الحاجب… الرياضة تحتضر

مركب مع وقف التنفيذ وبنيات هشة والسياسة تعقد الوضع إنجاز: عيسى الكامحي رغم أن الحاجب يفوق عدد سكانها 23 ألف نسمة، وتقع بين مكناس وفاس الأثريتين، وتاريخ تأسيسها يعود إلى 1880، إلا أن بنياتها الرياضية هشة، وملعب يعود إلى الزمن الغابر بأرضية صلبة دون مدرجات، ومركب رياضي أشغاله موقوفة التنفيذ وفرق تستغيث من شدة العوز وضيق الحال، فيما تشكل القاعة المغطاة الاستثناء. الكرة في الحضيضكرة القدم لا تحظى بأي نصيب من الاهتمام، ممثلها الوحيد يقتصر نشاطه في بطولة العصبة، مع أنه ينتمي إلى منطقة أنجبت لاعبين متميزين.يقول (م.خ) موظف ولاعب سابق، إن نادي أمل الحاجب لكرة القدم يعاني في صمت دون أدنى تحرك للمكتب المديري والسلطات المنتخبة والمحلية، عازيا سبب تراجع الفرع إلى عدم الاستقرار في التسيير، وغياب الدعم المادي، بما أن ميزانيته السنوية لا تتعدى 20 ألف درهم.ويطرح غياب التجهيزات والبنيات التحتية الرياضية في الحاجب علامات استفهام كبرى حول دور السلطات المحلية والمنتخبة، التي تتخذ من الرياضة مطية للترويج لحملاتها الانتخابية لا أقل ولا أكثر.كرة اليد دون رئيسلم يعد فرع كرة اليد يشد الأنظار إليه، كما السابق، بسبب تواضع نتائجه ومشاكله المتراكمة، وهو الذي لعب أدوارا طلائعية في عقدي الثمانينات والتسعينات، ولعب في صفوفه لاعبون دوليون، نظير إدريس التاج وميمون الكور والحارس زكرياء وخالد عدي ومحمد معنان وحسن الكور، المؤسس الأول لأمل الحاحب.يرى ميمون الكور، لاعب دولي سابق، أن الرياضة في الحاجب تراجعت بشكل كبير، بسبب عدم اهتمام المسؤولين، مؤكدا أن فرع كرة اليد عاش الموسم الماضي الأسوأ بالنسبة إليه، فيما يعاني حاليا غياب مكتب مسير أو رئيس يدبر شؤونه. جدل بسبب "أومنيسبور" يرى عديدون، ممن استقى آراءهم"الصباح الرياضي" أن المكتب المديري جزء من الأزمة التي تعانيها الرياضة في الحاجب، بسبب فشله في تدبير ملفات عديدة، فضلا عن عدم إيجاد حلول ناجحة لمشاكل الفروع.يقول خالد عدي، فاعل جمعوي ولاعب سابق، إن الرياضة باتت تستغل لأهداف انتخابوية وسياسوية، كما أن أغلب الفروع تلجأ إلى"الصينية" لتدبير مصاريفها دون أدنى مبادرة من قبل المكتب المديري.وتأسف عدي عن غياب مكتب مديري فاعل، كما كان عليه الحال مع إدريس التاج، مؤسسه الأول عام 2012، قبل أن يضطر إلى الابتعاد عن التسيير.وحدد عدي في حديث ل"الصباح الرياضي" مزايا المكتب السابق من خلال إعادة هيكلة الفروع الرياضية، وخلق مدارس لتكوين الفئات الصغرى، وجمع أرشيفات الفروع، وتكوين المسيرين والإداريين، فضلا عن علاقات التاج المتعددة، حسب قوله، والتي مكنت من جلب مستثمرين وموارد مالية بلغت 370 ألف درهم.وعدد المتحدث نفسه إنجازات التاج في تحسين مستوى كرة القدم، وفوز فتيان النادي ببطولة العصبة، وتحسين ترتيب ألعاب القوى إلى 44 وطنيا بدل 97 وتنظيم بطولة العدو الريفي.