الملك يكسر جدار الخوف في تندوف

حقوقي زار المخيمات يقرأ أبعاد وخلفيات مخاطبة الملك لسكان المخيمات كشف نوفل البعمري، محام وناشط سياسي أمضى أسبوعا داخل مخيمات تندوف في 2013، أن توجه الملك محمد السادس، في خطابه بالحديث مباشرة إلى سكان المخيمات حول أوضاعهم، من شأنه أن يكسر جدار الخوف لديهم، ويمكن أن نتوقع منهم، بعد الخطاب، انتفاضة كبيرة كالتي حدثت في أكتوبر 1988، وأسفرت عن عودة أفواج منهم، ضمت قادة كبار في الجبهة إلى وطنهم المغرب. مغاربة لا لاجئون“ورد في الخطاب شيء أساسي لا بد من الانتباه إليه، ويتمثل في توظيفه مصطلح سكان بدل محتجزين أو لاجئين”، يقول نوفل البعمري، الذي زار تندوف في 2013 ضمن وفد بصفته حينها عضو في المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، موضحا أن ذلك، يعني أن الملك لما توجه بالحديث إلى سكان المخيمات، يعتبرهم مواطنين مغاربة، وبالتالي فذلك تحول أساسي.وإذا كان الملك في توجيهه الخطاب بشكل مباشر، إلى أولئك السكان باعتبارهم “جزءا أو امتدادا للشعب المغربي”، فما الذي أراده من وراء المقارنة التي أجراها بين الوضع داخل الأقاليم الجنوبية والوضعية داخل المخيمات، حينما قال “أنا لا أرضى لكم هذا الوضع اللاإنساني. أما إذا رضيتم به، فلا تلوموا إلا أنفسكم ، وأنتم تشاهدون المغرب ، يقوم بتنمية أقاليمه الجنوبية وتوفير الكرامة والعيش الحر لسكانها”؟ دعوة إلى الانتفاضةبالنسبة إلى نوفل العمري، جاءت المقارنة، بـ”غاية مد سكان المخيمات، بشحنة دعم، تساعدهم على القطع مع ترددهم والحسم في اختيارهم، وكذلك لانعدام الثقة لدى كثير منهم، والناتجة أساسا عن التخوف إزاء مصيرهم، وهي الثقة التي تسعى إليها المشاريع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي وعد بها الملك في الصحراء”.وبنا نوفل البعمري، رأيه المذكور، استنادا على تجربته الشخصية داخل مخيمات تندوف، وتواصله المباشر مع كثير من الشباب هناك، إذ أكد أن كثيرا منهم، واعون بسوء وضعيتهم والفرق بين الحياة في المخيمات بتندوف الجزائرية والحياة في الأقاليم الجنوبية للمغرب، غير أنهم خائفون ومترددون بسبب التهديدات والحصار والتنكيل الذي تشهره في وجوههم “البوليساريو” والنظام الجزائري.امحمد خيي عبر عند الله سلمى، أحد العائدين إلى أرض الوطن عن اعتزازه بالجهود المتواصلة في الأقاليم الجنوبية من أجل تحقيق التنمية وتوقير شروط العيش الكريم للسكان. وأوضح عند الله الذي قضى 20 سنة في المخيمات من 1975 إلى 1995، أن المحتجزين ازدادت وضعيتهم تفاقما وتعمقت معاناتهم في السنوات الأخيرة بالنظر إلى الصعوبات التي يعيشونها في ظل تراجع حجم المساعدات الإنسانية من جهة وتلاعب عناصر بوليساريو المتحكمة في الوضع هناك فيها إذ حولتها الى أرصدة قادتها ومن يدور في فلكهم.ونوه سلمى في تصريحات لـ»الصباح»،، بالمجهود التنموي الكبير الذي شهدته الأقاليم الجنوبية في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت المدن الصحراوية تنعم على غرار باقي مدن المملكة بكل التجهيزات التحتية والخدمات وشروط العيش، في الوقت الذي تعمقت مآسي المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر.وقال سلمى إنه عاد إلى المغرب في 1995 رفقة اثنين من أبنائه وزوجته، فيما لا يزال هناك أربعة من أبنائه ، ويأسف كثيرا على هذا الواقع من التمزق العائلي الذي فرض على آلاف الأسر الصحراوية، ففي الوقت الذي " نعيش فيه أجواء الحرية والكرامة وننعم بحياة آمنة يعاني أبناؤنا هناك كل أنواع التعسف والقهر والحرمان، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقارن بين شروط العيش هنا وواقع المعاناة هناك ، يقول سلمى، مشبها الفرق بالمسافة بين السماء والأرض، مؤكدا أنه لولا الضغوط التي يمارسها الجيش الجزائري والحصار المضروب على المخيمات، لعاد أغلب المحتجزين لأن أمل العيش هناك لم يعد قائما بعد تبخر الأوهام».وجوابا عن سؤال مدى رغبة سكان مخيمات تندوف قي إنهاء وهم بناء دويلة في الصحراء أمام الآفاق الرحبة التي بات يشكلها مقترح الحكم الذاتي بالنسبة إلى أبناء الأقاليم الجنوبية من أجل تدبير شؤونهم وتسيير مؤسساتهم في إطار الوحدة الترابية للمملكة، قال سلمى إن هناك ثلاث فئات في بوليساريو، الفئة الأولى تعيش أوضاعا صعبة، لأن أمل عودة أفراد الأسرة كاملة أمر صعب، وهي التي باتت تتكون من 8 إلى عشرة أفراد، وأصبح محكوما عليها تحمل المعاناة أمام صعوبة العودة كأسرة، بسبب الحصار.أما الفئة الثانية ، يقول عند الله، فهي أقل من الأولى، فقد تبنت فكرة الانفصال منذ البداية ووجدت نفسها أسيرة له، ولا يتوفر أصحابها على " ماء الوجه"ولا الجرأة لممارسة النقد الذاتي، والتراجع عن فكرة الانفصال، وهي التي ظلت تعيش على أوهامه سنوات طويلة.أما الفئة الثالثة، يضيف عند الله سلمى، فهي التي سماها المستفيدة من الوضع، والتي تقتسم "الكعكة"التي باتت توفرها لهم وضعية التحكم في شؤون المخيمات باسم قيادة بوليساريو، وأغلب أفرادها من الذين اغتنوا من المساعدات الإنسانية التي كانت تتقاطر بملايين الأوروهات عليهم.برحو بوزياني (موفد الصباح إلى العيون)شهادة عائد من جحيم لحمادة

الملك يكسر جدار الخوف في تندوف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السجن لداعشيين طبقا الفيء

‎الضمـان الاجتماعـي يترصد المخالفين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات