدات الفيسبوكية إذا كانت الجامعة الملكية لكرة القدم، تعلن تواريخ المباريات قبل انطلاقتها بأسابيع، فإن لبعض الجماهير المتعصبة رأي آخر، إذ تبدأ المباريات قبل التاريخ المحدد لها، بتهديدات واتهامات ووعيد، في انتظار "اليوم المشؤوم".وعاين "الصباح" مواجهات لفظية خطيرة في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض البرامج الإلكترونية، من قبيل "وات ساب" و"فيبر" و"تانغو"، وذلك قبل بداية المباريات، إذ يحاول كل فصيل أو مجموعة إظهار أنه الأفضل والأحسن، وأنه لا يخاف من إظهار قوته في الشارع من خلال التجمعات الجماهيرية. ولعل ما حدث في مباراة الديربي البيضاوي الأخير، أفضل مثال، إذ تمكنت الفصائل الرجاوية والودادية من اكتشاف عناوين "التيفوات" قبل بداية المباراة، ما اعتبر سببا من أسباب الشغب الذي كان خطيرا في مدرجات ملعب محمد الخامس. الوعيد يتطور إلى شغب مع اقتراب توقيت المباريات، فإن وتيرة التهديدات والوعيد ترتفع، لتبدأ مرحلة التخطيط لأعمال تخريبية، تحت ذريعة حماية الفصائل من هجمات "الآخرين"، ويستدل كل فصيل في ذلك بالتهديدات التي تلقاها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي مثال واضح أيضا، فإن الأمن يبدأ دائما تحقيقاته من وسائل التواصل الاجتماعي، لمعرفة الجناة مباشرة، قبل محاسبتهم واعتقالهم، من خلال ما يكتب. ورغم أن المتواصلين عبر هذه المواقع، يختارون في بعض الأحيان أسماء مستعارة، فإن الأمن يتمكن من تحديد هوياتهم. والخطير في الأمر، هو أن هؤلاء المشاغبين، يحاولون جذب عدد أكبر من المراهقين والقاصرين، للمشاركة في أعمالهم التخريبية، كما حدث أيضا في شغب الديربي الأخير، حين اعتقل الأمن المئات من القاصرين ضمن المشاغبين. الأمن والمباريات ... جيش يستعد لحرب مع توالي أحداث الشغب في المباريات، فإن الأمن طور هو أيضا استعداداته لتأمين الملاعب والجماهير، إذ يعيش جحيما من أجل التصدي لأي تهديد مسبق أو أحداث شغب منتظرة.وأصبح الأمن يعتمد على الآلاف من رجالاته من أجل تأمين المباريات، فيما يعقد اجتماعات مسبقة مطولة قبلها، من أجل وضع خطة محكمة لمواجهة المشاغبين والتصدي لهم. وكي يحكم الأمن خطته قبل المباريات، فإنه يلجأ في بعض المرات إلى تجريبها في الملاعب، وتكثيف المراقبة في الأبواب والشوارع القريبة منها. وفي ظل هذه الظروف الجديدة، بات رجال الأمن يعتبرون أن التحضير لمباريات كرة القدم، أشبه بالاستعداد لمواجهات جماهيرية كبيرة، الغرض منه الخروج بأقل الأضرار. ورغم التحضيرات والاجتماعات والخطط الأمنية، فإن رجال الشرطة هم أول من يتلقى الضربات، عندما تندلع أحداث الشغب والتخريب، إذ لا يفرق المشاغبون بين رجال الأمن والقاصرين وجماهير الفريق المنافس، في مشاهد شغب خطيرة. العقيد درغام

كرة القدم… حروب قبل المباريات وبعدها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

288 ألف طالب يستفيدون من التغطية الصحية

القانون وحده لا يكفي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات