وجه تيار "الحركة بيتنا" سهام النقد إلى المسؤولين عن تدبير شؤون الحزب ومتزعمي "الحركة التصحيحية"، الموسعة التي دعت، في وقت سابق، إلى عقد مؤتمر استثنائي يوم 25 أكتوبر الجاري بالصخيرات، للإطاحة بالقيادة الحالية للحركة الشعبية.وطالب محمد سقراط، عضو المجلس الوطني للحركة، زعيم تيار "الحركة بيتنا" من أعضاء المكتب السياسي تقديم استقالتهم، لأن "أغلبهم فاسد ينتفع من الامتيازات التي منحها لهم الحزب، وبالمقابل لا يقدمون أي شيء لفائدته، بل منهم من خاض حملة ضد مرشحيه، ودعم مرشحي أحزاب منافسة وربح أموال من ذلك".وفضل سقراط في معرض جوابه على أسئلة "الصباح" في لقاء صحافي، عقده مساء أول أمس (الخميس) بالرباط، عدم الكشف عن أسماء من أسماهم "القادة المفسدين"، مكتفيا بالقول إنه سيفضحهم واحدا واحدا، وبالحجج الدامغة، في اجتماع المجلس الوطني للحزب، في إطار المكاشفة الصريحة. وذهب سقراط إلى أنه في حال رفضهم تقديم الاستقالة، فإنه سيدعو رفقة باقي أعضاء المجلس الوطني، إلى عقد مؤتمر استثنائي لإقالتهم جميعا.وشدد سقراط على أن تاريخ المؤتمر لن يكون إلا بعد انتهاء الانتخابات التشريعية لـ 2016، حتى لا يتأثر الحزب، لأن أي عاقل في الدنيا، سينزه نفسه عن العبث، بعقد مؤتمر في غضون أيام قليلة قبل ثمانية أشهر عن بداية الحملة الانتخابية لتشريعيات السنة المقبلة الحاسمة، التي عبرها تتشكل الأغلبية وتنبثق الحكومة. وأضاف أنه في حالة حصول تجاوب مع دعوته في الاجتماع المقبل للمجلس الوطني لتقديم استقالتهم، فإنه سيلزمهم بالاعتراف بأخطائهم، وسيفرض عليهم "تقديم نقد ذاتي، وتوقيع التزام بأنهم لن يعودوا لما اقترفوه سابقا، كي تحصل المصالحة".وشدد سقراط على أنه وزملاء له بالمجلس الوطني سيناضلون من أجل دحر الزبونية والمحسوبية، والوصاية والولاءات، مؤكدا أن الحزب يضم كفاءات تم تعطيلها وتهميشها، من قبل الفاسدين الذين أساؤوا إلى الحزب وإلى العمل السياسي، بل هناك أشخاص نزلوا بالمظلات لا يعرفهم أحد لم يقدموا أي خدمة للحزب، وينتفعون منه".وبخصوص أوجه الالتقاء بين تياره "الحركة بيتنا"، و"الحركة التصحيحية"، وصف سقراط الأخيرة بأنهم "خوارج"، لأنه لا تربطهم أي صلة بالحزب، بعدما غادروه، بل هم أناس انتفعوا من الريع السياسي والمحسوبية، وتمكنوا من تولي حقـائب وزارية، دون تطبيق أي معيار دقيق وشفاف، في إشارة إلى سعيد أولباشا، وحسن الماعوني، ومحمد لمرابط.وانتقد سقراط أيضا أوزين أحرضان، نجل المحجوبي أحرضان، لأنه كان عضوا في المكتب السياسي، دائم الغياب، ولم يحضر سوى ثلاث مرات، ولم يقل كلمة واحدة، مشيرا إلى أن واجب الاحترام له نابع من أنه ابن المؤسس، ويعود الفضل لأسرته في استمرار الحركة الشعبية.وشدد سقراط على أن أعضاء المجلس الوطني على قلتهم في الحركة التصحيحية، بدورهم استفادوا من ريع توزيع المناصب، في اللائحة الوطنية للشباب والنساء التي منحتهم مقاعد في مجلس النواب، دون اعتماد أي معيار شفاف للكفاءة، سوى تقديم الولاء لبعض القادة، نافيا أن يكون بوقا للقيادة الحالية، في مواجهة ما يطلق عليه الحركة التصحيحية، مؤكدا أنه مع التصحيح من داخل هياكل الحزب، حاثا وزارة الداخلية على عدم منح الوصل للحركة التصحيحية لعقد مؤتمر استثنائي. أحمد الأرقام