الرسالة الملكية: مسيرون يرتزقون من الرياضة

ثغرات القانون تحمي الرؤساء وغياب المراقبة يشجع على الفساد وجهت الرسالة الملكية إلى المشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة في الصخيرات في 24 و25 أكتوبر 2008، محملة المسيرين الرياضيين، مسؤولية تدهور القطاع.وجاء في الرسالة التي تلاها محمد المعتصم، مستشار جلالة الملك محمد السادس، أن "من التجليات الصارخة لاختلالات المشهد الرياضي، ما تتخبط فيه الرياضة من ارتجال وتدهور واتخاذها مطية، من لدن بعض المتطفلين عليها، للارتزاق أو لأغراض شخصية، إلا من رحم ربي من المسيرين الذين يشهد لهم تاريخ الرياضة ببلادنا بتضحيتهم بالغالي والنفيس من أجلها، جاعلين الفرق والأندية التي يشرفون عليها بمثابة أسرتهم الكبيرة، ولاعبيها في منزلة أبنائهم".ولقيت مضامين الرسالة الملكية حينها تفاعلا كبيرا من المشاركين في المناظرة، ومن الفاعلين في القطاع الرياضي بصفة عامة، إذ اعتبروا أنها وضعت الأصبع على مكمن الداء.ومنذ ذلك الوقت، لم تتغير أشياء كثيرة في تسيير القطاع الرياضي الذي مازال يفتقد آليات مراقبة المسيرين، خصوصا رؤساء الأندية، كما يفتقد آليات التناوب الديمقراطي على المناصب.ويستفيد رؤساء الأندية من ثغرات نظام الانخراط الذي ينظم تسيير الأندية، ذلك أن هذا القانون يمنح الرئيس صلاحيات واسعة في اختيار المنخرطين وقبول ملفاتهم أو رفضها، دون أن يكون لهم حق الاستئناف والطعن، وفي تحديد واجب الانخراط، الأمر الذي يشجع على خلق تكتلات موالية له وسط المنخرطين، ورسم خارطة القاعدة الانتخابية التي تحميه، ما يجعله يتحكم في مجرى الجمع العام كما يريد.وتقول المادة 7 للمرسوم الوزاري التطبيقي رقـم 443-95-2 الصادر في 21 يوليوز 1995 "يعتبر عضوا منخرطا كل عضو مقبول من طرف مكتب الجمعية (الفريق) أدى كامل انخراطاته السنوية". وتعني هذه الفقرة أن الانخراط يتوقف على قبول مكتب الفريق، الذي بإمكانه الرفض أيضا، فيما تنص المادة 6 من المرسوم نفسه "يجب على كل شخص يرغب في الانخراط أن يكون محتضنا من قبل عضوين من مكتب الجمعية (الفريق)، وأن يقدم طلبا مكتوبا يلتزم فيه باحترام النظام الأساسي للجمعية وبأداء واجب الانخراط".وتضيف المادة نفسها "يعتبر قرار مكتب الجمعية (الفريق) بقبول أو رفض الانخراط نهائيا".وكل هذا يؤدي إلى تمتع الرئيس بالحماية المطلقة من المنخرطين، الذين يصوتون على الحسابات المالية للفريق، ما يغيب بالتالي الوسائل الناجعة في المراقبة.وفي المقابل، يمكن لمعارضي الرئيس أن يخلقوا تكتلات وإنزالات معاكسة، من خلال إقناع المنخرطين أو إغرائهم أو الاستعانة بما يسمى "الحياحة"، وهو ما يتسبب في اندلاع أحداث عنف وشغب وفوضى في الجموع العامة لعدد من الفرق الرياضية، سيما في غياب سلطة قانونية للجامعة، أو السلطات المحلية أو نيابات وزارة الشباب والرياضة في تنظيم الجموع العامة أو توجيهها.ودأبت هذه الجهات على انتداب ممثليها في الجموع العامة، لكن ذلك لا يتم بشكل منتظم، خصوصا بعد أن تبين تورط بعضهم في ترجيح كفة على حساب أخرى في بعض الجموع العامة، وعدم التزامهم بالحياد اللازم.عبد الإله المتقي

الرسالة الملكية: مسيرون يرتزقون من الرياضة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكرة و السياسة... حكايات صعود ونزول

رؤساء الفرق... "البزنس" أولا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات