استغرب نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، للحملة التي يتعرض لها حزبه، بسبب دفاعه عن التجربة الحكومية، التي دخلت سنتها الأخيرة.وأكد بنعبدالله أن الغريب ليس أن يدافع عن التجربة مكون من مكوناتها، بل الغريب هو أن تكون طرفا في الحكومة وتنتقدها في الآن نفسه، موضحا أن الأصح،عندما تلتزم بالمشاركة في تجربة حكومية، هو أن تكون متضامنا أخلاقيا وسياسيا. وقال الأمين العام، إن الحزب اتخذ قرار المشاركة في حكومة بنكيران، بناء على أرضية سياسية وميثاقا أخلاقيا، تم الاتفاق عليهما، وهناك التزام بشكل عام بهاتين الوثيقتين،"فلماذا تريدون ألا ندافع عن هذه التجربة، وهي رصيد مشترك بين مكونات الأغلبية؟.وعبر بنعبدلله عن اعتزازه بدور وزراء الحزب في إغناء التجربة، من خلال تحمل خمس حقائب وزارية، والدور السياسي المتزن الذي يلعبه الحزب فيها.وأكــد زعيــم الحــزب التقــدمي المشارك في الحكــومة الإســـلامية، في حوار شامل، سينشر في عــدد لاحق، أن الحزب تدخــل بـ"خيط أبيض" أو خلف الستار، أو بأشكال مختلفة من أجل أن تظل الحكومة ملتزمة بالإطار العــام الــذي يهــدف إلى تثبيت المــؤسسات ودورهــا، وتوسيع التجــربة الديمقــراطية، وتفعيل الدستور في كل مقتضياته، وإلى بلورة توجهات التنمية الاقتصادية. وقال إنه لولا التزام رئيس الحكومة والعدالة والتنمية بهذا الإطار العام، لغادر الحزب الحكومة، منذ زمن، مؤكدا أن هناك وفاء والتزاما متبادلا، دون أن يستثني وقوع تعثرات في مسار أربع سنوات، و"هذا أمر طبيعي، ما دام الحزب الذي يقود الحكومة من مرجعية محافظة، ونحن بمرجعية تقدمية". وانتقد بنعبدالله حلفاءه السابقين في الكتلة الديمقراطية، قائلا إن حزبه لم يغادر موقعه، وإن الآخرين هم الذين غادروا الموقع الذي كان عليهم أن يوجدوا فيه، "نحن وجدنا أنفسنا في موقع الدفاع عن الديمقراطية والمؤسسات، والدفاع عن الممارسة السياسية السوية، والدفاع عن الدستور".إن هذه المعركة، يقول بنعبدالله، كانت تقتضي أن توجد القوى التقدمية والوطنية والديمقراطية كلها في صف واحد من أجل تلك الأهداف، معتبرا الموقف الصحيح هو الذي اختاره التقدم والاشتراكية.وأوضح بنعبدالله أن "مرجعية التقدم والاشتراكية في العمل السياسي، ليست هي الاتحاد الاشتراكي، بل المصلحة العليا للوطن ومصلحة الشعب، وبالتالي، فلكل طرف أن يختار موقعه، فنحن اخترنا المشاركة في الحكومة، فيما رفضت باقي مكونات الكتلة، وبعد سنوات قليلة، التحقت بموقفنا، وكانت تجربة التناوب التوافقي".وأكد بنعبدالله أن هناك بوادر مراجعة الموقف من قبل مكوني الكتلة، في إشارة إلى حزب الاستقلال، لذلك يعتبر أن حزبه في توجه صحيح ومنسجم.برحو بوزياني