أما عبد الله الغيوان، رئيس المكتب المديري الحالي، فأكد أن الأخير قام بمجهودات مضنية، من بينها توفير حافلة لنقل الرياضيين، خاصة فرع كرة القدم أثناء تنقلاته، مشيرا إلى أن مكتبه المسير يواجه صعوبات في تسيير ستة فروع، لقلة الموارد المالية، ويتعلق الأمر بكرة القدم وكرة السلة وألعاب القوى والدراجات والكرة المصغرة. وحدد الميزانية التي يحصل عليها المكتب المديري في 60 ألف درهم لا غير، فهل هذا المبلغ يكفي لتسيير ستة فروع؟ يقول الغيوان، الشيء الذي يدفعنا إلى الاستجداء. إننا نقوم بمجهودات كبيرة رغم قلة الإمكانيات المالية". مركب مع وقف التنفيذفي الحاجب قاعة مغطاة واحدة تسيرها جمعية، طبقا لاتفاقية تجمع الجهة بوزارة الشباب والرياضة، وربما تكون نقطة ضوء وحيدة، علما أن مبادرات شخصية من قبل فعاليات رياضية تدخلت لدى وزير الرياضة السابق محمد أوزين من أجل إخراجها إلى حيز الوجود بعد 12 سنة من الانتظار. أما المركب الرياضي، فالأشغال به بطيئة، في غياب كلي لإرادة تولي الاهتمام للقطاع الرياضي.يقول إدريس التاج، مسير سابق، إن تدهور الرياضة في الحاجب يرجع أساسا إلى سعي بعض الأشخاص إلى الحصول على مقاعد بالمجلس البلدي، بمعنى اتخاذ الرياضة مطية لأغراض انتخابوية ضيقة.وأضاف التاج أن هؤلاء لم ينالوا أدنى شيء، لسوء نيتهم، فلا يمكن لشخص يعيش الفراغ أن يقدم الإضافة المطلوبة لمدينته، كما ليست لديهم رغبة حقيقية للإصلاح، بل هدفهم تحقيق مآرب شخصية، وتابع"طبيعي إذن أن يفقد المستثمرون الثقة في أشخاص انتهازيين. تلقينا وعودا من أجل مساعدتنا ماليا في وقت سابق، للنهوض بالقطاع الرياضيين، إلا أن بعض المسؤولين يفضلون صرف أموال طائلة في الحفلات بدل دعم الرياضة". بنيات هشةإذا كان حال المركب الرياضي أسوأ، بسبب توقف الأشغال منذ مدة جراء إكراهات التمويل، فإن البنيات التحتية في الحاجب هشة، بل تكاد تكون منعدمة، إذ لا يوجد غير ملعب ذي أرضية صلبة يفتقر إلى أبسط شروط الممارسة الكروية السليمة، في الوقت الذي تحدث فيه عديدون عن رغبة بعض مسؤولي المدينة إلى تفويته أو تجزئته"تحت الطاولة"، خاصة أنه يقع وسط المدينة، ما يطرح عدة تساؤلات حول مدى خضوعه للمسطرة المعمول بها في تفويت الصفقات. هكذا يتحدث خالد عدي، مسير ولاعب دولي سابق لليد،"إن وضعية البنيات التحتية كارثية، الشيء الذي يعيق الممارسة الرياضية، ومن أسباب ذلك أن الرياضة تشكل آخر اهتمامات المسؤولين"، وأضاف أن"الرياضة تعيش أزمة حقيقية والبنيات التحتية لا تستجيب للتوسع العمراني. فبدل الاهتمام بالرياضة أساسا للتنمية وتسويق المدينة بشكل إيجابي وتأطير الشباب وإبعادهم عن كل أساليب الانحراف، نرى أنها تستغيث بشكل يبعث على التقزز والاستياء، لهذا فتراجع مستوى الأندية والفرق في الحاجب تحصيل حاصل، طالما أن مسؤولينا غير معنيين بتطويرها".

الحاجب… الرياضة تحتضر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداخلية تهدد بإغلاق ملعب محمد الخامس

فضائح تزوير تهز جامعة الرباط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات