إزالة الصفيح …مشاريع اختفت في رمشة عين

شيدت «البراريك» في ضواحي المدن الكبرى، على عهد الاستعمار الفرنسي، إثر نزوح الفلاحين الفقراء، الذين انتزعت منهم أراضيهم من قبل المعمرين، في هجرة جماعية للعمل في البناء والمصانع والتجارة، وشكلت نواة للمقاومة الحضرية. لكن بعد حصول المغرب على استقلاله، توسع نطاق البناء العشوائي «للبراريك»، ليتخذ منحى عمرانيا أطلق عليه «مدن الصفيح»، فأنتجت سياسة عمومية، سميت ثقافة « ترييف» المدن ضد منطق العصر، أي نشر سلوك البوادي، في المدن، لتلتقط الدولة هذا الأمر وتحوله إلى لعبة سياسية في الانتخابات لترجيح الكفة للمرشحين الذين يحظون برضاها، في مواجهة المرشحين المعارضين.لكن سياسية العهد الجديد، وإن خطت لنفسها تغيير ملامح المدن، بالقضاء على الصفيح، فإن العاصمة الرباط، لا تزال تحتضن عددا منها، إذ فشل كل رجال السلطة، والمنتخبون المحليون من كل الطيف الحزبي الذين سيروا هذه المدينة، في القضاء على « البراكة و» ثقافة البراكة»، إذ انغمس المنتخبون في مناقشة قضايا لا تهم المواطنين، بقدر ما تخص نخبة محدودة جدا، همهما تحصيل مناصب وامتيازات، وجمع المال وإطلاق التصريحات والخطب النارية في التجمعات. دوار «الدوم»، دوار «الحاجة»، ودوار « الكرعة» ، و»الكورة»، ودوار « مدام موطو»، و»بيزنطة» و»المعاضيد»، ودوار « بلاد عطوش»، ودوار « بلاد لحليب»، كلها علامات تؤكد إفلاس المنتخبين المحليين، وفشل الانتخابات الجماعية، وانتخابات مجالس العمالات والأقاليم، والجهات، وانهيار السلطة المحلية العصرية من ولاية وعمالة.وحسب المعطيات المتوفرة، فإن السلطات والمنتخبين، تواطؤوا على تشجيع بناء مدن الصفيح، عوض المدن الصناعية، لأجل كسب أصوات السكان في الانتخابات، من خلال توظيف أقاربهم في المجالس الترابية، من جماعات ومجالس عملات وأقاليم وجهات، بشكل مكثف وصل إلى 200 ألف موظف، نصفهم موظفين أشباح، بينهم من غادر المغرب منذ سنين، وهي الساكنة البشرية التي تعاني، التهميش والفقر المدقع، والانقطاع عن الدراسة، والتفكك الأسري، وغياب تنظيم للأسرة، لأنها هي الأكثر عددا من حيث الأطفال.كما استفادت الدولة من أصوات سكان الصفيح، لدعم كفة المرشحين، الذين نالوا « رضا» السلطة، في إطار تطبيق شعار « إنا حلفنا القسما»، أي اقتسام كل المنافع، ومن تم فازت « أشبه بنخبة» تختص في تبادل المصالح، وتنشر سياسة « ترييف المدن»، أي تغيير ملامح المدينة العصرية، وجعلها أشبه بالأرياف، سلوكا وثقافة، عوض حل مشاكل السكان وتطوير ثقافة المدن.وسنقدم أمثلة على بعض الدواوير السكنية، مثل دوار «الكرعة» بحي يعقوب المنصور يتقاطع مع شارع السلام، والذي كان يضم بين 2500 إلى 3 آلاف براكة، عاش سيناريو متنوع، من خلال مشاريع الترحيل، الأول في 1986، بتمويل خليجي، إذ وضع حجر الأساس، بتركيبة تقنية ومالية، لإحداث عمارات سكنية، ومحلات تجارية تهم 766 أسرة، لكن الحلم تبخر، بعدما تبخرت أموال مشروع إعادة الإسكان، ثم وضع مشروع ثان في 1992، رصد له أيضا غلاف مالي، لكنه بدوره تبخر، ولم يفتح أي تحقيق قضائي، والنقاش جاري لنقلهم خارج المدار الحضري نحو منطقة عين عودة، الملاذ الجديد لتشييد مدينة جديدة، على مساحة 200 هكتار لإيواء جزء من ساكنة صفيح الرباط.كما اختفى مشروع إعادة إسكان قاطني دوار «لكوارة» الذي ارتبط بمخطط 2004، الذي أخفق المسؤولون عنه في تطبيقه في 2006، جراء تخاذل الولاية، وكذا المنتخبين.كما أن المسؤولين فشلوا في حل إشكالية قاطني دوار « زريرات» داخل ثانونية بحي الفتح قرب الحزام الأخضر، يضم 53 براكة، قيل إنه تم توزيع بقع أرضية عليهم في عين عودة، ولا يعرف هل تم نقلهم جميعهم أم فرخت براريك أخرى، كما حصل لعدة مرات.كما أن دوار «الكورة» يضم 2200 أسرة يعرف مشاكل ترحيل تهم المرحلة الثالثة، ودوار» لكوارة «يضم ألف براكة، ودوار «مادام موطو» بين 30 و40 براكة، قرب دوار رجاف الله، بشارع الحسن الثاني، ودوار «بلاد عطوش» بين 40 و 50 براكة قرب شارع المجد،، ودوار «بلاد لحليب» 50 براكة. أأ

إزالة الصفيح …مشاريع اختفت في رمشة عين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحافلات ... المحرك سويدي والهيكل صيني

البنك الدولي يضخ السيولة في "أليانس"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات