أزمة صامتة بين الرباط والاتحاد الأوربي

الخارجية توجه قطاعات وزارية نحو تجميد علاقات التنسيق مع مؤسسات أوربية دخلت العلاقات الدبلوماسية بين الرباط والاتحاد الأوربي، مرحلة أزمة صامتة في انتظار انجلاء اللبس عن الموقف الأوربي حيال المصالح العليا للمملكة المغربية. وصدرت توجيهات إلى كافة القطاعات الوزارية بتجميد علاقات التنسيق مع مؤسسات الاتحاد الأوربي، بعد أن أخذت العلاقات بين الطرفين منحى تنازليا على خلفية قرار المحكمة الأوربية تعليق استيراد الاتحاد الأوربي للمنتجات الفلاحية القادمة من الأقاليم الجنوبية، وما تلاه من موقف صادر عن البرلمان الأوربي دعا إلى توسيع صلاحيات بعثة المينورسو في الصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، رغم أن هذا الطلب جوبه برفض مغربي وأممي أيضا باعتبار أن الاتفاق العسكري الذي حمل البعثة الأممية إلى الصحراء لا يشير إلى هذا الاختصاص.ووفق مصادر مطلعة لـ"الصباح"، فإن الحسابات السياسية لبعض الأحزاب الممثلة في البرلمان الأوربي، طغت على المصالح المشتركة بين بلدان الاتحاد والرباط، مشيرة إلى أن هذا التحرك المعادي للمغرب كان يروم إحراج بلدان صديقة للرباط، وتصفية حسابات سياسية بين بلدان الاتحاد على حساب الرباط. ووفق المصادر ذاتها، فإن دعوة البرلمان الأوربي إلى توسيع صلاحيات بعثة المينورسو في الصحراء تزامنت مع موقف الإجماع الأوربي بشأن استئناف قرار المحكمة الأوربية، ما يؤشر، تضيف المصادر نفسها، على وجود علاقات متوترة بين مؤسسات الاتحاد الأوربي وجدت في المصالح العليا للمغرب شماعة تعلق عليها خلافاتها الداخلية، وهي ضربة موجهة إلى باريس وإسبانيا وبروكسيل تحديدا لأنها تربطها علاقات تنسيق أمني قوي مع الرباط.ورغم الجحود الأوربي حيال المواقف المغربية، فإن الرباط لم تقطع دعمها الأمني والاستخباراتي لبلدان الاتحاد الأوربي، ذلك أن التنسيقات مستمرة باحترام لكافة الاتفاقيات الأمنية، إذ تحاشى لقاء سابق بين وزيري الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، ونظيرته الأوربية، التباحث في تداعيات الأزمة على التعاون الأمني، ذلك أن الرباط تدرك أن هذه المغامرة لا تشكل مدخلا للحل، بقدر ما تزيد من تعقيدات الوضع بين الطرفين، رغم ما يشكله التعاون الأمني من ورقة ضغط قد تدفع بلدان الاتحاد الأوربي إلى مراجعة حساباتها.وتترقب السلطات المغربية نتائج التحركات التي باشرها أصدقاء الرباط داخل مؤسسات الاتحاد الأوربي، وذلك في سبيل تخفيف حدة الأزمة الصامتة مع المغرب. ويقود هذه التحركات الدبلوماسية الفرنسية التي وظفت كثيرا تطبيع علاقاتها مع الرباط، وهو ما تأكد في فترة التنسيق الأمني بين البلدين، وإن جنت ثماره بلدان أخرى مثل بلجيكا وإسبانيا في منع وقوع أحداث إرهابية استهدفت أمن هذه الدول.إحسان الحافظي

أزمة صامتة بين الرباط والاتحاد الأوربي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حصاد يترصد "المرتشين" و"الحكارة"

إيقاف المعتديين على زوار عين أسردون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات