دخل الملياردير علي بلحاج، عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة وزعيم رابطة الحريات المنحل، على خط تحضيرات اليساريين لوضع يدهم بشكل نهائي على "البام"، فأبدى معارضة ونقدا لاذعا لتحركات رفاق إلياس العماري، متهما إياهم بتحريف الحزب وتحويله إلى آلة انتخابية.وكذب علي بلحاج، نائب الأمين العام أثناء فترة تولي محمد الشيخ بيد الله رئاسة الحزب، مغادرته للحزب، مبديا انكبابه على إنعاش تيار الأعيان والفعاليات اليمينية التي حلت أحزابها في وقت سابق للاندماج في "البام"، لتكون لها كلمة في المؤتمر الاستثنائي المرقب في يناير، مبديا نية في إرباك السيناريوهات التي تمهد لأن ينحصر التنافس على الأمانة العامة بين المرشحين الحاملين لمرجعية يسارية، أحمد اخشيشن وإلياس العماري.وفي هذا الصدد أعلن علي بلحاج، الرئيس السابق للجهة الشرقية، في لقاء بالبيضاء، الأسبوع الماضي تشبثه بالحزب ومشروعه الأول، فقال: "أنا من مؤسسي الحزب ولن أرحل رغم وجود كثيرين يتمنون ذلك، سأظل أؤدي دوري وأدق ناقوس الإنذار حول ابتعاد الحزب عن مشروعه الأساسي، وسيره وتحوله إلى مجرد إلى آلة انتخابية".ومقابل نفي علي بلحاج، وجود أي طموح لديه في الوصول إلى كرسي الأمانة العامة للحزب، لمح إلى وجود تحضيرات لتقديم مرشح، قد يكون امرأة، لينافس أحمد اخشيشن وإلياس العماري على منصب الأمانة العامة في مؤتمر يناير المقبل، فقال "لن أقدم ترشيحي، لكنني أفضل شخصا غير منشغل، وسيتفرغ كليا لإدارة شؤون الحزب، وسأكون مفتخرا بأن ينتخب المؤتمر المقبل امرأة لمنصب الأمين العام".وأبدى علي بلحاج، كثيرا من الإشارات السلبية تجاه إلياس العماري، نائب الأمين العام حاليا وحاكمه الفعلي طيلة الفترة الماضية بصفته رئيسا للجنة الوطنية للانتخابات، عندما أشار إلى عدم رضاه على سوء علاقة "البام" بباقي الأحزاب، حاليا، وتغول التيار اليساري في الحزب، بقوله إن الأمين العام المقبل "يجب أن يكون شخصية جامعة توحد صفوف الحزب الذي تتجاذبه عدة تيارات، وتستطيع أن تحسن علاقتنا بباقي الأحزاب".ويظهر أن القيادات التي حلت أحزابها سابقا لتأسيس الأصالة والمعاصرة، ستعمل ليتحول الحزب في المؤتمر المقبل، من النظام الرئاسي، الذي يجعل من الأمين العام ونائبه زعيمين للحزب، إلى النظام البرلماني، الذي يكون فيه المجلس الوطني للحزب، صاحب القرار ورسم المواقف والتوجهات، ويقتصر دور الأمين العام ومكتبه السياسي على تنفيذها والتعبير عنها.وجاء ذلك في خطاب علي بلحاج، أمام المشاركين في لقاء نظمته مبادرة طارق ابن زياد بالبيضاء، عندما قال إنه يفضل أن تكون البنية التنظيمية للحزب أفقية، لأنها ستضمن اشتغال جميع الأقطاب، بتقوية صلاحيات المجلس الوطني، وتقريب مواعد انعقاده، ليتداول في مجموعة من القضايا، على ان يكون "المكتب السياسي مجرد أداة تنفيذية، والأمين العام مجرد ناطق رسمي وبمواقف الحزب وأجهزته".ولم تتوقف انتقادات علي بلحاج لأداء مصطفى الباكوري، الأمين العام للحزب، وإلياس العماري، نائبه ورئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، بقوله إن الحزب تحول في عهدهما إلى "آلة انتخابية"، مبخسا نجاحهما في تأسيس تنظيمات موازية للحزب، ومنها شبيبة الأصالة والمعاصرة، فاعتبر الأمر مجرد استنساخ لتجارب الأحزاب اليسارية والشيوعية.وقال علي بلحاج: "شبيبة الأصالة والمعاصرة لا وجود قانوني لها"، كما أن الشبيبة الحزبية، أصلا "تنظيم مواز موروث عن الأحزاب الشيوعية، والشباب يجب أن يمثلوا في أجهزة الحزب، وليس في غيتوهات (مناطق للعزل)، تسمى "شبيبة"، معبر عن دعمه لأن "تكون نسبة 50 في المائة من تركيبة المكتب السياسي المقبل للأصالة والمعاصرة، من النساء، والباقي رجال لا تتجاوز أعمارهم 40 سنة".إلى ذلك، أبرز علي بلحاج، معارضته لخطة اختيار الإديولوجية الاشتراكية مرجعية للحزب، فقال: "لم نناقش يوما على المستوى الداخلي المسألة المتعلقة بالاشتراكية مرجعية للحزب، لقد اطلعت على الأمر في الإعلام، وأنا متمسك بمرجعية ومشروع "البام" الأول: الأصالة والمعاصرة"، مضيفا أن الأولوية اليوم، بالنسبة إلى حزب البام، "هو صياغة وتقديم البرامج، وليس التموقع بناء على ثنائية يمين- يسار".امحمد خيي