البراءة لأستاذ وخياط بالجديدة

الأول اتهم بالاعتداء على تلميذ والثاني على ابن الجيران لأسباب انتقامية يلجأ العديد من الأشخاص إلى إقحام الأطفال في تصفية الحسابات والنزاعات. وهناك كثير من طرق الانتقام من الناس من أجل رد الاعتبار أو من أجل الزج بهم في السجن، لنزاعات تافهة، ترتبط بالجيران والأصهار وحتى الأشقاء فيما بينهم.عادت «الصباح» لتنبش في أرشيفها ووجدت قضيتين لهما دلالة عميقة، تبين مستوى التفكير وسوء النية المبيتة وحقيقة الأمراض التي تنخر المجتمع البدوي على الخصوص. وتتعلق الأولى بتلفيق تهمة لأستاذ من طرف ولي أمر تلميذ، بإيعاز من قبل بعض خصومه. ومن خبث الأب المريض أنه ادعى تعرض ابنه لاغتصاب من قبل مدرسه، ووضع شكاية لدى مصالح الدرك الملكي، التي استدعت المشتكى به واستمعت لأقواله ووضعته رهن الحراسة النظرية لفائدة البحث والتقديم. واستمعت للمشتكي والد التلميذ، فصرح أن ابنه تعرض لتعنيف جسدي من طرف مدرسه وأنه عمد إلى هتك عرضه.واستمعت الضابطة القضائية للطفل بحضور والده وأكد تصريحات أبيه، ولم يتسرع الضابط، بل عمد إلى تعميق البحث والتحقيق، سيما أنه لاحظ تطابق التصريحات والأحداث والحيثيات لفظا ومعنى. ولجأ إلى طريقة أخرى استمع فيها إلى محيط أطراف القضية، من سكان وتلاميذ ومسؤولين، ليكتشف في نهاية الأمر زيف الادعات ويعمل على تقديم جميع الأطراف أمام النيابة العامة، التي بعد اطلاعها على المساطر المرجعية، عملت على إخلاء سبيل الأستاذ المشتكى به وانتهت إلى حفظ الشكاية لعدم كفاية الأدلة.وأما القضية الثانية فترتبط بقصة غريبة، حبكت فصولها أم بدقة وبعد طول تخطيط، وانفردت بإخراجها، الذي لم يكن مبنيا على أسس فنية، مما جعلها تبدو مفككة ومملة ومكرورة. وسهل مأمورية النقاد إلى اكتشاف عيوبها التقنية. وفي تفاصيلها، أن الأم أخبرت جيرانها بوجود ابنها بدكان الخياط، وأخبرتهم أنه اعتاد على هتك عرضه، وأضافت أنها ضبطته متلبسا وأنها أغلقت الدكان من الخارج. وتم إخبار الضابطة القضائية، التي انتقلت إلى المكان. وصرحت المشتكية، أن جارها الخياط عمل على هتك عرض ابنها القاصر، وأنه ما زال محاصرا مع الطفل داخل محل عمله.وعمل الضابط المكلف بمتابعة هذه القضية على فتح الدكان ووجد الخياط بالفعل رفقة الطفل. وعمل على اقتياد المشتكى به إلى مقر الشرطة القضائية ووضعه رهن إشارتها لتعميق البحث والتحقيق معه. واستمع الضابط ذاته لوالدة الضحية، فصرحت أنها علمت من ابنها أن الخياط عمد إلى هتك عرضه في المرة الأولى، ونظرا لعدم توفرها على أدلة كتمت الخبر وظلت تتحين فرصة الإيقاع بالخياط متلبسا. ويوم الحادث، اكتشفت استدراجه لابنها وعملت على إسدال الحاجر الخارجي للدكان وأخبرت الجيران ومصالح الأمن الوطني.واستمع للطفل الضحية، فصرح أنه التحق بالخياط لخياطة سرواله فوجد عنده زبونا وانتظر قليلا، وبعد انصرافه، طلب منه الولوج إلى محل الخياطة، وقام من مكانه وأغلق الباب الزجاجي وعمل على هتك عرضه وطلب منه كتمان الأمر. ونفى المتهم تصريحات الطفل ووالدته، وأكد أنها مجرد شكاية كيدية للانتقام منه ودفعه إلى تأدية ثمن رفضه الخروج من الدكان الذي تملكه المشتكية. وأوضح أن الطفل اعتاد التردد على الدكان، لخياطة بعض ملابسه كلما دعت الضرورة، ونفى أن يكون تعرض له بسوء، لأنه يعتبره بمثابة ابنه. وعرض المتهم على أنظار النيابة العامة التي أمرت بوضعه رهن الاعتقال الاحتياطي، ومثل أمام هيأة الحكم وأدين ابتدائيا بالحبس النافذ، قبل أن تخلي الغرفة الاستئنافية سبيله بعد الحكم ببراءته، بعد افتضاح سيناريو القضية.أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

البراءة لأستاذ وخياط بالجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران يضاعف "بريمات" موظفي المالية

شكاية كيدية سببها خلاف مع الجيران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات