الكرة و السياسة… حكايات صعود ونزول

فرق أوصلت رؤساءها إلى أعلى هرم السلطة وأخرى اندحرت بنهاية زمن عرابيها لم يكتب لكرة القدم أن تخرج من ملعب السياسة منذ فجر الاستقلال إلى اليوم، إذ حضرت الفرق في صراع أحزاب الحركة الوطنية ضد سلطات الحماية، وبين ارتباط بعضها بأسماء كبار رجال الدولة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وتهافت زعماء الأحزاب والنقابات على البعض الآخر، تدحرجت الكرة المغربية بين أرجل الساسة والعسكر وصولا إلى المواجهة الصريحة بين عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وأكبر أحزاب المعارضة الأصالة والمعاصرة على رئاسة فريق الوداد البيضاوي.واقتنع ساسة مغرب الاستقلال أن المستديرة ستنازعهم الشعبية، فكان لابد من إعادة رسم خريطة الكرة المغربية بما يخدم مصالح النخب الجديدة، إذ اختفت فرق صغيرة وولدت أخرى كبيرة من المهد لمنافسة فرق زمن الحماية كما هو الحال بالنسبة إلى الرجاء والوداد، اللذين ارتبط اسماهما برجالات المقاومة.وبعد أشهر قليلة، تأسس فريق الجيش الملكي مطلع 1958، الذي أريد له أن يمثل جزءا من كيان الدولة في أكثر التظاهرات تعبئة واستقطابا، إذ منح الفريق العسكري وضعا خاصا، إلى درجة أنه صعد مباشرة للقسم الأول، دون أن يمر، كغيره، من الأقسام الدنيا.ولم تتأخر الأحزاب والنقابات في اقتحام الجموع العامة للفرق، وأكبر مثل على ذلك فريق الرجاء البيضاوي، الذي ارتبط اسمه بالسياسة منذ تأسيسه في 1949، بدءا من الأعضاء المؤسسين، وفي مقدمتهم الرجل القوي آنذاك، الراحل المحجوب بن الصديق، رئيس الاتحاد المغربي للشغل، لتتوالى بعد ذلك على أسماء سياسية، تنتمي بالخصوص إلى حزب الاتحاد الدستوري، كما كان الشأن بالنسبة إلى الراحل المعطي بوعبيد، الوزير الأول الأسبق، وزميله في الحزب عبد اللطيف السملالي، وزير الشباب والرياضة، في ولايات متعاقبة، بالإضافة إلى أسماء أخرى من قبيل عبد الواحد معاش، أمين عام حزب الشورى والاستقلال.وفي الوقت الذي قدمت فيه الفرق الكبرى خدمات سياسية لأعضائها، فقد استفادت الفرق الصغيرة من وجود أبناء مدنها في مواقع حساسة في أعلى هرم الدولة كما هو الحال بالنسبة إلى فريق اتحاد سيدي قاسم مع الجنرال أحمد الدليمي، وزير الداخلية في السبعينات، ونهضة سطات، التي وصلت إلى دائرة الأضواء في عهد إدريس البصري، وزير الداخلية القوي في الثمانينات والتسعينات، قبل أن يركب الفريقان قارب الاندحار بوفاة رمزيهما، وكذلك كانت حكاية الكوكب المراكشي مع محمد المديوري الحارس الشخصي للملك الراحل. وتأجج الصراع السياسي على الأندية منذ البدايات الأولى للمواجهة المزمنة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة، إذ انتقلت العدوى إلى الوداد، ولم تستثن السياسة باقي الفرق، إذ أصبح "البام" أكثر الأحزاب حضورا في الملاعب، خاصة من خلال الوداد البيضاوي واتحاد طنجة وشباب الريف الحسيمي.الأكيد أن "البام" ليس أول الأحزاب في الرهان على الكرة، فمنذ أواخر التسعينات تعددت الأسماء الساعية إلى استغلال النادي الأحمر وقاعدته الجماهيرية للوصول إلى كراسي الانتخابات، بداية من ولاية الرئيس الأسبق نصر الدين الدوبلالي، الذي زاوج بين الوداد والحزب الاشتراكي الديمقراطي.ياسين قٌطيب

الكرة و السياسة… حكايات صعود ونزول

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بودريقة ... تسويق لمنتوج عقاري

الرسالة الملكية: مسيرون يرتزقون من الرياضة

مقالات ذات صلة