الزيادة في الأجور فرصة للموظف لمضاعفة الاقتراض

أشار إدريس خدري، الخبير في الكوتشينغ المالي، أن قلة من المغاربة تتعامل مع الاقتراض بعقلانية، مشيرا إلى أن الدين الذكي هو الذي يستطيع أن يحقق الهدف المنتظر. واعتبر أنه لا يجب التحدث عن المقترض من زاوية الضحية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمن يسحب 30 ألف درهم ديونا لتغطية نفقات العطلة والاستجمام. كيف تقيم علاقة الموظف المغربي بالاقتراض؟ يشكل هاجس الخروج من المديونية أكبر مسبب للأرق بالنسبة إلى العديد من الموظفين والمأجورين. ونادرا ما تتوفر الأسر على سياسة اقتراض وعلى جدول قيادة مرتبط بمسار تسديد المديونية، فطريقة التسديد وضبط آجال الأداء وتحديد حجم الأقساط وتمديد مدة الأداء أمور تحتاج إلى حنكة مالية و تدبير فعال.يعيش الموظف، في حالة عسر مالي، مع الدين كما يعيش الفرد مع مرض مزمن ينخر ببطئ جسد العائلة باستثناء من يتحلى بذكاء مالي يحول الدين إلى استثمار ونشاط مدر للدخل. وهكذا نلاحظ أن بعض المدينين يؤدون آخر قسط من ديونهم وهم في سن متقدم من حياتهم، ثم يغادرون إلى دار البقاء. كيف يمكن الاقتراض بذكاء؟ الدين الذكي هو الذي يستطيع أن يحقق الهدف المنتظر وأن يفرز فائض القيمة في المشاريع التي يتم تمويلها بواسطة القروض. لكن جل الديون تظل مرتبطة بالمشاريع الخاصة والمناسبات والأعراس وتجهيز الشقق واقتناء السيارات و التجهيزات المنزلية والمعدات الإلكترونية، بمعنى أن الموظف، عموما، لا يخصص حيزا من الدين للاستثمار بل يلجأ إليه لتغطية نفقات التسيير والتجهيز. وهذه السلوكات مرتبطة بعقلية المظاهر و الواجهة. ما هي العلاقة بين رفع رواتب موظفي القطاع العام وارتفاع وتيرة الاقتراض لديهم؟ في 2011 قررت الحكومة زيادة رواتب موظفي القطاع العام ورفع الحد الأدنى للأجور، إضافة إلى الالتزام بتسريع وتيرة الترقية في سلم الأجور. رد الفعل النفسي هو اعتبار مبلغ الزيادة في الأجر تأمينا على قرض افتراضي مستقبلي أكثر منه فرصة لتشكيل خانة للادخار. وهكذا يتحول الموظف إلى زبون "فوق العادة" بالنسبة إلى المقرضين. وإذا ما انطلقنا من الواقع تعرف الشهور الأولى من التوظيف احتقانا ماليا، غالبا ما يرتبط بمفهوم "النجاح" السائد بالمغرب، إذ يسارع الموظف إلى تحقيق ذاته، من خلال ثلاثة أشياء يبادر إلى إحرازها بأسرع الطرق، الشقة والسيارة والزوج. وهكذا يجد الموظف نفسه مهيئا للدخول في دوامة المديونية لتدارك الوقت "بدل الضائع" و إثبات الوجود والرد على أيام "الحكرة". وما هي المساطر الكفيلة بتحقيق ذكاء مالي في معالجة القروض؟ بلغت القروض في أواسط السنة الحالية 3800 مليار سنتيم، وتزامنت الهرولة إلى "الكريدي" مع فترة ما أسميه "لابول دو نيج" أو كرة الثلج التي بدأت في رمضان (يونيو) واستمرت إبان العطلة السنوية (يوليوز غشت) وتفاقمت مع الدخول المدرسي في شتنبر الذي هبت فيه رياح عيد الأضحى... الحل في نظري لا يكمن في "حماية" شخص تجاوز سن القاصرين بل يجب البحث عن الجواب في فكرة "الدين الذكي" والتي كرست لها حلقة كاملة في برنامجي الإذاعي.ليس المشكل في حجم الدين ولكن فيما تصنعه به، فالموظف يعلم أن البنوك ومؤسسات القروض ستشرع في الخصم من مرتبه، وأنه سيبدأ تسديد الأقساط وفوائدها في تاريخ محدد.لا يجب أن نتحدث عن المدين من زاوية الضحية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمن يسحب 30 ألف درهم ديونا لتغطية نفقات العطلة والاستجمام مستجيبا لرياح الموضة وللخلفيات السياحية لبعض المسلسلات الأجنبية.المثير للانتباه أن وتيرة ارتفاع العبء في المديونية يناهز نسبة 4 في المائة سنويا وتأتي القروض العقارية في مقدمة انشغالات الموظف المغربي مثل باقي فئات المجتمع التي استدانت من أجل العقار بمبلغ إجمالي تجاوز 226 مليار درهم سنة 2013 على أن تبقى القروض الاستهلاكية التي وزعتها البنوك محتلة للرتبة الثانية بنسبة ارتفاع تقارب 5 في المائة سنويا. أجرى الحوار: عبد الواحد كنفاوي في سطور > أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء > أستاذ ومدير البرنامج العربي سابقا بمعهد أطلنطا للتدبير– جورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية> أستاذ بالمعهد العالي للتجارة وتدبير المقاولات بالدار البيضاء .> اشتغل خبيرا مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و"جمعية رؤساء المقاولات الإفريقية "ADEA .> حاصل عل شهادة "كوتش" في التنمية الذاتية

الزيادة في الأجور فرصة للموظف لمضاعفة الاقتراض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاستقلال يهاجم وزراء بنكيران

المطلوب رقم 1 في العطل والمناسبات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات