قتلت بدم بارد وبلغت عن اختفائه

وعدت القاتل بالزواج منه فور تنفيذ الجريمة في أحد أيام صيف ساخن من 1999 اهتزت الجديدة على وقع اكتشاف عمال نظافة لجثة منعش سياحي شهير بالمدينة، متعفنة وسط أشواك غير بعيد عن ملعب ابن محمد العبدي . ولأن الرجل كان له وضع اعتباري بعاصمة دكالة، فإن خبر مصرعه انتشر كالنار في الهشيم، توشحت زوجته بالبياض وهي التي بلغت لدى الشرطة القضائية عن اختفائه وداومت طيلة 15 يوما على زيارة المصالح الأمنية المذكورة لمعرفة بعض المستجدات عنه. كانت المؤشرات الأولى توحي منذ البداية أن الأمر يتعلق بجريمة قتل مدبرة بإحكام، إذ بدت على عنق الضحية آثار شنق بواسطة حبل، وأن الإجهاز عليه أبدا لم يتم بالمكان الذي اكتشفت فيه الجثة والذي لا يبعد إلا بمسافة قصيرة عن المجمع السياحي الذي كان في ملكيته. خيط رفيع تمسك به محققون اعتقدوا أن القتل ربما مقترن بسرقة، سيما أن الضحية كان من ذوي اليسر وتبدو عليه علامات الثراء. سار البحث بداية في هذا الاتجاه وخلاله كانت الزوجة تبدو حزينة على فراق زوجها، تتقبل التعازي بأسى ولوعة فراق، ولم يبدر منها ما يجعل المحققين يرتابون في أمرها. وبين الفينة والأخرى كانت تمد رجال الشرطة القضائية بمعلومات عن الاستعمال الزمني لزوجها ليلة اختفائه، واثقة بأن دائرة التحقيق لن تطولها كما لوأنها نجحت في تخطي مرحلة صعبة ونجحت في تحريف مسار البحث مرت ثلاثة أيام عن استجماع معلومات دقيقة عن شخص كان يشتغل بالمركب السياحي للضحية ويتحدر من دوار الأشهب بضواحي الجديدة، استدعاه محققون وحاصروه بمجموعة من الأسئلة الدقيقة، حاول الإجابة عنها بداية بتملص شديد، قبل أن ينهار في اعتراف صادم كان له رجع صدى بكل أنحاء الجديدة والإقليم . قال العامل "أنا الذي شنقت مشغلي حتى القتل، وساعدني في ذلك شابان من الدوار نفسه"، ثم ابتلع ريقه وأكمل "لكن الذي خطط للقتل ووفر أدوات الجريمة وهيأ سيناريو التخلص من الجثة، هي زوجته التي قدمت لنا إغراءات يسيل لها اللعاب". حملق فيه كبير الأمنيين كثيرا وطالبه بالمزيد من التوضيحات، إذ أردف الماثل أمامهم أن الزوجة التي بكت وولولت يوم العثور على جثة زوجها، تبقى هي العقل المدبر للجريمة النكراء التي هزت كيان هذه المدينة، وفي التفاصيل استطرد "تقربت مني الزوجة وحكت لي أنها لم يعد لزوجها أي مساحة حب في قلبها، وأنها تريد أن تنهي حياته في أقرب وقت ممكن، وأنه حالما وقع التخلص منه وعدتني بالزواج منها، وقالت لي بالحرف ستصبح أنت الباطرون ديالكلشي، حلم لم أستيقظ منه إلا وأنا راضخ لتنفيذ مخطط قتل الضحية". وواصل "أذكر أنني اتفقت معها على الاستعانة بشابين بمقابل مادي وإغراءات أخرى، وفي ليلة القتل الموعودة اختفينا خلف ثلاجة ضخمة بالمركب السياحي، كانت الساعة تشير إلى 12 ليلا، عندما انهمك الباطرون في عد المدخول اليومي، أتيناه من خلف الثلاجة وأحكمنا حبلا على عنقه، وضيقنا عليه الخناق إلى أن خرجت روحه، لحظتها حضرت الزوجة ووضعناه في كيس ورميناه في المكان المجاور لملعب كرة القدم". التقط المحققون هذا التصريح الصادم، وأحضروا على عجل الزوجة وواجهوها بالحقيقة، لحظتها استسلمت وروت لهم أنها تعرفت على زوجها ذات يوم في فندق كان يديره في إفران وكانت آنذاك بطلة في العدو الريفي، فأعجب بها وعقدا قرانهما وأنجبت منه 3 أبناء، واستطردت أن حياتهما كانت في فترتها الأولى سمن على عسل، قبل أن يصبح مواظبا على الغياب عن بيت الزوجية، "إلى أن تناهى إلى علمي أنه زير نساء، تسعفه في ذلك أناقته ومركزه الاقتصادي، وفاض الكأس بيننا قبل الجريمة بأسبوع، عندما واجهته بما أملكه عنه من أخبار الارتباط بخليلات، ثار في وجهي وساومني بأن الضرة في الطريق، اشتعلت بداخلي نار الغيرة وأقسمت أن أنتقم لكرامتي وخططت لتصفيته". الحكم بالمؤبد ختم المحققون محضر الاستماع إلى الزوجة والمتهمين الثلاثة، وأحالوهم على الوكيل العام باستئنافية الجديدة، وبعد عدة جلسات تابعها الرأي العام بالمدينة اقتنعت هيأة الحكم بالمنسوب إليهم في تصريحاتهم وقضت بمؤاخذتهم وحكمت عليهم بالمؤبد، ونظرا للظروف النفسية والعقلية للزوجة تم تحديد العقوبة الحبسية الصادرة في حقها وهي تقضي ما تبقى منها وراء أسوار السجن المحلي بسيدي موسى. عبدالله غيتومي (الجديدة)

قتلت بدم بارد وبلغت عن اختفائه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب لا يستغل مؤهلاته

السياحة العلاجية... الغائب الأكبر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات