فواتيـر “الكهرمـا”…”النـار فـي لاكـار”

الأسعار الجديدة لبنكيران والفهري وتطبيقات الشركات الموزعة تهدد المدن بموجة جديدة من الاحتجاجات كان يكفي أن تعطس «العروس»، حتى تصاب كل أطراف المغرب وجهاته بحمى شديدة تزداد حرارة، بين الحين بدعوات متتالية للخروج إلى الشارع، احتجاجا على «تمادي المؤسسات والشركات والوكالات والمكاتب المكلفة، بتدبير الماء والكهرباء والتطهير السائل، في إضافة مزيد من الحطب تحت قدر الأسعار، الملتهبة أصلا». مسيرات الشموع تخيف"حكام" المدن والجهات الشموع التي أضاءت شوارع طنجة، نهاية الأسبوع الماضي، مازالت «تحترق» في مدن أخرى، يشعر مواطنوها، عن خطأ، أو صواب، أنهم ضحايا حيف وظلم اجتماعيين، بسبب الغلاء المفرط في فواتير استهلاك الماء والكهرباء، والتفاوت غير المبرر في الأسعار من شهر إلى آخر، وبين زبون وآخر يعيشان في الحي، أو الزقاق نفسه، وينتميان إلى الفئة الاجتماعية نفسها.في مراكش، بدأت «التسخينات»، منذ أيام، بإطلاق حملة تعبئة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو المراكشيين إلى مقاطعة منتوجات الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، لساعتين متتاليتين، تبدأ من الساعة الثامنة من مساء اليوم (السبت)، وهي فترة قابلة للتمديد، ردا على غلاء الفواتير وتلكؤ إدارة الوكالة والسلطات الإدارية في إيجاد حلول منصفة للمستهلكين. وليست المرة الأولى التي يحتج فيها سكان مراكش على النيران المشتعلة في الفواتير، بل سبقتها وقفات ومسيرات وصلت أصداؤها إلى مكاتب الولاة والمسؤولين الكبار الذين ظلوا، في كل مرة، يجبرون الوكالة على تقديم تنازلات ومشاريع حلول للتخفيف من حدة الاحتقان.العدوى وصلت، أيضا إلى الدار البيضاء والمحمدية، التي تتكلف شركة «ليدك» الفرنسية، منذ 1998، بتدبير قطاعات الماء والكهرباء والتطهير السائل بهما. وعقدت هيآت المجتمع المدني وجمعيات حماية المستهلكين لقاءات متواصلة للاتفاق على صيغ موحدة للاحتجاج والرد على غلاء الفواتير، وهي الاجتماعات التي وصلت أصداؤها إلى المواقع الإلكترونية ونشرت، بالفعل، نسخا من الفواتير تتضمن أرقام استهلاك وأسعارا وصفت بالخيالية.هذه التحركات، استنفرت مصالح ولاية جهة البيضاء-سطات التي سارعت إلى نشر بلاغ توضيحي، وصف بالاستباقي لإبطال أي مبادرة احتجاجية لا أحد يتكهن بامتداداتها. وقالت الولاية، في معرض توضيحاتها، إن الفواتير المنشورة بالمواقع الإلكترونية تتعلق بمحل تجاري (مقهى) يخضع لتسعيرة الاستهلاك التجاري، ولا تتعلق بمنزل يتوفر على خمسة مصابيح وتلفاز ومبرد (ثلاجة).وأكدت الولاية أن سعر الماء والكهرباء بالبيضاء لم يعرف أية زيادة، موضحة بأن أي ارتفاع في الفاتورة ناتج، أساسا، عن الارتفاع في الاستهلاك خاصة خلال الفترة الصيفية. وقالت الولاية إن شركة «ليدك» عبأت إمكانياتها لاستقبال الزبناء وتقديم التوضيحات اللازمة، وتلقي ومعالجة الشكايات التي قد تصدر عنهم.أغلب مسيري المدن الكبرى ومسؤوليها الكبار لا يرغبون في تكرار تجربة طنجة، ولن يسمحوا بأي استرخاء حتى لا «تشعل» أضواء الشموع سماء مناطقهم، وتكسر، صمت مساءاتها، الهتافات الغاضبة، لذلك أطلقوا حملات مضادة من التوضيحات لوضع المواطنين في الصورة الكاملة، «دون زيادة أو نقصان».يوسف الساكت

فواتيـر “الكهرمـا”…”النـار فـي لاكـار”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مراكشيون و"راديما"... سوء الفهم الكبير

مهنيو المختبرات يناقشون جودة التحاليل الطبية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات