رؤساء الفرق… “البزنس” أولا

حولوا التسيير الرياضي إلى أصل تجاري ومصعد نحو عالم الشهرة والنجومية رحم الله العربي الزاولي ومحمد بلهاشمي وامحمد دومو الذين كانوا يصرفون آخر سنتيم في جيوبهم لتأمين "طنجرة بطاطس وزيتون" للاعبيهم، وتدبير مصاريف تنقلهم وبذلاتهم الرياضية، وأسبغ الله غفرانه على رؤساء نواد ومسؤولي فرق حجزت البنوك على ممتلكاتهم "الصغيرة" لتسديد ديون عالقة، ومات أغلبهم كمدا على أسرة باردة، و"المحظوظون" منهم، "كرموا" بأخبار نعي على صفحات جريدة لا تقرأ. ولى الزمان الذي كان التسيير تطوعا ونضالا وجهادا في سبيل الوطن، وتضحية من أجل أبناء الشعب، والمسؤولية تكليفا ثقيلا تعلق في أعناق مسؤولين يضحون بالغالي والنفيس، لوضع فرقهم على منصات المجد والتتويج، ثم ينسحبون في هدوء وتواضع إلى منازلهم يبحثون عن عشاء ليلة لأطفالهم.كانت الصورة أقرب إلى عالم طهراني، ميدانه التباري الرياضي الشريف، ومنطلقه العقل السليم في الجسم السليم، وأفقه رفع راية الوطن في المنتديات الجهوية والدولية، قبل أن يستحيل كل شيء، في العقدين الأخيرين، إلى مجرد "بزنس" مفتوح على حسابات الربح والخسارة، يقود دفته "رجال أعمال" حولوا التسيير الرياضي إلى أصل تجاري، و"المباريات" إلى بورصة بأسهم ومؤشرات تتحرك حسب "الأهواء"، واللاعبين إلى صفقات، والملاعب وأرضيات العشب إلى مشاريع بناء وتشييد.رؤساء "قافزين" من الجيل الجديد، يعبثون بشاشات هواتفهم ولوحاتهم المحمولة، بالخفة نفسها التي يلعبون فيها بالأرقام والمعادلات والحسابات، وفي اعتقاد أغلبهم أن المشاريع الكبرى وصناعة الأمجاد والإمبراطوريات لا تكتمل حلقاتها إلا بصفقة مربحة، مثل التسيير الرياضي، و"السطو" على فريق في الدرجة الأولى، يحول الأحلام المؤجلة إلى واقع ملموس.بكرة القدم وحدها، تصبح "النكرات"، "أعلاما" تشع صورها من أوراق المجلات الصقيلة، وتحجز لها اللقاءات والحوارات شبه اليومية في الاستديوهات والبرامج التلفزيونية، ويتحول رجال صغار إلى زعماء و"قادة تاريخيين" تلهج الجماهير الرياضية بأسمائهم وإنجازاتهم وألقابهم. وبـ"الجلدة" وحدها تدور "الحركة" بسرعة في الشركات والمشاريع الموازية، وتنشط الصفقات وتتضخم الطموحات، وتسقط الجدارات، بسرعة البرق، بين التسيير الرياضي (في سبيل الله)، وبين الربح التجاري والمالي المباشر، وبين الدخول إلى "جنة" السياسة من أوسع أبوابها.الملف التالي، يقترب من تحولات التسيير الرياضي، ويرسم "بروفايلات" لرؤساء أجهزوا على الحدود بين الرياضة والمال والأعمال والسياسة، ويقدم نماذج لآخرين أورثهم التسيير الفقر والحاجة، ويرصد مظاهر أزمة "كرة" لا تكاد تفك، حتى "تتخربق" من جديد.يوسف الساكت

رؤساء الفرق… “البزنس” أولا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرسالة الملكية: مسيرون يرتزقون من الرياضة

متاحف المغرب... إشعاع بنكهة عالمية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات